الطفرة الهندية تقترب ...الخوف يسكن قلوب الغزيات
تاريخ النشر : 2021-04-29 14:48

غزة:

"ولم يعد لدينا حديث سواها، الخشية كل الخشية أن تكون دخلت غزة، ومن يضمن ألا يحدث هذا، كورونا صدمتنا منذ بداية العام الماضي وما زالت".

هكذا كانت تتحدث الشابة نجلاء عيسى لجارتها وهن يتابعن مؤتمرًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة حول الوضع الوبائي إثر تفشّي فيروس كورونا، وتجاوز عدد الإصابات ألف حالة يوميًا، مع زيادة الحديث عن الفطرة الهندية للفيروس التي أصبحت حديث الناس في القطاع.

 مدير وحدة مكافحة العدوى بوزارة الصحة رامي العبادلة عبّر في مؤتمر صحفي مساء أمس عن تخوّف الجهاز الصحي من وصول الطفرة الهندية إلى قطاع غزة، فلا يمكن تأكيد أو نفي ذلك حتى الآن، لكن بعد وصول الطفرة البريطانية وازدياد عدد الإصابات والوفيات بشكل ملحوظ، ثمة مؤشرات إلى وجود طفرات غير البريطانية.

اقرأ/ي أيضًا: غزة: "الصحة" تخشى وصول الطفرة الهندية

وزارة الصحة كذلك رصدت إصابة 265 شخصًا للمرة الثانية بعد إصابتهم بالموجة الأولى، التي سجّلت خلالها إصابة 47 ألف إصابة، ومع تجاوز عدد الإصابات الكلي حتى تاريخ اليوم أكثر من 100 ألف، فإن وزارة الصحة سلّمت منظمة الصحة العالمية 200 عينة لمصابين للتعرف على الطفرات الموجودة في القطاع وهي تحتاج عشرة أيام لظهور النتائج.

عودة إلى العشرينية نجلاء وهي أم لثلاثة أطفال وتعمل معلمة رياض أطفال والتي تقول لنوى :"منذ مدة ونحن نتابع جيدًا موضوع الطفرة الهندية، أحاول تعليم أطفالي سبل الوقاية وأتخذ أنا وسائل حماية مشددة ولكن من يدري ماذا سيحدث".

ما يزيد الشك لدى نجلاء هو الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات اليومية، كل هذا ونحن في شهر رمضان والناس تُحجم عن الفحوصات، ماذا لو تم إجراء فحوصات أوسع، تتساءل!.

اقرأ/ي أيضًا: كيف حال المسنين مع الحصارين؟

أكثر من عام من المعاناة مع كورونا، تقول نجلاء :"حُرمت خلالها من زيارة والدتي المسنة كالمعتاد خوفًا عليها فهي مريضة سكر، وكذلك أخشى على والدة زوجي التي أعطيها يوميًا إبرة أنسولين، أتّبع أقصى سبل الوقاية من أجلها، والآن بات الوضع أصعب" فالطفرة الهندية أخطر وأكثر فتكًا وأسرع انتشارًا.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فالنسخة الهندية من فيروس كورونا التي قتلت أكثر من 180 ألف هندي وأصابت أكثر من مليونين تجمع بين طفرتين مختلفتين ما يجعلها تفلت بسهولة من الجهاز المناعي للجسم، حتى بالنسبة للحاصلين على اللقاح أو الذين تعافوا من إصابة سابقة، وسرعان ما تم رصدها في 17 دولة من بينها أربعين إصابة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

تقول نجلاء :"التخوّف من الطفرات يزيد العبء الموجود أصلًا على الأمهات اللواتي يناضلن من أجل حماية أسرهن في ظروف في قطاع غزة التي لا تخفى على أحد"، فطبيعة الطفرة وسرعة انتشارها وخطورتها جعلت الأمر أكثر رعبًا من وجهة نظر نجلاء التي يزيد قلقها ضعف الجهاز الصحي في القطاع وتغيّر الإجراءات الحكومية المستمر، وإثبات التجربة أنه لا رهان على وعي المواطن.

في قطاع غزة الواقع جنوب فلسطين على مساحة 365 كيلو مترًا، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي هنا أكثر من 2 مليون نسمة منذ عام 2006، تسبب في هشاشة النظام الصحي وضعف قدرته على القيام بواجباته الرئيسية فما بالنا عند وجود جائحة مثل كورونا، ناهيك عن حالة الفقر التي تحدّ من قدرة العائلات على المواجهة.

اقرأ/ي أيضًا:  أطفالنا إلى جوارنا لئلا يكون التعليم مدخلًا للفيروس

"إن الطفرة الهندية ليست فيلمًا، هي حقيقة مرعبة ومؤلمة، أتابع ما يجري مع الناس في الهند أتألم لحالهم وأخشى كذلك من وصولها إلى قطاع غزة"، تقول الشابة رويدة مفيدة لنوى.

وتضيف رويدة وهي أم لأربعة أطفال: "الخوف كبير، تابعت عبر الانترنت أعراض الطفرة الجديدة وخطورتها، هي أكثر شراسة وفتكًا، وهذا يزيد خوفنا على حالنا وعلى أطفالنا وعائلاتنا".

سبق لرويدة وأطفالها الثلاثة أن أصيبوا أواخر العام الماضي بفيروس كورونا، ما جعل وضعها أكثر سوءًا حينها كما تقول:"كنت في مرحلة الحمل الأخيرة وهذا جعلني أعاني بشدة آلام في الصدر والقلب والصداع المستمر، وكلها كانت قاسية، لست على استعداد لأتعرّض لتجربة مشابهة مرة أخرى، فما بالنا والحديث أن الطفرة الجديدة أقسى".

لكن رويدة تحمّل الجميع مسؤولية حماية قطاع غزة من أي احتمال لوصول الطفرة، تقول:"لا طاقة بتحمّل عبء أكبر في قطاع غزة، وزارة الصحة تتحدث عن عدد كبير من الحالات الخطيرة فما بالنا بطفرات أخرة غير البريطانية".

في ذات الوقت لا يمكن ترك الأمور هكذا دن إجراءات الحجر الإلزامي العائدين من الخارج كما السابق، فالآن بات لدينا تخوّفًا أكثر، والأوضاع ما عادت تحتمل، تقول رويدة لتي تضيف "لا نرسل أطفالنا إلى المدارس ونعلمهم سبل الوقاية ومع ذلك أصبنا فكيف حال قطاع غزة إن وصلت الطفرة الهندية".