شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاحد 19 مايو 2024م02:54 بتوقيت القدس

عمره يناهز 3 قرون..

بيت السقا.. حجارةٌ تروي تاريخ مدينة

27 مارس 2022 - 14:46

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

بأحجاره الرملية، وأسقفه الرخامية، وساحته الواسعة القديمة، ونوافذه المقوّسة، يشمخ بيت السقّا الأثري على مساحة 350 مترًا مربعًا، وسط سوق الشجاعية، شرق مدينة غزة، كأحد رموز الحضارة الفلسطينية القديمة.

يعبّر المارّة من غير سكّان المنطقة عن دهشتهم من بقائه صامدًا، رغم اعتداءات "إسرائيل" المتواصلة، لا سيما عندما يعرفون أن عمره التقريبي يناهز الثلاثة قرون!

أما زوّار البيت من المهتمين بالآثار والسياحة الداخلية، يغيبون في عالمٍ من الجمال لدى دخولهم الساحة الكبيرة، حيث السلالم التي تأخذهم إلى أنصاف قبابٍ وأقواس تنطق تاريخًا وحكايا.

ينقسم الدَرج إلى شقّين؛ كل منهما يؤدي إلى غرفة معيشة، تزيّنها الأقواس الحجرية، فيما تتدلى من القباب التي تستند إلى أعمدةٍ ضخمة، ثريات قديمة، تخلق جوًّا من الألفة، ومزيجًا من الأصالة والحضارة.

الباحث في التاريخ الفلسطيني أيمن البلبيسي، يقول لـ "نوى": "أول من سكن هذا البيت كان عائلة أحمد السقا، ومن هنا جاء اسمه، وقد كان بمثابة نقطة اقتصادية لتجمع التجار"، بالإشارة إلى أن صاحبه المذكور آنفًا كان تاجرًا كبيرًا، وكان يقيم العديد من المناسبات الاجتماعية فيه، والكثير من اللقاءات بين العائلات سواءً في الأعياد أو غيرها من المواسم.

يتكون المنزل وفقًا للبلبيسي، من 6 غرف بُنيت على الطراز الإسلامي، بالإضافة إلى إيوانَين، وصحنٍ سماوي وسط ساحة مكشوفة، وبيتٍ للغلة، وزير كبير للمياه.

ويضيف: "أُعيد ترميم البيت عام 2014م، عن طريق مركز (إيوان)، من اجل الحفاظ عليه والإبقاء على طابعه القديم، بعيدًا عن الهدم، وإحلال البيوت، أو المشاريع التجارية الحديثة".

ومؤخرًا، أطلق نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي بغزة، مبادرةً بعنوان "بيتكم عامر" في بيت السقا الأثري، تهدف إلى نشر التوعية بالمسؤولية المجتمعية، وتعزيز دور الثقافة كأداة حقيقية وفاعلة لتقوية الروابط المجتمعية.

الناشط الاجتماعي، والفنان التشكيلي عبد الله الرزّي، هو واحد من أعضاء المبادرة. يقول لـ "نوى": "نحاول المحافظة على تاريخ البيت، وشرح المحطات التاريخية التي مرت به لكل من يزوره من الباحثين، والراغبين بمعرفة تاريخ غزة، وموروثها الثقافي".

وحسب الرزّي، يشهد البيت دومًا إقامة فعاليات وأنشطة ثقافية، كالمسرح الاجتماعي، والعروض الموسيقية، واستقبال الجلسات الأدبية، وفنون الرسم المختلفة، إلى جانب تخصيص يوم مفتوح لجلسات التصوير، والجلسات العائلية، دون عائد مادي، وبشكل مجاني، مؤكدًا ان أكثر الفئات زيارة للبيت هم الشخصيات الثقافية، "وها نحن نقترب من افتتاح مكتبة متنوعة في إحدى زوايا البيت" يضيف.

بدوره يتحدث المحامي محمد شراب، الذي يزور البيت بمعدل ثلاثة أيام أسبوعيًا، عن سعادةٍ عميقة يشعر بها فور دخوله البيت الأثري، وجلوسه بداخله.

يقول: "أشاهد الأصالة والتراث الفلسطيني القديم بشكل واقعي، بعدما كنتُ أسمع عنه من والدي في مراحل طفولتي"، مردفًا: "سعيد للغاية بإعادة افتتاح البيت، وتطويره، وبإنشاء أماكن للقراءة، في خطوةٍ تزيد من وعي المجتمع، ومعرفته بالأماكن الأثرية القليلة الموجودة في غزة".

صــــــــــورة