شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م10:56 بتوقيت القدس

الأطفال أبرز ضحايا العدوان (الاسرائيلي) على غزة

العدوان يرفع أعداد ذوي الإعاقة والحصار يزيد حالتهم سوءً

13 سبتمبر 2014 - 13:05
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة- نوى- شيرين العُكة

ممده بجسدها الصغير على سرير المرضى الكبير، لا تلحظ لها أية حركه سوى دوران عيونها في زوايا المكان، لتبحث عن وجه أمها الشهيدة في ملامح الوجوه التي جاءت لزيارتها، فالطفلة مها الشيخ (7 أعوام) التي أصيبت خلال مجزرة حي الشجاعية شرق مدينة، لم تفقد أمها وأربعة من إخوتها فحسب، بل وحركة جسدها كله وذلك لإصابتها بشظية قطعت الحبل الشوكي لديها.

وبحسب عمتها هداية الشيخ خليل (47 عاماً) فإن الطفلة تعاني من كسر في فكها إضافة لقطع في الحبل الشوكي، وبناءً عليه فهي لا تستطيع تحريك شيء من جسدها سوى رأسها، وكان من المقرر أن يتم نقلها إلى الأردن لتلقي العلاج، لكن الأمور تعسرت وبقيت مها في مستشفى الشفاء بغزة.

وفي حال بقي الحصار على قطاع غزة و حُرمت مها كغيرها من المئات من العلاج في الخارج، قد تلتحق بقائمة المعاقين في القطاع والبالغ عددهم (38) ألف معاق من بين (113) ألف معاق فلسطيني، أي ( 2.7% ) من مجمل السكان، وفق أخر إحصائية للمركز الفلسطيني للإحصاء.

وهذا العدد مرشح للزيادة، وذلك وفق عدد المصابين الذين أفرزهم العدوان على غزة، والذين تتراوح إصاباتهم بين البتر والشلل والتشوهات والعديد من الحالات المختلفة، دون توفر فرص جيدة لعلاجهم في الخارج.

وكان المرصد الأورومتوسطي قد أصدر إحصائية تفيد بأن (1000) طفل أصيب بإعاقة خلال العدوان.

مراحل العلاج

ويمرّ المصاب بإعاقة بثلاث مراحل من العلاج، الأولى مرحلة تلقي الخدمة الطبية في المشافي بعد الإصابة، والثانية تلقي خدمات التأهيل الفعلي، والثالثة الدمج في المجتمع، كما تصنفها وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل بوزارة الصحة بغزة.

وهناك أشكال مختلفة لعمليات التأهيل الذي يتلقاه المعاق سواء جسديًا أو عقليا نتيجة لصدمة نفسية كبيرة، وهي تتنوع ما بين التأهيل المركزي والمنزلي أو خدمات التأهيل بالخارج وتتراوح أقل وأبسط هذه العمليات ما بين (3) شهور.

المعاقون والنزوح

وعن ظروفهم التي عاشوها خلال العدوان الأخير، أوضحت حنين رزق لـ "نوى" وهي مديرة مؤسسة تُعنى بذوي الإعاقة، أن فريق المؤسسة عمل ميدانيًا للتعرف على أماكن تواجد ذوي الإعاقة في مراكز الإيواء لإحصائهم، وقالت "بحثنا بحسب المعلومات المسبقة لدينا عن أماكن سكنهم، ثم تواصلنا مع ذويهم وتوجهنا لمراكز الإيواء التي انضموا إليها".

وأضافت "أوضاع ذوي الإعاقة كانت سيئة جداً، خاصة وأن المراكز ليست ملائمة لهم فهم يحتاجون لرعاية خاصة، علاوة على تعامل الناس معهم بغير وعي، كالشعور تجاههم بالعطف والشفقة".

كما أفادت رزق بأن فريق العناية بذوي الإعاقة كان يقدم خدماته على عدة مراحل، كإحصاء احتياجاتهم الخاصة لتسيهل حركتهم واستخدامهم للمرافق العامة، بالإضافة للغذاء والدعم النفسي لما له من تأثير على صحتهم وقدرة تحملهم لظروف اللجوء.

وبحسب معلوماتها فإن عدد النازحين من ذوي الإعاقة بلغ (2000) نازحًا، بينما استشهد منهم (15) معاقًا، وشددت رزق خلال حديثها لـ "نوى" على ضرورة عمل المؤسسات التي ترعى فئة ذوي الإعاقة وفق جدول متكامل لتقديم خدماتها بما ينفعهم، منوهةً لأهمية الإسراع في المعالجة الطبية والنفسية لتهيئتهم ليتقبلوا وضعهم الجديد في المجتمع ويتم دمجهم فيه.

كاريكاتـــــير