شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025م03:31 بتوقيت القدس

"نجمٌ" أسقطه صاروخ.. هذه حكاية حبيب الكُرة "عبيدة"!

03 اعسطس 2025 - 13:25

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

الحادي والعشرين من آذار/ مارس، سيبقى تاريخًا محفورًا في ذاكرة الفتى عبيدة عطوان (15 عامًا). فيه فقد أعظم نعمة أعطاه الله إياها، وغير مسار الحلم الجميل الذي رسمه في مخيلته على مدار سنواتٍ طويلةٍ مضت.

في خيمة بسيطة على أطراف مخيم نزوح بالقرب من مدينة دير البلح، حيث بيته دُمر تمامًا، كان عبيدة يعيش برفقة أسرته المكونة من 6 أفراد. كان أكبر إخوته، والمسؤول الأول عن البحث وتوفير احتياجاتهم من ماء وغذاء.

في ذلك اليوم، عاد متعبًا بكيسٍ صغير. لقد اشترى لوالدته احتياجاتها الأساسية، وما أن مدّ جسده على فراش الخيمة المهترئ، حتى سقط صاروخٌ ألقته مسيّرة فوق رأس الخيمة!

صوت انفجار عنيف دوّى. الصمت عمّ المكان إلا من صراخ الأمهات، واستغاثات الأحياء من هذا الهجوم. كان صوت عبيدة واضحًا، لكن جسده لم يعد كما كان، بتر الصاروخ قدمه اليمنى وذراعه، بينما اجتاحت شظية أخرى ظهر أخته آيات (10 سنوات) لتسقط مذعورةً.

نُقل عبيدة بسرعة إلى مستشفى شهداء الأقصى الحكومي بدير البلح، ليؤخذ القرار فورًا، بتر قدمه وذراعه لإنقاذ حياته. وبخلاف حاجة جسده للعمليات الجراحية المتقدمة التي لا تتوافر في القطاع، فقد عانى من الجوع ونقص الغذاء والعلاج، ما جعل الألم يستمر ليلاً ونهارًا، ويمنعه من النوم أو التحرك دون دوخة شديدة.

كان عبيدة، قبل الحرب، لاعبًا في أكاديمية لرياضة كرة القدم، موهوبًا، ويحلم بارتداء قميص نادي برشلونة. الإصابة ربما غيرت مسار الحلم، لكنها لم تعبث بأساسه. الفتى يؤكد بكل ثقة: "الصاروخ بتر قدمي ولم يبتر حلمي"، معبّرًا عن تصميمه على مواصلة الحلم الرياضي رغم الإعاقة، وتطلعه إلى طرف صناعي وذراع بديلة، ليعود إلى رياضته الحبيبة ضمن أحد فرق كرة القدم لذوي البتر والإعاقة.

وبينما ترتفع أصوات الحصار والجوع، تسجل اللجنة الأولمبية الفلسطينية استشهاد نحو 620 رياضيًا، أغلبهم أطفال وشبان لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين، فيما أصيب منهم آلاف، فقدوا أطرافًا تمنعهم من مواصلة حلم الرياضة.

في قلب غزة المنهكة، لا يحكي جسد عبيدة قصة إصابة وحسب، بل قصة طفل بات رمزًا للتصميم على الاستمرار. روحه لن تستسلم رغم أن جسده ابتلعته الحرب. ها هو اليوم، يجلس على سرير الشفاء، يتغذى على الصبر والإيمان، منتظرًا فرصة أن يركب قدمًا صناعية، ويعود إلى الملعب، ليس فقط ليرفع الكأس، بل ليهزم الموت قدر الإمكان.

كاريكاتـــــير