شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 06 مايو 2024م04:37 بتوقيت القدس

نكهتها لا يُشبهُها شي..

"برازق" رمضان.. تسالي "القدس" العريقة

09 ابريل 2023 - 11:16

شبكة نوى، فلسطينيات: على طاولةٍ يكسوها الطحين الأبيض، يربّت جواد الرازم على قطعة عجينٍ رقيقةٍ مدورة، ثم يكنسها من بقايا الدقيق بفرشاةٍ خاصة، قبل أن يدهنها بخليط الماء والسكر، ثم يقذف بها على صينيةٍ مملوءة بالسمسم الأشقر، ليبدأ ابنه بالضغط فوقها ليضمن التصاق بذور السمسم على الوجه تمامًا.

يعمل قرابة 10 من أفراد عائلة الرازم داخل مخبزهم الكائن في حارة السعدية بمنطقة باب السعدية، على صناعة "البرازق" المقدسية، التي يزيد طلب المقدسيين وزوار القدس من أنحاء مدن فلسطين عليها خلال شهر رمضان المبارك.

ويُقسّم العمل على سبعة مراحل، فواحدٌ للعجن، وثانٍ لرقّ العجين، وآخر لكنسه، ورابعٌ لدهنه، وخامسٌ لتغطية وجهه بالسمسم، وسادسٌ لخبزه داخل فرنٍ يعمل على الحطب، لتفوح رائحته في الحي، وتُجري ريق القاصي والداني.

وبرازق القدس مختلفة عن ما يعرف بالبرازق الشامية، فالأولى مقاسها أكبر بكثير (قريبة من حجم طبق) ومالحة الطعم، أما الثانية فصغيرة، وحلوة المذاق، وقد يضاف إليها الفستق أحيانًا، "وهذا ما جعل لبرازق القدس الرمضانية خصوصية، ونكهة لا توجد إلا فيها" يقول الرازم.

وتعدّ البرازق المقدسية، من المسليات التي يتناولها الصائمون بعد الإفطار، وترتبط بشهر رمضان المبارك، إذ لا تكاد تخلو مائدة في القدس منها منذ عشرات السنين كعادة متوارثة.

ويعمل الرازم برفقة شقيقه بصنع البرازق وكعك القدس منذ قرابة 35 عامًا، بعد أن ورثا المهنة من أبيهما وجدهما، في حين علماها لأبنائهما اللذين يساعدونهما داخل المخبز لا سيما في موسم رمضان، حيث الطلب يزداد على منتجات المخبز.

ولا يجد أبو محمد الهرش لمائدة الإفطار طعمًا دون وجود البرازق، "فهي طبق أساسي بالنسبة لي، لقد عودتنا أمي رحمها الله على ذلك منذ كنت صغيرًا. أتحرى وجوده على المائدة كي أستدعي ذكراها قبل الإفطار فأدعو لها، ويؤمّن أولادي من خلفي".

ولأجل سحورٍ صحّي، وخفيف، تطلب مريم السعيدي من زوجها يوميًا شراء البرازق، فهي تغمّسه مع اللبنة، وقد تشرب معه كوبًا من الشاي، و"هذا يكفي. بصراحة له طعم لا يقاوم، ويشعرني بالشبع، كما أنه من تسالي الشهر الكريم التي لا غنى عنها بالنسبة لأهل القدس".

ويتميز خبز البرازق بطَعمه الرقيق والمقرمش مع بذور السمسم، وعلى الأغلب، تتحول كافة مخابز القدس لصناعته خلال شهر الصيام، لما عليه من طلب، وقد تستمر بذلك في أيامٍ أخرى بعد رمضان، في حين يقتنع عدد كبير من الخبازين بأن للبرازق المقدسية نكهة لا تشبه شيء في رمضان فقط، ولذلك يمتنعون عن خبزه وبيعه في غير موسمه.

كاريكاتـــــير