شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 03 مايو 2024م22:47 بتوقيت القدس

منتجات للعناية بالشعر والبشرة..

للفطر حكاية عنوانها "سحر الطبيعة" وبطلتُها "نغم"

02 يوليو 2023 - 12:57

غزة:

داخل معمل أنشأته في بيتها، تنشغل الريادية الشابة نغم غطّاس في طحن نبات الفِطر، وتحويله إلى منتجات طبيعية للبشرة والشعر؛ لتكون بذلك صاحبة أول مشروع من نوعه في فلسطين، يعتمد في منتجاته بشكلٍ أساسي على الفطر.

غطّاس، شابة من مخيم الشاطىء للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة. تخرجت عام 2015م من تخصص التعليم الأساسي، وكحال نحو 54% من سكان القطاع، الذين تجاوز عددهم مليونَي إنسان محاصرين منذ 17 عامًا، وجدت نفسها بلا عمل، فقررت ألا تستسلم، وأن تتحوّل إلى رياديةٍ في مجالٍ تحبّه.

تقول لـ"نوى": "منذ تخرجت، ووجدت نفسي بلا عمل، بدأتُ بزراعة الفطر كونه نادر الوجود في قطاع غزة، وبرفقة مجموعة زميلات خضنا التجربة بعد أن خضعنا لتدريب على كيفية الاعتناء به، ومن ثم بدأنا بتسويقه لدى المحلات التجارية الكبرى".

كانت نغم وزميلاتها يحصلن على بذور الفطر من وزارة الزراعة، وبدورهن يواصلن العمل والتسويق. مشروعٌ رياديٌ انطلق منذ عام 2020م ولاقى رواجًا كبيرًا، لكنه واجه مشكلةً كبيرةً هي أن تسويقه يكون فقط خلال شهور إنتاجه، وهي "نوفمبر-ديسمبر-يناير- فبراير"، فهل تركن الشابات لهذا الوضع؟

تكمل نغم حديثها، بينما تواصل عملها مرتدية البالطو الأبيض: "استمر مشروعنا لمدّة على هذه الشاكلة، إلى أن اهتدينا لفكرة تصنيع مستحضرات طبيعية للبشرة والشعر بالاعتماد على الفطر. هذه الفكرة كانت حديثة، لا سيما ونحن نعلم قوة الفطر وأهميته لجسم الإنسان، وغناه بالمعادن والفيتامينات، ولهذا آمنا بإمكانية استثماره بشكل جيد".

تطوّرت الفكرة إذن، وبدأت الشابات بالتجارب الأولية للمشروع. حصلن على ترخيص رسمي من وزارة الاقتصاد التي كانت قد حصلت على عينات من المنتجات وفحصتها لتجدها مناسبة ومهمة، وهذا ما شجعهن على الاستمرار في مشروعهن الذي أسمينه "سحر الطبيعة".

تعقّب: "أسميناه سحر الطبيعة لأننا نعتمد فيه على مواد طبيعية بالكامل. وقد لجأنا إلى مؤسسات للحصول على المزيد من التدريبات المتخصصة كي ندير مشروعنا بشكل سليم، تدريبات في التصنيع الآمن والتسويق والتغليف، وأخرى في الإدارة، وهو ما ساهم في تحقيق جودة المنتج بالشكل المطلوب".

تشير الريادية الشابة إلى منتجات داخل علب أنيقة تصطف أمامها بعناية على الطاولة، وتقول: "هذا بلسم للشعر الجاف، وذاك للشعر العادي. هذا كريم ترطيب للبشرة، وذاك للتفتيح، وتلك العلبة الصغيرة هناك هي معطر للجسم".

لكن ثمة معوقات تواجه الشابات تخبرنا عنها نغم بالقول: "انقطاع الكهرباء الذي يعيق عملنا، وضعف القوة الشرائية لدى المواطنين رغم أن ثمن المنتجات يراعي مستوى الدخل، فمثلًا علبة بلسم الشعر يصل سعرها  إلى 15 شيكلًا فقط، أي مثلها مثل أي منتجٍ آخر، لكن ذلك يجعله لا يتناسب وحجم الجهد الذي بُذل في تحضيره، ولا طبيعة المواد المستخدمة فيه، ابتداءً من زراعة الفطر إلى باقي مراحل التحضير".

المعوقات الأخرى التي تواجه الشابات هي الاعتماد بشكل كامل على العمل اليدوي في تحضير المنتج، ما يجعله مرهقًا بالنسبة لهن، فالتصنيع يدوي والتعبئة كذلك، بينما توجد معدّات حرارية مزودة بصنبور، بإمكانها تسهيل عملهن بشكل كبير، لكنها غير متوفرة لديهن، ولا يعلمن حتى إن كانت متوفرة في قطاع غزة.

المشكلة الثالثة متعلقة بمحدودية فترة وجود البذور -وفق نغم- بينما هن بحاجة إلى توفيرها طوال العام من أجل تسويق الفطر للمتاجر من ناحية، وتوفيرها لمشروع "سحر الطبيعة" من ناحية أخرى، فهذا الوضع جعلهن غير قادرات على تغطية كل سوق قطاع غزة، رغم أنهن يحلمن بهذا.

تسوّق الشابات منتجاتهن عبر صفحةٍ أنشأنها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحمل اسم المشروع نفسه، وقد شاركن في معارض للمنتجات اليدوية، كان آخرها معرض منتجات "نسائنا" الذي نظمه مركز شؤون المرأة بمدينة غزة، حيث حصلن على تدريب إدارة المشاريع سابقًا في المركز نفسه.

تثني غطاس على تجربة المشاركة في المعرض بقولها :"هي فرصة مهمة لتعريف الجمهور بمنتجاتنا، لكننا نحتاج إلى تنفيذ أكثر من معرض خلال العام، خاصةً وأن المنتجات التي يزداد الإقبال عليها صيفًا، ليست كتلك التي يقبل عليها الناس شتاءً، فالحالة الجوية تؤدي دورًا مهمًا في التسويق لمنتجات معينة".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير