شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م14:21 بتوقيت القدس

بيع عشوائي في مقاصف المدارس فمن المسؤول؟

30 سبتمبر 2017 - 00:00
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى:

يفترض بالبيئة المدرسية أن تكون مكانًا تربويًا وصحيًا سليمًا للطلاب، وخاصة عند تقديم الوجبات الغذائية في المقصف، إذ ينبغي أن تكون ذات مواصفات صحية عالية، فالطالب يقضي نحو 5 ساعات يومًيا في المدرسة، لكن على ما يبدو فواقع التغذية لا يخضع لمعايير صحية كافية إذ تأخذ المقاصف بالبعد المالي  الربحي على حساب الآثار الصحية لبعض ما يُباع للطلاب.

يرغب الطلاب غالبًا مقصف المدرسة لشراء ما يسد جوعهم، فمن منهم لا ينتظر جرس الفسحة بفارغ الصبر ليلتهم ما يقدمه له باعة المقصف، بغض النظر عما إذا كانت صحية أم لا، أو حتى تخضع لظروف صحية ملائمة من عدمه.

شبكة نوى طرحت تساؤلات في هذه القضية التي تهم أكبر شريحة من المجتمع والتي تتعلق بطلاب المدارس، في زيارة لها لإحدى الأماكن التعليمية المغلقة قبيل تحضير وجبة الغذاء الصباحية وجد الفلافل غير مغطى بمواد تحمية من الغبار أو أشعة الشمس والحرارة، غير ان غالبية المقاصف تبيع مواد ذات أصباغ ملونة، أكياس رقائق البطاطس" الشبيس" السكاكر، والمواد الغازية.

وفي حديث مع بائع مقصف مدرسي برر ذلك أنه يقدم ما يحلو للتلاميذ ويرغبون شرائه تحسبًا من نقص الشراء ومطاردة شبح الخسارة، إحدى الطالبات كانت تجلس مع مجموعة صديقات رفضن الشراء من مقصف المدرسة وقالت إحداهن:" أنه ساندويشات الفلافل المقدمة لهم غالبا ما يكون طعمها غير صحي وتخوفًا لأي أضرار صحية لا تشريه رغم أنها تكون بحاجة له لسد جوعها".

تضيف إنها غالبًا ما تقوم باصطحاب بعض من الساندويتشات لها وزميلاتها حتى لا تضطر الشراء من مقصف المدرسة الذي لا يلائم حاجتها الغذائية ، متابعة ان قطع السلطة يميل مذاقها للحموضة غالبا بفعل طيلة فترات التخزين".

فيما تعتقد والدة الطفل وسام عودة أن وجبة الإفطار من أهم الوجبات التي يحصل عليها الطفل لكي تساعده على التركيز، والتوازن طيلة الفترة التي يقضيها في المدرسة، لكنها تبدو متخوفة فيما يتم تقديمه لهم خلال مقاصف المدرسة.

لاحظت مؤخرًا والدة الطفل أنّ ابنها يعاني من ألم في بطنه وكان سبب ذلك ما يتناوله خلال فترة مكوثه في المدرسة من مواد غذائية لا تعلم ما مدى صحتها؟.

وزارة الاقتصاد في قطاع غزة كانت قد نفذت حملة تفتيش لإحدى المدارس الحكومية قبل عدة أيام بناءً على شكاوى قدمت لها من أهالي الطلاب حول وجود حالات تسمم في إحدى المدارس بسبب افتقاد المقصف الشروط الصحية في المواد الغذائية التي يقدمها. 

