شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 اكتوبر 2025م12:09 بتوقيت القدس

كنا نركض والصواريخ تسقط خلفنا

ام محمد نجوت وعائلتي فيما هدموا حلمي في بيت العمر

11 اعسطس 2014 - 04:45
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزه – خاص نوى (منى خضر ) :

لم تكن تتوقع ام محمد (45 عاماً ) من منطقه الشوكة  في محافظة رفح ان يلحق هذا الدمار بمنزلها الذى شاركت في بناءه، وساهمت في  تصميمه، ورسمت  كل زاوية من زواياه  فكانت حدوده هي الوطن لها ولعائلتها الصغيرة.

تقول ام محمد والتي نزحت مع عائلتها الى احدى مراكز الايواء التابعة لوكالة الغوث في محافظة رفح لنوى:"لم يتبقى لنا مأوى، او بيت ننام فيه. اصبحنا مهجرين بلا مأوى"لم اتوقع بالمطلق ان ارى منزلي بهذا  الحجم  من الدمار فالبيت هو الوطن بالنسبة لي "

اغرورقت عيون ام محمد : "كان زوجي يعمل في داخل الخط الاخضر لفتره طويلة  وكنت احاول قدر الامكان التوفير من مصاريف البيت والاقتصار على الضروريات وكنت احرم  نفسي من امور كثيره، حتى نبنى منزلنا كمان نريد، وكنت اساعد العمال ايضا في توفير احتياجاتهم الرئيسية لتسهيل عملهم ساعدتهم في حمل الرمال ورفع الحجارة، واطهي الطعام  واجهز الشاي والقهوة للعمال " .

كان حلم ام محمد يتحول الى واقع امامها، فهم العائلة كان سقف يجمعهم ويزيد من ترابطهم كما تشير: "وللإسراع في بناء المنزل وبعد ان ينتهى عمل العمال كنت اتفحص البيت  مع زوجي ونضع الملاحظات، وفي اليوم التالي اتناقش مع المهندس والعمال حتى انتهى البيت بالشكل الذى اريده والذى كنت احلم فيه الصالونات، غرف النوم، المطبخ، بيت الدرج، الحمام"

حقيبة الاوراق الثبوتية بجوارنا ..

صمتت ام محمد واخذت نفسا عميقا واسترسلت في الحديث :" كل زوايا في المنزل ساهمنا في تصميمها وكل مكان لنا فيه ذكرى،  وكله تدمر بكبسه زر على صاروخ (اسرائيل) دمر احلامنا ومنازلنا دون  ان يكون لنا ذنب حتى اشجار لتوت وشجرة الجميز السبعينيه لم ترحمها صواريخ الطائرات، دمروا كل شيء الانسان والشجر والحجر".

تمسح ام محمد دموع بدأت تتساقط من عيناها وهي تبكي بحرقة :"طيلة فتره العدوان على غزه لم افكر في الخروج من منزلي، وكنت دوما اقول لن اخرج وسوف اقتل في منزلي، كنت احتضن ابنائي بشده مع كل قذيفه تسقط او صاروخ ينفجر،  وكنت اتحمل رغم الخطر مع سقوط كل صاروخ".

فطنته ام محمد انقذت العائلة، فالعدو (الاسرائيلي) لا يؤتمن جانبه، ففي يوم التهدئة المزعوم الاول من اغسطس/ اب 2014، اعلن جيش الاحتلال عن اختفاء الجندي الاسرائيلي، وانه سوف يرد ردا قاسيا "عندها خفت كثيرا،  وكادت القذائف من المدفعية (الاسرائيلية)  ان تصل الينا، خرجت مع ابنائي عمر 6 (اعوام) ومها 9 (اعوام) ومحمد (14عاما)،   وحمل زوجي حقيبة صغيره بها اوراقنا الثبوتية كنا نضعها دوما بجوارنا، وخرجت من المنزل ونظرت اليه نظره  وبكيت بحرقه فما شعرت به وجدته".

هربت ام محمد مثلها مثل عائلات عديدة، تاركة خلفها كل شيء "هرولنا ما يقارب 2  كيلوا متر.  كنا نركض  والصواريخ تسقط حولنا في كل مكان وعشرات الاسر تهرول وتحمل حقائبها واطفالها في مشهد اعادنا الى ذكريات النكبة، ركضنا حتى وصلنا وسط محافظة رفح الى مركز الايواء".

مأساة العائلات ومن ضمنها ام محمد ماذا سيكون مصيرها ومصير ابناءها بعد ان تضع الحرب العدوانية على غزة اوزارها، ومتى ستعود كل هذه العائلات الى منازلها مرة اخرى، وهل سينسى الاطفال ما عانوه من خوف على مدى 35 يوما.

 

كاريكاتـــــير