عائلات تسابق الوقت انتظارًا لمستحقات الشؤون
تاريخ النشر : 2021-04-12 20:06

غزة:

ساعات بقيت على بدء اليوم الأول من شهر رمضان المبارك وما زالت السيدة نادية سرور ترقب كل دقيقة علّها تحمل أخبارًا جديدة لأسرتها التي لم تستعد بأي شكل لمستلزمات الشهر الفضيل.

سرور هي واحدة من نحو 75 ألف مواطنة ومواطن في قطاع غزة يستفيدون من مخصصات وزارة التنمية الاجتماعية، بمساعدات مالية لا تتجاوز في أحسن أحوالها 1800 شيكلًا للعائلات الكبيرة وتنخفض إلى 750 شيكلًا للأقل عددًا كل ثلاثة شهور.

تقول سرور "38 عامًا" وهي أم لثمانية أبناء:"منذ نحو 15 عامًا أستفيد وعائلاتي من مخصصات الشؤون الاجتماعية رغم قلّتها، وهي كثيرًا ما تتأخر ولكن التأخير الحالي جعلنا لا نستعد لاستقبال شهر رمضان حتى اللحظة".

اقرأ/ي أيضًا: فلسطينيون من القطاع: "زينة رمضان ملاذنا المبهج"

تقضي السيدة جلّ وقتها أمام المذياع، علّه يحمل أخبارًا بخصوص مستحقاتهم التي بالكاد تكفي لشراء بعض الخضراوات اللازمة والمأكولات المخصصة لوجبتي السحور والإفطار، لا ملامح فرحة في بيتها البسيط ولا زينة حتى تلك التي يستطيع توفيرها البسطاء، كل شيء ذهبت ملامحه مع ضيق الحال.

وبالأساس تتلقى العائلة مبلغ 750 شيكلًا، لا تكفي لعلاجها وهي المصابة بورم في الدماغ أفقدها بصرها في أحد عينيها والأخرى بالكاد تساعد على لمح ما أمامها، ولا لعلاج زوجها الذي يعاني من وضع صحي سيء حرمه القدرة على العمل منذ 15 عامًا، إلا أن السيدة اعتمدت لسنوات على بعض التبرعات التي يتبرع بها أشخاص متوسطي الدخل لم تساعدهم ظروفهم هذا العام على التبرع.

تضيف:"ابنتي في الثانوية العامة وهي بحاجة لدروس في الرياضيات، وطبعًا لا أستطيع، لا بهجة للأيام ولا حتى الفرحة التقليدية باستقبال الشهر الفضيل"، وناشدت وزارة التنمية الاجتماعية سرعة الاستجابة للعائلات التي تحصل على مستحقاتها من الشؤون كون هذا الدخل البسيط ملاذهم الوحيد.

اقرأ/ي أيضًا: فقر وحصار وانتهاكات إسرائيلية مستمرة

حالتها تشبه تمامًا ما تعانيه السيدة رانيا وأمها اللتان تعتمدان بشكل رئيسي على ما تحصلن عليه من وزارة التنمية الاجتماعية، 750 شيكلًا للشابة التي لم تتمكن من الحصول على فرصة عمل منذ تخرجها ولوالدتها المسنة التي تحتاج إلى الكثير من العلاج حتمًا لا يغطيه هذا المبلغ البسيط.

فلو أمكن الحصول على فرصة عمل لما احتاجت العائلة انتظار مستحقات إن غطت احتياجات شهر قلن تغطي الثاني، تقول رانيا التي تشعر بالكثير من الحزن، فانتظار المساعدات بالنسبة لشابة قادرة على العمل أصعب بالكثير منه بالنسبة لسواها.

فتكمل:"حتى لو كنا اثنتين، هذا بيت مفتوح، يحتاج إلى فواتير مياه وكهرباء وهاتف، ونفقات علاج لأمي واحتياجاتنا الشخصية والمأكل والمشرب، وكله مكلف، من قَال ان العائلة الصغيرة لا تحتاج نفقات".

وتجزم رانيا إن رمضان هذا العام باهت في بيتها، هي لن تتمكن من رؤية الفرحة في عيون أبناء إخوتها وكلهم ظروفهم الاقتصادية صعبة، وليس بوسعها توفير مستلزمات الشهر التقليدية.

تكمل:"انتظار المساعدات الغذائية من خلال الكوبونات أيضًا قاسٍ، فنحن لم نتلقاها حتى الآن، أعلم أن الكثير من المؤسسات تعمل وتقوم بالتوزيع، لكن لاحظوا أن أعداد الناس التي تحتاج مساعدات تتزايد".

لا رمضان إذن لمن لم يملك ما يمكّنه من استقبال الشهر الفضيل، ويبقى السؤال الدائم بلا جواب، ماذا تتأخر مستحقات الشؤون الاجتماعية عن الفئات التي تحتاج إلى توفيرها خاصة في الأوقات التي لا تحتمل معها التأخير.