شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 مايو 2024م11:05 بتوقيت القدس

عمره 120 عامًا..

عراقة بيت مهجور تحوّله لـ"لوكندة" برام الله

27 ابريل 2023 - 15:56

شبكة نوى، فلسطينيات: ذكرياتٌ كثيرة تحملها أم جريس نابلسي لبيت فرح الذي عاشت فيه ما يقارب خمس سنوات، بعد أن هُجّرت عائلتها قسرًا من يافا.

تجول بعينيها في البيت الذي يعود عمره لعام 1904م، الذي تحول اليوم بعد ترميمه إلى فندق صغير يستقبل زوار البلدة وغيرهم، وتعود بذاكرتها إلى تلك الأيام، حيث تعلق قلبها وعقلها بأصالة المكان وتاريخه.

بعد تاريخ النكبة، اضطرت الكثير من العائلات الفلسطينية، للسكن في بيوتٍ قديمة، برام الله، أو غيرها من المدن، لا سيما تلك المغلقة التي سافر أصحابها إلى خارج البلاد، وكان نصيب عائلة أم جريس أن تسكن بيت عائلة فرح، وتقضي فيه سنوات، قبل أن تنتقل إلى بيت حديث، يحتوي على مرافق لم تكن متوفرة في ذلك البيت القديم.

لكن كيف صار البيت فندقًا؟ الحكاية بدأت عندما قررت بلدية رام الله، أن تحول هذا المبنى التراثي لفندق صغير بطابعٍ فلسطيني خالص، في خطوة للحفاظ على التراث المعماري الذي يشكل جزءًا من الهوية الفلسطينية، وعليه قامت بعد الاتفاق مع مالكيه بترميمه وإعادته للحياة على شكل "لوكندة"، حملت اسم عائلته المالكة "فرح".

يتألف المبنى من ثلاثة طوابق، ويعلو طابقه الثالث سقف من القرميد الأحمر، وبه ثماني غرف مع مرافقها، إضافةً إلى مطعم وقاعة استقبال، فيما يبلغ إجمالي مساحته 500 متر مربع.

تحمل كل غرفة من الغرف الثمانية اسم زهرة تشتهر بها فلسطين، فهذه السوسنة، والثانية الياسمين، والنرجس، والليلك، والناردين، والزينيا، بينما تتميز كل غرفة بمواصفات تختلف عن الأخرى، كاختلاف الزهور، فلكل غرفة طابع ورونق خاص، يزيدها جمالًا.

تطل شرفة العلية في الفندق على البلدة القديمة بمدينة رام الله، بينما تم تخصيص الطابق الأول ليكون مطعمًا، فيما خصص الطابق الثاني للمبيت.

المفاجئ، أن إدارة اللوكندة احتفظت بـ"النملية" التي كان متعارفًا عليها في البيوت القديمة، إذ كانت مخصصة لحفظ الطعام، وأطلقت عليها اسم "الختيارة" في إشارة للسيدة التي تورد للوكندة المنتجات الغذائية المنتجة منزليًا، كالزيت والزيتون، والمربى بكافة أنواعه، والخضروات والفواكه التي توضع فيها.

تقاطع إدارة لوكندة فرح المنتجات الإسرائيلية بشكل كامل، وتدعم المنتجات الوطنية من خلال التعاقد مع أصحابها في تلبية كافة احتياجات اللوكندة، وتحرص على أن تحافظ أيضًا على الموروث الثقافي فيما يخص الطعام، فتقدم طعامًا فلسطينيًا خالصًا، وأكلات تراثية معروفة.

تشير مديرة "اللوكندة" الشابة ياسمين عبد الهادي، إلى أن اللوكندة بطرازها التراثي القديم تستهوي الزوار من المواطنين والأجانب، الذين يستمتعون بنظامها المعماري القديم، وخزنها المُجوّفة في باطن الحائط، وغرفها الخالية من الأعمدة، قائلة: "حتى الاسم، ارتأينا أن يكون له طابع قديم، بعيدًا عن الأسماء الحديثة".

حافظت البلدية على ملامح البيت القديم، من أبواب وبلاط ونوافذ، وحتى البئر المحيط بالمكان، الذي كان يمد البلدة بالمياه التي تتجمع فيه من أسطح المنازل في الشتاء، ويعود تاريخ بنائه لعام 1840م، وما زال موجودًا حتى اللحظة.

تقام داخل اللوكندة الكثير من الفعاليات الفنية والأمسيات الثقافية، والفعاليات المختلفة، كـ بازار المنتجات النسوية المحلية، التي تحمل طابعًا مختلفًا، في حين يمكن للمقيم فيها -ولو لوقتٍ قصير- استحضار عبق التاريخ، والعودة إلى ما يزيد على مئة عام مضت، في تجربة لا يمكن أن تتكرر في أي فندق آخر.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير