شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 02 مايو 2024م23:37 بتوقيت القدس

من غزة إلى برلين.. "فضّية" لبيان و"تصفيق" لفلسطين

16 يوليو 2023 - 13:46

شبكة نوى، فلسطينيات: غزة-نوى :

إلى منصات التتويج، تشق بيان علي بخطىً ثابتة طريقها نحو عالم الاحتراف في رياضة السباحة. لقد حصدت مركزًأ متقدمًا في أول مشاركةٍ لها ببطولةٍ دولية، شارك فيها وفدٌ رياضي يمثل دولة فلسطين، إلى جانب 190 دولة أخرى من حول العالم.

وحصلت بيان (22 عامًا) على المركز الثاني والميدالية الفضية في سباق سباحة الظهر للمسافات القصيرة في بطولة العالم للألعاب الصيفية الأولمبية- برلين2023م، بحسب المجلس الأعلى للشباب والرياضة؛ لتترك بصمةً واضحةً في أول مشاركةٍ خارجيةٍ لها، وتخطو أولى خطواتها نحو تحقيق مجدٍ تتمناه بتمثيل فلسطين في بطولاتٍ ومسابقاتٍ دولية، وترفع علمها واسمها بين الدول والأمم.

وتمثل الرياضة بالنسبة لبيان مساحةً كبيرة من تفكيرها وحياتها اليومية، وقد اختارتها من بعد الهواية مجالًا للاحتراف والدراسة، وهي على وشك التخرج من كلية التربية البدنية والرياضة في جامعة الأقصى بغزة. تقول لـ "نوى": "نشأتُ في أسرة رياضية، وكانت والدتي هي ملهمتي ومدربتي التي أخذت بيدي منذ طفولتي بعمر الخامسة، ولا تزال تمثل لي النور الذي يضيء طريق المجد والنجاح".

وتعلمت بيان السباحة حينما كانت طفلةً في الخامسة من عمرها، عندما كانت ترافق والدتها مدربة السباحة مريم علي إلى النوادي والمراكز الرياضية المختصة بتدريب النساء والفتيات على السباحة.

وكان اختيارها صائبًا للمشاركة ضمن الوفد الرياضي الفلسطيني الذي ضم 40 عضوًا، 5 فقط من غزة بينهم بيان، و35 آخرين من الضفة الغربية، مثلوا فلسطين في بطولة العالم للألعاب الصيفية في ألمانيا، الشهر الماضي، التي شهدت مشاركة 7 آلاف رياضي ورياضية يمثلون 190 دولة، من بينها 17 دولة عربية هي: فلسطين، ومصر، وتونس، والمغرب، وموريتانيا، ولبنان، وسوريا، والعراق، وعمان، وقطر، والسعودية، والإمارات، وليبيا، والجزائر، والسودان، والبحرين، والأردن.

وتنافست بيان مع 144 مشاركًا في سباحة الظهر لمسافة 25 مترًا، وحققت نجاحات ملفتة، وتأهلت لنصف النهائي برفقة 8 متسابقين، وبلغت الدور النهائي، وكانت فرحتها عارمة بصعودها على منصات التتويج لتستلم الميدالية الفضية، وتتذوق لأول مرة في حياتها طعم النجاح في مسابقة خارجية رسمية، "صدقًا، هذا أكبر حافز كي أمضي قدمًا نحو المزيد" تعقب.

ولأنها فتاة، في مجتمع يفتقر -بعضه- إلى الإيمان بقدرة المرأة على صناعة النجاح، فقد واجهت بيان وأسرتها انتقادات لسفرها ومشاركتها كسبّاحة في بطولةٍ أقيمت على أراضٍ أوروبية، غير أنها وبدعم وإسناد أسرتها ووالدتها نجحت في تخطي "عقبة الانتقادات السلبية"، وفرض شخصيتها وما تؤمن به، حتى أنها رفضت بشدة خلع حجابها أثناء المنافسات حسبما أكدت والدتها مريم لـ "نوى"، وقالت: "بيان فتاة قوية وشجاعة، تتمتع بالعزيمة، وتتمسك بمبادئها وأفكارها، وهي قادرة على تحدي الصعاب وكل الانتقادات".

ورثت بيان الجرأة عن والدتها مريم، وهي من أبرز مدربات السباحة للنساء والفتيات في غزة، إذ لم تتردد في الموافقة لها على السفر ضمن البعثة الفلسطينية المشاركة في بطولة العالم للألعاب الصيفية الأولمبية، قافزةً بذلك على نظرات الرفض المجتمعي وعبارات الاستهجان، "التي لا هدف لها سوى التقليل من شأن المرأة، والتشكيك في أهليتها وقدرتها على الحفاظ على نفسها ودينها وعاداتها وتقاليدها، من دون أن ينتقص ذلك من قدرتها على المنافسة بقوة واعتلاء منصات التتويج" تضيف، مكتفيةً بوصف أصحاب الانتقادات السلبية لمشاركة المرأة في مناحي الحياة كافة، وليست فقط البطولات والمسابقات الرياضية، بأنهم "أعداء النجاح"، الذين فشلوا في تحقيق ذواتهم، ويتفرغون فقط لمراقبة النساء وعرقلة مسيرتهن.

وتفخر مريم بموقف ابنتها بيان خلال البطولة عندما رفضت طلبًا للجهة المنظمة بخلع حجابها، وأمام إصرارها على ارتدائه، تمّت الموافقة على مشاركتها في منافسات السباحة بحجابها، الذي لم يشكل أي عائق لها للفوز وحصد الميدالية الفضية.

وتعيل مريم أسرة مكونة من ( 6 أبناء)، 3 ذكور و3 إناث، وفيما تصف إقبال الفتيات والنساء في غزة على الالتحاق بالدورات التدريبية لتعليم فنون السباحة بالكبير، إلا أنها تشكو ضعف الإمكانيات التي تصنع من المميزات منهن بطلات يمكنهن تحقيق الإنجازات.

وحددت عناصر ينبغي توفرها لصناعة بطلات في هذه الرياضة وغيرها من الرياضات النسائية، وأبرزها: "الإيمان المجتمعي بالرياضة، والثقة بقدرة المرأة على التميز، وتوفر جهات رسمية وأهلية تتبنى المواهب، والبناء على الإنجازات الفردية، والاهتمام بصاحبات القدرات الذاتية، وتوفير المسابح والمعدات اللازمة للتدريب، التي تفتقر لها غزة، ولا تتوفر في النوادي والمراكز الرياضية".   

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير