شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 04 مايو 2024م02:43 بتوقيت القدس

أطفالٌ استشهدوا ضربًا وبالرصاص..

2020م.. سبعة أحلامٍ "صغيرة" قُتلت بيد "إسرائيل"

10 نوفمبر 2020 - 09:11

شبكة نوى | فلسطين المحتلة:

مجرد التفكير في هذا مريب!! حين يحصي الفلسطينيون عدد مرّات نجاتهم من الموت الذي يتربص بهم في كل آن.

قد تبدو الفكرة مرعبةً أكثر حين يفعل الأطفال ذلك. تجدهم يحدثونك عن زخات الرصاص وأنواع الطائرات بطلاقة، ويميزون قصف الزوارق عن قصف الطائرات، عن قصف المدفعيات! حتى أصوات تفريغ الهواء في أجواء بلادهم لم تعد تقلقهم كما الأول. الأصعب من هذا كله، حين يسردون على مسامعك قصة إفلاتهم من براثن الموت تلك يومًا.

يصدمك وعيهم، حين يطمئنون بعضهم البعض أحيانًا، هذا يقول للآخر بعد سماع دوي انفجار "لا بأس، إنه اختراقٌ لحاجز الصوت فقط"، ويصدمك "رعبهم" في أحيانٍ أكثر، حينما تجدهم يصرخون دون وعي، هرباً إلى أقرب مكانٍ، يظنون أنه في مأمن من الضربات!

"الاحتلال جعل أطفالنا يكبرون قبل أوانهم"، هكذا تعلّق صباح الحلو بعدما كانت تراقب حديث أطفالها الثلاثة مع أصدقائهم، مضيفة: "معظم أحاديثهم تندرج تحت تأثير العدوان والحروب، وحتى في الأوقات التي أسمعهم يتناقشون فيها بأمور أخرى، تأتي طائرة أو صوت انفجار ليذكرهم مجددًا بواقعهم المأساوي".

قوات الاحتلال قتلت 7 أطفال فلسطينيين، منذ بداية العام الجاري 2020م في الضفة الغربية وقطاع غزة

تؤكّد أن أبناءها يميزون كل ما يتعلق بالانفجارات التي يسمعونها، حتى أنهم يعرفون جيدًا معنى أن تُقصف غزة بصاروخٍ ارتجاجي! يشرح صغيرها أحمد (11 عامًا) ذلك بقوله: "يعني عندما نستيقظ على صوت انفجار، يجعل سريرنا وبيتنا كله يهتز، فهذا بالتأكيد صاروخ ارتجاجي، لأنه –على اسمه- يجعلنا نرتج في منازلنا"!

وأحمد الذي بدا مهووسًا –منذ عمر آخر عدوان (2014م)- بمتابعة الأخبار، سواءً على شاشة التلفاز، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يخبرنا أنه يتأثر كلما مرّت صورة شهيدٍ طفلٍ أمامه. يرى نفسه بذات المكان، ويُخيل إليه أنه قُتل بصاروخٍ أو رصاصةٍ مباشرة، كما جرى "ويجري" مع الكثير من أطفال فلسطين، "فهذا الاحتلال لا يفرّق بين صغير وكبير، الجميع هنا معرّض للموت" يعلق الطفل.

في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين: "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ماضيةٌ في سياسة التعذيب والقتل غير القانوني، وخارج نطاق القضاء، التي تنتهجها ضد الأطفال الفلسطينيين، ما دام الإفلات من العقاب هو القاعدة، وفي سياق صمت المجتمع الدولي عن جرائمها".

وذكرت الحركة في بيانٍ لها، أن قوات الاحتلال قتلت 7 أطفال فلسطينيين، منذ بداية العام الجاري 2020م في الضفة الغربية وقطاع غزة، آخرهم كان الطفل عامر عبد الرحيم صنوبر (16 عامًا) من قرية يتما جنوبي نابلس، الذي استشهد ليلة 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جراء تعرضه للضرب المبرح من قبل أفراد شرطة الاحتلال (اليسام).