لكن لم يسمح الناظر في تلك المدرسة لدائرة حماية المستهلك تفتيش المقصف إلّا بعد الحصول على إذن من وزارة التربية والتعليم
زياد أبو شقرة مدير عام دائرة حماية المستهلك أعقب على ذلك: "أنه في الأعوام السابقة من 2007 كان دخول التفتيش من لجنة حماية المستهلك للمقاصف المدرسيةّ بشكل مفاجئ دون سابق انذار، لكن حاليًا لا تسمح التربية والتعليم الدخول الا بعد الحصول على إذن".
وأضاف أنّ هناك بعض من المقاصف تستخدم أطعمة لا يوجد عليها تاريخ الانتهاء والانتاج، مفتقرة لتغليف الصحية، اضافة الى استخدامهم زيت القلي المحروق في طهى الفلافل المعد للساندويتشات المقدمة، مستغربًا قيام التعليم بمنعهم الدخول مفاجئًا.
وزارة التربية والتعليم على لسان تيسر الشرفا المسؤول مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم قال في حديثه لنوى: " إنه ليس مسموحًا لأي جهة الدخول للمدرسة إلا بعد الحصول على تصريح مسبقًا من الوزارة التعليمية". وحول سبب المنع علل أن المدارس جهات تعليمية وليس تجاريّة. 
كما أضاف أنهم انهم رفعوا اتصالا الى لجنة حماية المستهلك على خلفية ما حدث من رواية وجود حالتين تسمم لدى الطلاب في أحد المدارس للبحث حول الأسباب واعطائهم تصريح فيما بعد للتفتيش".
ولكن من المعروف أن حملات التفتيش على السلع الغذائية بغض النظر عن مكان تواجدها تكون بشكل مفاجئ من دون أخذ الحذر حتى يكون رادعا للمخالفين.

والملاحظ للكادر التعليمي في المدارس الحكومية يرى وجود عدد لابأس به من مدرسين المواد العلميّة المختلفة ، وافتقارها لوجود مرشدين غذائيين، إذ يقتصر المنهج التعليمي في هذا المجال على كتاب الصحة الذي يشرحه معلمون غير مختصين في المادة ذاتها.
وعن سؤال شبكة نوى لمدير الصحة في التعليم عن عدم وجود كادر تعليمي من مرشدين التغذية الصحية السليمة، عزا المتحدث ذلك الى وجود عجز في الكادر التعليمي بسبب الانقسام الفلسطيني بين حكومتين غزة والضفة، وحسبما أفاد أنهم وضعوا اقتراحًا للخطة الدراسيّة القادمة تتضمن إيجاد كادر مرشدين صحة غذائية للطلاب بشكل تخصصي.
وتابع أنّ وزاراته تقوم مرة أو مرتين في كل فصل دراسي بحملات تفتيش على مقاصف المدارس وانذار المخالفين وفي حال تكرر ت المخالفة تسحب منه تعهد المقصف، منوها الى أن هناك بعض المقاصف المهترئة في المدارس بحاجة لإعادة ترميمها.
بدوره أشار عدنان الوحيدي الى أن معظم الأنماط الغذائية المقدمة في مقاصف المدارس لا تحقق مبدأ حماية صحة الطالب من حيث النوعية، وطريقة الإعداد أحيانا والظروف المحيطة بها.
وقد طرح الاختصاصي مثالا على رقائق البطاطس المقلية التي يتم تعبئتها في أكياس بلاستيكية وتوضع في درجة حرارة مرتفعة مسببة خطورة على متناوليها، كما أن أكياس الشيبس التي تباع للأطفال تسبب التهاب في بطانة المعدة ، أضافة للسكاكر تسبب التهاب شديد في تسوس الأسنان.
ودعا ضرورة تكثيف الرقابة على تلك المقاصف فهي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجهات المسؤولة وأوليا الأمور، أصحاب المقاصف، أخبر الوحيدي هناك حالات مرضية تصل اليه يكون أحد أسبابها تناول تلك المواد الغذائية، ونصح الأهالي والكوادر التعليمية بتوجيه جلسات توعوية حول كيفية حماية صحة الطفل وتناوله لمواد غذائية لا تضره.
استكمالا لحديث الشرفا من وزارة التربية التعليم الذي برر عدم استطاعة المدارس منع دخول مواد غذائية تسمح وزارة الاقتصاد بوجودها في الأسواق التجارية.

كاريكاتـــــير