غزة-نوى:
بعدما قضى فترة من حياته في دول الخليج مغتربًا عن وطنه، جاء إليه متعطشًا ليتنفس جمال مدينته الساحلية المغلقة عن العالم، فدفعه شوقه إليها ليتنقل بين جدرانها ورسم صورة جديدة عن معالمها، وربطها مع مناطق الشق الآخر من الوطن مستخدمًا تطبيق السناب شات في ذلك.
"التغطيات الفلسطينية " مبادرة قام بها الشاب أحمد أبو دية "25 عامًا" بعدما أعاقه الحصار المفروض على قطاع غزة وإغلاق المعابر في التعرف على المدن الفلسطينيّة بشكل حي، فقام بالتجول بينها الكترونيًا متعاونًا معه نشطاء التواصل الاجتماعي.
بدأت الفكرة بمجهود شخصي ويقول أحمد: "أردت استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في التعرف على فلسطين وزيارة أماكن لا نستطيع زيارتها، بسبب الحصار المفروض على القطاع لأكثر من عشر سنوات، واستثمار السناب شات في ذلك لتعريف الناس بفلسطين ومعالمها ومقدساتها ومدنها وقراها".
استطاع أحمد من خلال فكرته أن يذيب المسافات بين المدن الفلسطينية ونشر صور فوتوغرافية وفيديوهات قصيرة عنها، وصلت للمتابعين بشكل سريع كما انتشرت خارج نطاق فلسطين.
ويضيف أحمد عن سبب اختياره لتطبيق السناب عن غيره من مواقع التواصل الاجتماعي لسهولة نقل الحساب من شخص الى آخر، وامكانية الدخول عليه والتصوير منه ونقل الصورة للمتابعين بشكل مباشر.
وشملت التغطيات التي ضمتها المبادرة العديد من المدن منها القدس والناصرة ورام الله وحيفا وعكا ويافا وقلقيلية وبئر السبع، وأيضا بعض القرى المهجرة مثل قرية صرفند.
غطى أحمد أثناء تجوله مناطق متعددة من قطاع غزة وتضمنت مقاطع فيديو في عن البحر وتواصل مع المتابعين من خلال بث مباشر من ساحات الجندي المجهول، بعض الأماكن التاريخية مثل المسجد العمري ومسجد السيد هاشم وحمام السمرة وسوق الزاوية وشوارع غزة القديمة.
بينما كرس الشاب أبو دية وقته في التجول الكترونيًا والتعريف بالمناطق الفلسطينية شاركه العديد من الأصدقاء والمعارف التي كونها من كافة أنحاء فلسطين، متواصلا معهم للقيام بالتغطيات من مدن مختلفة ويقوم كل ناشط ممن يريد تغطية مدينته الدخول لصفحة التغطية من خلال اسم المستخدم وكلمة المرور.
وشاركه في تغطية مدينة دير البلح بشكل حي الناشطة الشبابية فاطمة المصبح إحدى المغامرات الغزيّات التي تستثمر تطبيق الانستغرام لتغيير الصور النمطيّة عن قطاع غزة وإبراز صورتها الجميلة بعيدًا عن مشاهد الدمار.
ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة أحد المعيقات التي تقف أمام التغطيات الفلسطينيّة الالكترونية في غزة.
وجدت تلك المبادرة تفاعلا كبيرا بين المتابعين الذي وصل عددهم للآلاف في فترة زمنية قصيرة، ويعتبر السناب شات تطبيق تراسل لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو، وتم إطلاقه في عام 2011، ويملك تطبيق سناب شات ويتميز بإمكانية عرض الصورة أو مقطع الفيديو لمدة وجيزة.
ويبلغ عدد المستخدمين النشطين يومياً في تطبيق سناب شات بحوالي 100 مليون مستخدم نشط من جميع أنحاء العالم، وكانت تقارير قد أشارت إلى قيام مستخدمي التطبيق بإرسال حوالي 700 مليون صورة / فيديو يومياً، وذلك اعتبارا من شهر مايو 2014