عامر، الطفل الذي لم يعد له صوت في منزله، غاب جسده النحيل عن سريره وعن مائدة الطعام بين أفراد أسرته، عن الحي الذي يقطنه وعن حلقة أصدقائه الأطفال، الذين كلما تجمّعوا، شكلوا دائرةً تُغنّي للحياة دون أن يلقوا بالًا لفوهات الموت التي تتربص بهم.

عامر هو الابن الأكبر لأمه، ولديه شقيقٌ واحد، وأربع شقيقات، تخيلوا أنه كان "رجلًا صغيرًا" يعمل في ورش البناء برفقة والده لمساعدته، قبل أن يُقتل، بعد أن اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي عليه بالضرب قرب بلدة ترمسعيا، شمال رام الله.

في ذلك اليوم، نقلته طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وبالكشف الأولي على جثمانه، تبين وجود علامات ضرب على العنق من الخلف وفي الرأس، ومحاولات إنعاش للشاب صنوبر من الأمام، وفق ما أفاد به مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي يومذاك.

في التفاصيل، يقول الناشط عوض أبو سمرة –شاهد عيان: "الشهيد كان برفقة أصدقاءٍ له، وتعطلت سيارتهم التي كانوا يستقلونها، وحينما سحبوا سيارتهم إلى مفرق ترمسعيا، لاحقهم جنود الاحتلال، حيث تمكن الشبان الموجودون بالسيارة من الفرار".

ويتابع: "لقد هاجم جنود الاحتلال السيارة التي كان يجلس فيها الفتى صنوبر، وفتحوا أبوابها، ثم قاموا بالاعتداء بالضرب العنيف عليه دون سابق إنذار، فضربوه بأعقاب البنادق والعصي، ما أدى لاستشهاده، وتسلمته بعد ذلك طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني".

وبحسب حركة الدفاع عن الأطفال، فإن حادثة استشهاد الطفل صنوبر، بدأت بعد أن كان يحاول مساعدة صديقٍ له يبلغ من العمر 17 عامًا تعطلت مركبته قرب بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله.

قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين: "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ماضيةٌ في سياسة التعذيب والقتل غير القانوني، وخارج نطاق القضاء، التي تنتهجها ضد الأطفال الفلسطينيين، ما دام الإفلات من العقاب هو القاعدة

وأكدت أنه بموجب القانون الدولي، لا يتم تبرير القوة المميتة المتعمدة، إلا في الظروف التي يوجد فيها تهديد مباشر للحياة أو إصابة خطرة.

ومع ذلك، تشير التحقيقات والأدلة، التي جمعتها الحركة العالمية بانتظام، إلى أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين، في ظروفٍ لا يبدو أنها مبررة، وقد ترقى إلى القتل خارج نطاق القضاء أو القتل العمد.

وأشارت الحركة العالمية، في هذا السياق، إلى حادثة استشهاد الطفل محمد مطر (16 عامًا) من قرية دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، في التاسع عشر من آب/ أغسطس لعام 2020م، حيث أطلق جنود الاحتلال نيران أسلحتهم الرشاشة صوب الطفل وصديقيه، أثناء اقترابهم من شارعٍ يستخدمه المستوطنون بالقرب من القرية، ما أدى إلى استشهاده وإصابة الاثنين، علمًا بأن جثمان الطفل، لا يزال مُحتجزًا لدى قوات الاحتلال حتى يوم نشر هذا التقرير.

وفي تعقيب والدة الشهيد مطر آنذاك، علقت ببضع كلمات، ثم لم تتمالك نفسها فبكت، قالت: "في كل يوم أضع له طعام الغداء عصرًا، ويخرج بعدها من المنزل. أمس، في الساعة الرابعة مساءً، تناول طعام غدائه، وخرج دون أن يقول شيئًا، رحمه الله، ماذا أستطيع أن أقول؟ نحن تحت الاحتلال، وماذا يمكن أن نتوقع من احتلال؟!".

كاريكاتـــــير