شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م10:25 بتوقيت القدس

بدأ يزين الأسواق والشوارع..

التين.. ضيف الصيف "الخفيف" يزور غزة

16 يوليو 2023 - 10:00

قطاع غزة:

على طول شارع الكورنيش، تصطف أطباق التين وتنادي محبّيها. المارون بقربها يجري ريقهم وهم ينظرون إليها يانعةً ناضجة بلونيها البنفسجي القاتم والأخضر، ثم يسألون عن السعر.. لقد بدأ موسم عشقهم!

 يقول أحدهم لزوجته: "لا يحاصصك في قلبي إلا التين" فتضحك. إنها تعرف أن لهذه الفاكهة "حصة" في قلوب الغزّيين جميعًا لا زوجها وحده، ينتظرون موسمها الذي يأتي كالضيف الخفيف لوقت قصير! كونها لا تتحمل الأجواء الحارة، ولا تتأقلم مع انقطاع الكهرباء.

أمام بسطةٍ أخرى، يقف زبون من الواضح أنه مغترب، وقد عاد متلهفًا لأكل التين. يسأل البائع "هل تتواجد كل يوم هنا؟ وفي أي وقت؟". اشترى كميةً وصار يأكل منها بينما يصوّر نفسه فيديو "سيلفي"، ويقول: "هنا التين الحقيقي، زيّ العسل وبينزل في القلب مش بالمعدة. مش التين اللي بناكله برّا البلد وبيشبه البلاستيك".

لم يكذّب البائع خبرًا، بل دخل معه في الكاميرا ليضيف: "تين غزة من الشجرة إلى القلب مباشرة، فش زيه في الدنيا كلها".

ويشتهر قطاع غزة بزراعة التين، تحديدًا في منطقة "الشيخ عجلين، ليبدأ موسم قطفه قبيل انتصاف يوليو/تموز استعدادًا لبيعه، فهذا الموسم ينتظره المزارعون كما ينتظره الناس على أحر من الجمر، كونه رفيق الرحلات الصيفية والبحر والمسابح، وكلّ اللمّات العائلية.

يقول المزارع ناصر شملخ: "في التين رزق لعشرات العائلات. تبدأ زراعته في يناير/كانون الثاني، ولا يحتاج إلى تسميدٍ غزير لكنه يستجيب له بشكل واضح، ما ينعكس على سرعة النمو والدخول في الإثمار".

تُعدُّ كمية الإنتاج لهذا الموسم بعين المزارع "متواضعة" بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة التي أحرقت النباتات، وهذا ما يفسّر وفقًا له ارتفاع الأسعار في بداية الموسم لتنخفض تدريجيًا لاحقًا، وبالتالي نسبة الربح العائدة للعاملين فيه.

وفي بداية الموسم يصل سعر الكيلو إلى 15 شيكلًا، بينما ينخفض إلى 4 أو 5 شواكل، عند الاقتراب من نهايته في شهر أكتوبر.

ويخبرنا أحمد مهدي (19 عامًا)، بأنه يعمل بمواسم الزراعة هذه عند الطلب، لكنه ينتظرها على أحر من الجمر. هو ليس مزارعًا، لكنه اكتسب خبرةً في الزراعة والقطف بعمله المتقطع، الذي يوفّر مدخولًا له ولأسرته المكونة من 10 أفراد، لا يعمل فيها غيره وشقيقه.

يتحدث: "على صعوبة هذا العمل باعتباره موسميًا، إلا أنه يسعدني ويسندني، ما أن يردني اتصال لحضور أي موسم حتى أركض كالملهوف لعله يحسن ظرفي المادي، أو يلبي أحد متطلبات عيشي وعائلتي".

ويتابع: "حول زراعة التين، فنحن نستخدم نقاظًا من زيت الزيتون على رؤوس الحبات قبل نضجها؛ لتسريع عملية النضوج وعملية الحصاد"، مشيرًا إلى أن العمل بحد ذاته يحتاج إلى مجهود بدني كبير بسبب الري المستمر، ورش المبيدات الحشرية التي تقتل النباتات.

ويعد التين من الأشجار المثمرة التي تنمو بسرعة، فتحتاج بين 3 و6 سنوات لتمد الناس بثمارها.

كاريكاتـــــير