شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 مايو 2024م03:39 بتوقيت القدس

الأسرى يوحدون الكل الوطني في معرض "نتنفس حرية"

30 ابريل 2023 - 14:59

شبكة نوى، فلسطينيات: قيود حديدية صدئة، تحيط بقدمي أسيرة، وأخرى تكبل يديها، لوحات بدت خارجة عن المألوف شاركت بها الفنانة الشابة آية جحا في معرض نتنفس حرية الذي نظمته الحركة الوطنية واستمر على مدار ستة أيام، في محاولة لتسليط الضوء على معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، وخلق حالة مختلفة من التضامن مع قضية الأسرى، عبر تجسيد معاناتهم وصمودهم في وجه السجان، وفضح الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في المعتقلات الإسرائيلية، والتأكيد على عدالة قضية الأسرى، وحقهم الطبيعي بالعيش بحرية.

تروي لوحات جحا ما تتعرض له الأسيرة من انتهاكات جسيمة داخل زنازين السجان، بلا أي إنسانية أو رحمة حتى في الأوقات العصيبة كالولادة والمرض مستشهدة بحالة الأسيرة إسراء الجعابيص التي ذاقت الأمرين من جراء الإهمال الطبي الذي أدى لتدهور حالتها الصحية بعد تعرضها لحروق شديدة وحرمانها من العلاج منذ سنوات.

فيما كان المعرض فرصة للفنانة فداء يونس التي قررت أن تبرز قضية النطف المهربة التي تمنح زوجات الأسرى الفرصة ليصبحن أمهات، موضحة أنها تناولت قضية الشهود على عملية زراعة النطفة لقطع أي شكوك يمكن أن تمس بها، وما يرافق عملية الحمل حتى الولادة من ضغوطات نفسية وتوتر خشية أن تفشل العملية.

وتخلل المعرض عرض فيديوهات موثقة عن معاناة الأسيرات وزوجات الأسرى وذويهم عبر الديجيتال، وأفلام قصيرة خزنتها شاشات مرئية بسماعات خارجية تحاكي قصص الأسرى الفلسطينيين وتنقل معاناتهم.

 في إحدى زوايا المعرض، غرفة صغيرة لم يخصص لها أكثر من خمسة أمتار طولاً، ومتران ونصف المتر عرضًا في صدارتها شاشة كبيرة، وأمامها أقل من عشرة كراسي بلاستيكية، وعلى يسارها " برش" أي سرير بطابقين نموذجًا لأسرة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، أما الشاشة فكانت نافذة من الألم المطل على معاناة الأسرى بلقطات مرئية مهربة من داخل المعتقلات، تنقل بعضًا من حياتهم، وعاداتهم اليومية، وممارساتهم الذاتية والجمعية، وتفضح العدو الذي خلق لهم واقعًا لا يليق بإنسانيتهم.

على هامش المعرض تم تنفيذ العديد من الندوات والأمسيات الثقافية والأدبية، والعروض المسرحية التي تتناول قضية الأسرى، وتستعرض شهادات أسرى محررين، حقوقيين، وخبراء بالعلاقات الدولية،

بلغت من خلالها رسائل الذين بلعتهم العتمة وحجبتهم الجدران السميكة، ومنعتهم الأسلاك الشائكة من لمس أصابع أطفالهم في لحظة عاطفية وإنسانية كانت فطرة من غير مضرة. المعرض الذي نظمته الحركة الوطنية الأسيرة ممثلة بالكل الفلسطيني، نجح بصهر الجهود على هدف واحد وهو نصرة قضية الأسرى، وربما فستان طفلة حاكه أسير هرّب نطفته لتدخل رحم زوجته فتأتي صاحبة الفستان إلى الدنيا لتضحك أمام خيوطه الزاهية، وعروته المتقنة، وكلما لبسته أحست بلمسات أصابع والدها وهي تمرر الدفء إلى جسمها الغض، فاستراح قلبها أمام أمل اللقاء.

استطاع المعرض على مداره أيامه الست أن يبقي قضية الأسرى حاضرة لدى الكل الفلسطيني، مستعرضاً، واقعهم القاسي، وما يتعرضون له من إهمال متعمد، وإبقاءهم رهن مزاجية السجان، انتهاك صارخ لجميع القوانين والدساتير والشرائع التي تدعي انتصارها للإنسان وتدافع عن حقه بالحرية والعيش بكرامة!!

كاريكاتـــــير