شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 مايو 2024م23:37 بتوقيت القدس

في مطبخ "روضة" بنابلس..

فطائر زعترٍ أخضر بزيت زيتون.. وصلتكُم الرّائحة؟

21 سبتمبر 2023 - 11:29

شبكة نوى، فلسطينيات: تنشغل الثلاثينية روضة عطياني بتجهيز أقراصٍ من البيتزا ومعجنات الزعتر المعجونة بزيت الزيتون في حوش منزلها الكائن بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، فلم يتبقَّ على موعد إرسال الطلب إلا ساعة.

الرائحة التي تفوح في الشارع تنادي القاصي والداني، وتُخبر عن مذاقٍ مميز صار يعرفه الجيران، وأقارب الجيران كلما زاروا المنطقة. "هذه معجنات روضة، الست الجدعة، صاحبة النفَس الطيب" تقول إحدى المسنّات الساكنات بالقرب.

تعمل روضة بحرفيةٍ عالية في تجهيز الأقراص، بينما يساعدها زوجها في تجهيز الطلبيات بتولّي مسألة الخَبز ومتابعة الصواني داخل الفرن حتى تنضج.

لا تملك روضة مطبخًا عصريًا متكاملًا، فكل رأس مالها مطبخٌ بسيطٌ اتخذته في إحدى زوايا "الحوش"، وفرن غاز، وطاولة بدائية تجهز عليها عجينتها، وكافة مكونات أطباقها الشهية.

تعتمد روضة في عملها على استخدام زيت الزيتون الطازج -وفق ما تؤكد- بالإضافة إلى الزعتر الأخضر، الذي يمنح القطع نكهة مميزة، صار يعرفها الزبائن جيدًا، ويطلبونها باستمرار.

بدأت روضة العمل في مشروعها الصغير بعد أن لاقت إطراءً على الأصناف التي كانت تعدها في أحد المطابخ المعروفة بمدينة نابلس. تقول لـ"نوى": "بمرور الوقت، بدأتُ أشعر بأنني أريد أن أعمل بشكلٍ مستقل، وأن أدير مشروعي الخاص، وهنا كانت البداية".

وتضيف: "قررتُ أن أبدأ حتى لو من نقطة الصفر، وكانت البداية بطبق المعجنات والبيتزا، ولم أدّخر جهدًا في تطوير مهاراتي في تحضيرها بوصفات فريدة من نوعها".

تشهد منتجات روضة إقبالًا كبيرًا من الزبائن، الذين ما أن يجربوا أطباقها مرة، حتى يعاودوا تكرار الطلب مرارًا، "بل ويخبرون عنها الأقارب والأصدقاء"، وهذا ما جعلها غير قادرةٍ على تلبية كافة الطلبيات المستعجلة، بسبب ضعف الإمكانيات في مطبخها، واقتصار الإنتاج عليها وزوجها وحسب.

تردف: "أعمل بقدر استطاعتي، وأعتذر لو كان الوقت وطاقتي لا يكفيان. زوجي يساعدني كلما سنحت له الفرصة، ووجودي في البيت ساعدني على متابعة شؤون أطفالي طوال الوقت، وإتمام عملي بشكل جيد أيضًا".

تواجه روضة تحديات كبيرة، على رأسها إنجاز العمل بمفردها طوال الوقت. تكمل: "تجهيز الزعتر الأخضر أصعب المراحل. أنا أطمح لأن يتطور مشروعي، وأصبح قادرة على استقدام عاملة أو اثنتين للمساعدة. فهذا يضمن استمرار المشروع وثباته على أرضٍ صلبة".

وكما تؤمن بأن الله لن يضيّع تعبها، تجد في مشروعها فرصةً في خلق فرص عملٍ جيدة لنساءٍ يتمتعن بالشروط التي تحتاجها للعمل في مطبخها، بدءًا من النفس الطيب، وليس انتهاءًا بإتقان الأداء والنظافة العالية.

كاريكاتـــــير