شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 اكتوبر 2025م10:24 بتوقيت القدس

عن عيد غزة.. أُضحية ولـَو "بالّدَين"!

18 يونيو 2023 - 16:03

قطاع غزة:

للمرة الـ 16 يطرق "الأضحى" باب غزة السجينة على استحياء. وكأنه يعرف أهل هذه المدينة المحاصرة جيدًا. يعرف أن جيوبهم خاوية ورغم ذلك يدهشه كرمهم بالفرح ! يستقبلونه بأبهى طلة. يلبسون الجديد، ويوزعون الشوكولاته، ويغنّون، ويذبحون للأضحى ولو بالدَّين!

في غزّة "الأضحية" بهجة، وفي البهجة فرح بعيون الأطفال. ينظرون إلى اللحوم بتأمّل، ويَسعَدون حين تُعبأ الأكياس، ثم يتداعون ليشاركوا في عملية توزيعها على الأقارب والجيران. يسيرون بشموخٍ مرتدين ملابس العيد، فيطرقون الأبواب بكل ثقة، ويجيبون الناس: "أنا أحمد ابن فلان، ومعي حصتكم من الأضحية".

استحق الأمر أن يحرص وليد حبيب على توفير جزء من راتبه منذ انقضاء عيد الأضحى الفائت، ليعيش أطفاله الطقوس هذه، بعدما أصابهم الحزن لأنهم لم يدخلوا الأجواء في المرة الأخيرة بسبب ضيق الحال وسوء الأوضاع الاقتصادية.

يعمل وليد موظفًا بإحدى الشركات المحلية، براتب لا يتجاوز 1200 شيقل، يلبي فيه احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد. يقول: "برغم ضيق الحال تمكنت من توفير نصف ثمن الأضحية، والباقي سأقسطه من راتبي على مدار عدة أشهر".

في الأعياد، يحرص المحاصرون هنا على وضع همومهم جانبًا. تتزين الأسواق بالملابس الجديدة ويكسب التجار الناس بـ"التنزيلات". تفوح رائحة "العطور" من الشوارع التي تكفّل أبناؤها من الساكنين فيها بتنظيفها تمهيدًا للعيد، واستقبال الحجاج بالكتابة على الجدران! 

وبرغم تضاعف أسعار الأضاحي تحت ثقل أزمات الحصار، يفعلونها! شراء الأضحة بحسب وليد "فرصة وفيرة للفرح تأتينا مرّة واحدةً بالعام، ولعل أعيادًا مرت علينا تحت الصواريخ تمنَّينا لو تنتهي، كي نؤدي فيها شعائر العيد".

إن كان الوضع هكذا بالنسبة للناس، فكيف هو بالنسبة للتجار؟ يخبرنا مصطفى أبو زور وهو صاحب مزرعة للمواشي، بأن الأرباح هذا العام تبدو أقل بنسبة 50 بالمئة مقارنة بالأعوام السابقة، وهناك عوامل عديدة أدت إلى ارتفاع الأسعار، موضحًا أن ارتفاع أسعار الأعلاف اللازمة لإطعام المواشي أولها، "فقد كان سعر الطن 1600 شيقل، قبل أن يصبح بـ 2300 شيكل".

ويستدرك: "لكننا نحاول قدر الإمكان خفض الأسعار من أجل تشجيع الناس على الشراء، ومع ذلك لا تعد "معقولة" بالنسبة لهم".

ينظر التجار إلى أن عدم البيع سيتسبب بخسائر فادحة تجعلهم غير قادرين على تسديد التزاماتهم المادية كون عيد الأضحى أهم مواسم الربح بالنسبة لهم.

ووفق أبو زور فإن اختلاف صرف العملات أثر بشكل كبير على أسعار الأضاحي المستوردة -تحديدًا من مصر- لفرق صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.

وكان كيلو العجل "ليموزان" يُباع بـ20 شيكلًا، بينما وصل سعره في العام الجاري إلى 22 شيكلًا، أما سعر كيلو العجل الهولندي فيبلغ 18 شيكلًا، و"السمنتال" بـ21.

وبحسب التاجر، تتوفر العديد من أنواع المواشي في قطاع غزة مثل عجل ليموزان البرتغالي، والهولندي، والسمنتال، وبرامو البرازيلي المصري.

بدوره، يؤكد أدهم البسيوني المتحدث باسم وزارة الزراعة، أن الوزارة تتابع الأسعار لمنع أي استغلال أو احتكار يمكن أن يطرأ في الأسواق من قبل التجار.

وبحسب توقعات الوزارة، يمكن أن تصل الكميات المستهلكة في العيد هذا العام، إلى حوالي 17 ألف رأس من العجول، و22 ألف رأس من الأغنام، وكل هذه الكمية أصبحت متوفرة وقد استوردت من الخارج.

كاريكاتـــــير