شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م13:16 بتوقيت القدس

غزة تبحث عن الحياة وإسرائيل تستمر في التقتيل

07 اعسطس 2014 - 14:49
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة_ خاص نوى_ (شيرين العُكة)

نهضت غزة من جديد بوجهها الشاحب وجسدها المتعب بعد الاتفاق على تهدئة بين "المقاومة" و"إسرائيل" لـ 72 ساعًة، وتدافع المواطنون خروجًا إلى شوارع المدينة لقضاء حوائجهم المعطلة طيلة أيام العدوان المتواصل، والذي كان يتخلله اتفاقات تهدئة كثيرًا ما اخترقتها إسرائيل طمعًا في سفك المزيد من دماء الأبرياء.

على الرصيف بانتظار سيارة الأجرة، قالت أم سليم الأعرج 44 عامًا والتي كانت برفقة زوجها "خرجت وزوجي لزيارة أقاربي في حي الزيتون وتقديم واجب العزاء فقد تعرض بيتهم للقصف واستشهد ابنهم، ولم أتمكن خلال العدوان من مواساتهم لتواصل القصف".

وأوضحت لـ "نوى" أن ظروف الحرب كانت قاسية بالنسبة لها، لاسيما وأنها كانت تتواجد داخل بيتها برفقة بناتها المتزوجات وأطفالهن وقد لجأن إليها بحثًا عن الأمان، بالإضافة إلى أقارب زوجها الفارّين من مجزرة حي الشجاعية .

والأعرج حالها كحال الغزيين فهي تعي تمامًا ظروف الحرب التي قد تضطرم ثانيًة في حال انتهت ساعات التهدئة القليلة المتبقية ولم يتوصل طرفاها المتواجدان في القاهرة إلى حل، وعندما سألناها عن توقعاتها بشأن نتائج المفاوضات الجارية، بقيت غارقة في حيرتها كأنها خائفة من تكرار مسلسل الموت والدمار الذي شهدتهُ،  ثم قالت فيما الذعر خيّم على ملامح وجهها المتعب "كل دمنا يروح هدر عالفاضي؟.. لاا".

نكون أو لا نكون

"إما نكون أولا نكون" هكذا قال هاني صبيح 50 عامًا لـ "نوى" فور سألنا له عن توقعاته لما ستتمخض عنه المفاوضات الجارية، وقال "إسرائيل رفضت مطالب الوفد الفلسطيني منذ البداية فهي لا تريد لشعبنا أن يعيش بحرية وكرامة، لذا فإن الحرب طويلة ونحن متمسكون بحقوقنا".

وتدخل في الحديث المسن أبو أحمد الناطور 67 عامًا والذي كان يتواجد في المحل لشراء بعض الحاجيات، قائلاً "حضرتُ كل الحروب على فلسطين ابتداءً بحرب 56 والتي رأيت فيها إسرائيل تعدم الفلسطينيين بالسير بالدبابات على أجسادهم وهم أحياء، بينما اللحم يتطاير على الجدران ، والآن أعي الحرب الحالية 2014 ".

وأضاف "القتل مستمر وإسرائيل لا تريد مفاوضات ونحن نريد تحقيق مطالبنا والرجوع إلى أراضينا التي هُجّرنا منها، وليعود الإسرائيليين من حيث جاءوا".

و أعرب الرجلان عن أملهما وسعادتهما لتوحد الوفد الفلسطيني المتواجد في القاهرة والذي يضم أطياف الشعب الفلسطيني اللذين توحدوا من بعد خلاف طويل.

وصبيح هو صاحب محل لبيع المواد الغذائية وسط مدينة غزة، أفاد لـ "نوى" بأنه كان يفتح محله طيلة أيام العدوان و يشهد إقبالاً ضعيفًا على الشراء من قبل المواطنين لكن الوضع اختلف قليلاً مع اتفاق التهدئة الحالي، ولا يقوم بتخزين المواد الغذائية تحسبًا  لخطر القصف الذي قد يتعرض له محله، لذلك فهو يقوم بتوفير الحاجات الأساسية والتي يقبل عليها المستهلك في وقت الحرب.

وخلال سير "نوى" في أحد شوارع مدينة غزة كانت مجموعًة من الأطفال تلعب كرة القدم كلما سمحت لهم حركة مرور السيارات المزدحمة، وأفاد الطفل أحمد 13 عامًا بأنه كان ينزل إلى للعب في الشارع حتى في أيام الحرب ورغم منع أمه له فهو لا يخاف الطائرات حسب قوله، وعلق على قتل إسرائيل للأطفال قائلاً "إسرائيل جبانة ولا تستطيع قتل من يحاربونها لذلك هي تستقوي على الضعفاء من الأطفال".

وحين سألناهم عن تأثير الحرب على حياة الناس، قال يوسف 11 عامًا "بيكون عنا حياتنا الطبيعية المدرسة والنادي والشارع، وفي ناس عندها أفراح  كل شيء بيتعطل وبيتدمر مثل ما دمروا مدارسنا".

والغريب في الأمر أن الأطفال المنهمكون في اللعب، أكدوا جميعهم لـ "نوى" عدم ثقتهم في نتائج المفاوضات ووصفوا إسرائيل بـ "المجرمة التي تشرب من دماء الفلسطينيين"، لذلك فهم يتوقعون بدء الحرب تزامنًا مع انتهاء اليوم الثالث من التهدئة.

إلى متى ..؟

وفي الوقت الذي ينصرف الكثيرون لقضاء شؤونهم بقيت أم محمد حبيب 30 عامًا وأطفالها في مدرسة للاجئين وسط مدينة غزة، حالها كحال المئات من سكان حي الشجاعية الذين دُمرت بيوتهم وفقدوا المأوى.

بصبر وبقلة حيلة تقول بينما يتحلق أطفالها حولها بعيون باكية ونصفهم حفاه على الأرض

 " أوضاعنا في المدرسة مأساوية، فأعداد الناس كبيرة والإمكانات رغم الجهود لتوفيرها فهي محدودة أيضًا، وأنا خائفة من تجدد الحرب وقصف المدرسة التي نقيم فيها كما حدث مع مدارس أخرى".

وأم محمد كغيرها من المتواجدين داخل مدارس القطاع واللذين  يعيشون ظروفًا متردية، فليالي الحرب طويلة ومخيفة، والأرض قاسية على أجسادهم والماء شحيح أيضًا، لكنهم لا يقوّن على التذمر والشكوى وإنما يبثون حزنهم إلى لله، يسألونه " متى ستنزاح هذه الغُمّة " ؟!.

كاريكاتـــــير