شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م15:40 بتوقيت القدس

أيدي الغزيات على قلوبهن ..الطفرة الهندية تقترب

01 يوليو 2021 - 11:25

غزة:

"وكيف لا نخاف أكثر، حتى لو كانت كورونا تسكن بيننا منذ عام ونصف، أظن الأمر أصعب إن وصلتنا الطفرة الهندية، حسب متابعتنا على وسائل الإعلام هي أكثر خطورة وأصعب وأسرع انتشارًا".

بهذه الكلمات، تحدثت الشابة رويدة الصعيدي "27 عامًا" إلى سلفتها "زوجة شقيق زوجها"، بينما يتابعن الإحصائية اليومية لمصابي كورونا في قطاع غزة، والتي بلغت هذا اليوم حالة وفاة و108 إصابات، بينما انخفضت الإصابات النشطة إلى 2268، وما تزال 40 حالة بوضع صحي حرج.

وكانت الضفة الغربية سجلت يوم أمس 22 إصابة بالطفرة الهندية من فيروس كورونا، ما جعل الكثير من الناس في قطاع غزة يخوفون من وصول الطفرة إلى قطاع غزة، في ظل تدهور وضع النظام الصحي في القطاع، ما يحمل شكوكًا حول قدرته على المواجهة حال وصلت فعلًا.

وكانت أولى حالات كورونا داخل المجتمع اكتشفت في قطاع غزة في أغسطس 2020، وسرعان ما تزايدت الإصابات بشكل مقلق، وفرضت وزارة الداخلية الحجر الصحي لشهر كامل، ومع تخفيف الإجراءات بعدها عادت الإصابات للزيادة الكبيرة، وبدأت في الانخفاض مؤخرًا.

عودة إلى رويدة التي تسكن حي الشيخ رضوان في مدينة غزة إذ تقول: "كان العام الماضي قاسٍ جدًا علينا، جربنا ظروف الحجر الصحي ومنع الأطفال الخروج من المنزل، وعانينا عبء التعليم الالكتروني بكل صعوباته بسبب ضعف الانترنت وانقطاع الكهرباء اليومي، جربت واقعًا أشبه بالاعتقال، وكنا نأمل أن تزول الغمّة مع الأيام".

أصعب ما عانته رويدة العام الماضي، هو تعرّضها مع زوجها وأطفالها الثلاثة للإصابة بفيروس كورونا، والأقسى كانت أنها حاملًا في شهرها الثامن، وهذا جعل الألم مضاعفًا عليها، فالأعراض أكثر حدّة من غيرها والألم النفسي زاد وضعها سوءًا.

تقول وهي تمسح رأس رضيعتها: "تنمرّ وألم وخوف على الطفلة التي كانت جنينًا، فهل بعد كل ما عانيناه ننتظر الطفرة الهندية، ليست الخطورة في الطفرة نفسها فقط، بل عدم امتلاكنا معلومات عنها، ولم تتخذ بعد إجراءات الحجر الصحي للعائدين من بلدان تنتشر فيها الطفرة التي أثارت الرعب أكثر من الفيروس الأساسي".

السيدة أم محمد سالم "60 عامًا" تسكن مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، وهي تعاني من مشكلة المرارة، ما جعلها تعاني أوجاع بشكل مستمر.

تقول أم محمد :"منذ بدء جائحة كورونا، بدأت المتابعة بشكل مكثف للأخبار واتخذت كل إجراءات الوقائية، خاصة مع علمي أنها تؤثر أكثر على كبار السن ومن لديهم مشاكل صحية"، لكن بمرور الوقت تراجع اهتمام أم محمد قليلًا بالأخبار ومتابعة التفاصيل.

لكن سرعان ما عادت للاهتمام بعد أن أقرت لها عملية جراحية، حيث عادت لاتخاذ سبل الوقاية كما السابق، إلى أن اختارت التأجيل لمرتين، لكن في النهاية أجبرت على إجرائها.

ومع انتشار الطفرة الهندية، واكتشاف حالات في الضفة الغربية، والخشية من وصولها إلى قطاع غزة، عادت السيدة أم محمد لمتابعة الأخبار حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة: "أخشى أن تكون الفطرة الهندية أصعب، أخشى أن تصل قطاع غزة ونحن لسنا جاهزون أبدًا، أسكن في منطقة مكتظة بالسكان في المخيم، وأي إصابة كفيلة بنقل العدوى لعدد كبير جدًا من الناس".

فوفقًا للسيدة أم محمد لا معلومات حتى الآن عنها، وكل ما يتم تداوله من معلومات مثير للقلق، يقولون إنها أكثر فتكًا، وأخطر، وأقسى من حيث الأعراض، وكل هذا مقلق ومخيف خاصة لمثلها ممن يعتقدون أنهم لا طاقة لهم بمثل هذه الأوجاع.

مدير عام الرعاية الأولية بوزارة الصحة د.مجدي ضهير قال لنوى، إن الطفرة الهندية لا تختلف عن غيرها من الطفرات سواء من حيث طرق الانتشار والعلاج ولا الوقاية، بالتالي فإن البروتوكولات المعتمدة أصلًا لدى وزارة الصحة هي ذاتها التي سيتم الاستناد إليها حال وصلت هذه الطفرة، مضيفًا :"نحن جاهزون للتعامل معها".

وتابع ضهير إن إمكانيات فحص هذه الطفرة غير متوفرة في قطاع غزة، لكن لا يوجد أي مؤشرات حتى اللحظة على وصولها إلى قطاع غزة، وإن ظهرت مؤشرات سيتم جمع عينات وإرسالها إلى خارج قطاع غزة.

ورغم تخوّف المواطنين من وصول الطفرة الهندية، إلا أن ضهير نفي وجود أي تغيرات في الإجراءات الوقائية بقطاع غزة، بما فيها عدم حجر أي من العائدين من الخارج حتى القادمين من بلدان تنتشر فيها الطفرة الهندية.

كاريكاتـــــير