شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م10:24 بتوقيت القدس

مرضى غزة بـ"الشيخ زويد".. انتظارٌ على صفيحٍ ساخن!

21 مارس 2024 - 06:04

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة – نوى / فلسطينيات

"حتى بالمرض في واسطة ومحسوبية؟" تتساءل المريضة أم محمد وهي ترقد منذ نحو شهر في مستشفى مصري صغير بمنطقة الشيخ زويد في سيناء، القريبة من الحدود المصرية مع قطاع غزة.

ومنذ وصولها إلى هذا المستشفى الذي تصفه بأنه أشبه بمركز صحي صغير، لم تتلق أي أدوية أو علاجات من مرض سرطان الثدي، وتقول في اتصال هاتفي مع "نوى": "لا تتوفر في هذا المستشفى الصغير أي رعاية طبية مناسبة لنا نحن مرضى السرطان".

ويرقد في مستشفى الشيخ زويد عشرات المرضى الفلسطينيين، الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، استدعت سفرهم لتلقي العلاج في الخارج، غير أن فترة مكوثهم في هذا المستشفى الصغير طالت وتتهدد حياتهم بالخطر.

وخالطت الدموع كلمات أم محمد الواردة عبر الهاتف، وهي تشكو الأوجاع التي تدهم جسدها وتسلبها النوم، وما يزيد من آلامها أنها ترقد في هذا المستشفى من دون سقف زمني أو موعد محدد للسفر لتلقي العلاج المناسب، "في حين أن مرضى آخرين وصلوا للمستشفى بعدنا سافروا لتلقي العلاج في دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر"، متساءلةً بغصة: "لماذا التمييز بيننا كمرضى؟",

وتعاني هذه الأم الأربعينية التي تعيل أسرةً من 6 أفراد من مرض سرطان الثدي، الذي شُخّصت كمصابة به قبل نحو عام ونصف، وكانت تتلقى العلاج الكيماوي بمستشفى الصداقة الفلسطيني التركي في مدينة غزة بانتظام حتى قبيل اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حيث انقطعت وآلاف مرضى السرطان عن تلقي العلاج.

ونزحت أم محمد مع أسرتها من حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة إلى مدينة رفح أقصى جنوب القطاع مع الأيام الأولى لاندلاع الحرب، وتقول: "اندلعت الحرب، ونزحنا إلى رفح، وبعد ذلك خرج مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي عن الخدمة بسبب الاستهداف الإسرائيلي له، ولم أتلق على مدار خمسة شهور أي علاج".

وفي فبراير/شباط الماضي، استأنفت مستشفى الصداقة عملها جزئيًا في مركزٍ صحي بحي الجنينة بمدينة رفح، وذهبت أم محمد لمراجعة طبيبها، الذي شخّصَ حالتها بأنها تستدعي السفر على نحو السرعة، ومنحها تحويلة نموذج رقم (1) للعلاج في الخارج.

وما بين هذه التحويلة وموعد السفر الذي جاءها سريعًا بعد نحو أسبوعٍ فقط، سعى زوج أم محمد مع أصدقاء ومعارف نجحوا في وضع اسمها على كشوفات مرضى السرطان للسفر لدولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تلقي العلاج.

والإمارات هي واحدة من 3 دول إلى جانب قطر وتركيا استعدت عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لاستقبال مرضى السرطان والأمراض المزمنة للعلاج المجاني على نفقتها.

وتقول أم محمد: "لماذا كل هذا الوقت من الانتظار والمرض ينهش أجسادنا؟ من المسؤول عن ذلك؟ المسؤولون في المستشفى هنا في الشيخ زويد أخبرونا أن وجودنا هنا هو بمثابة استضافة، وأنهم غير مسؤولين عن موعد ومكان تلقينا العلاج".

وتحفظ هذه المريضة لإدارة المستشفى "حسن المعاملة وتوفير المأكل والمشرب"، لكنها في الوقت نفسه تقول: "لم نسافر من أجل السياحة والضيافة ولكن من أجل العلاج، ومنذ وصولي هنا لم أتلق ولو حبة مسكن واحدة".

وعرض المسؤولون على مرضى في مستشفى الشيخ زويد ممن لديهم أقارب في القاهرة مغادرة المستشفى والسفر لدى أقاربهم، لكن أم محمد وبعد التشاور مع زوجها لم تقبل هذا العرض، وتمسّكت بالبقاء في المستشفى على أمل السفر قريبًا للعلاج في الإمارات.

ويقول الزوج أبو محمد لـ "نوى"، وقد سيطر عليه القلق خشيةً على زوجته: "لم يكن عرض السفر للقاهرة يشمل العلاج، ولكن يبدو أنه كان لتخفيف الضغط عن المستشفى الصغير في الشيخ زويد، ولذلك رفضنا العرض، فماذا ستفعل زوجتي في القاهرة بدون علاج؟".

ويوم السبت الماضي كانت آخر زيارة لوفد إماراتي لمستشفى الشيخ زويد، وقال للمرضى بحسب أم محمد: "أبشروا خيراً، وأسماؤكم موجودة حاليًا بالفحص الأمني"، وبسؤالها عن طبيعة هذا الفحص لمرضى يعانون من السرطان والأمراض المزمنة الخطيرة، لم يكن لدى هذه المريضة إجابة، وقالت: "احنا الفلسطينيين هيك، ووين ما نروح فحص أمني وتدقيق (..) احنا مرضى مش مجرمين".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير