"تل الهوا".. مواطنون يشتكون انقطاع المياه لأيام: "بنشوفهاش"
تاريخ النشر : 2023-05-23 11:23

"ما بنشوفهاش"، بهذه الكلمة أوجزت الستينيّة أم حسين، من سكان منطقة تل الهوا غربي مدينة غزة، معاناتها منذ سنوات مع جدول وصل المياه.

تسكن أم حسين، واثنين من أبنائها، وزوجاتهم وأطفالهم في نفس العمارة، بينما يتشاركون جميعهم معاناة انقطاع المياه عن بيوتهم لأيام، مثلهم مثل كافة سكان المنطقة، الذين "ملّوا الشكوى" وفق ما وصفت أم حسين الحال لـ"نوى".

وتقول: "سنوات مضت ونحن على نفس الحال. كانت المشكلة في البداية بالخط اللي كان يضخ المياه لمنزلنا، وبعد أن تواصلنا مع البلدية تم تغيير الإمداد، لكن وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".

ترجع السيدة امتعاضها إلى كون جدول ضخ مياه البلدية معاكس لجدول وصل الكهرباء، "وقد يستمر هذا الحال لأيام، وهو ما فاقم الأزمة". تعقب: "يمكن أن نؤجل أي احتياج، إلا المياه، فانقطاعها صعب جدًا".

اضطرت أم حسين للاشتراك في "مولد الحي" الكهربائي، لضمان استمرار وصل الكهرباء في بيتها لفترات أطول، "وهذه تكلفة إضافية كبيرة غيري قد لا يستطيع تحملها"، بحيث يتم تشغيله في وقت وصل المياه وانقطاع كهرباء الشركة، وبهذا يمكنها تعبئة الخزانات في الوقت المناسبة.

وتزيد: "هذا الحل يأتي على حساب أولويات أخرى تحتاجها العائلة، فأن ندفع ما يقارب 200 شيكل شهريًا فقط لماتور الشارع من أجل تعبئة المياه، ناهيكم عن فاتورة الكهرباء الأساسية، عبء مادي يأتي على حساب أشياء أخرى، في ظل الظروف المادية الصعبة التي تطغَى على سكان قطاع غزة".

وتكمل: "قد أستغني في بعض الأوقات العلاج المخصص لي، لكن لا يمكنني أن أستغني عن وجود المياه في المنزل، فانقطاعها يشل حركتنا، وحياتنا".

لا تعرف أم حسين أين يكمن الخلل، هل هو لدى بلدية غزة؟ أم لدى شركة توزيع الكهرباء؟ فكلا الطرفين يؤكدان أن الإشكالية ليست لديهم. ما تعرفه أن على بلدية غزة السعي فورًا لحل المشكلة من جذورها، عبر التنسيق مع شركة الكهرباء على الأقل، لتكون ساعات وصل المياه موافقة لساعات وصل الكهرباء.

أبو أحمد، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، قال لـ "نوى": "شعرنا بالأزمة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، إذ لم تصل المياه لعدة أيام قبل أن يتواصل أحد الجيران مع البلدية التي وعدت بحل الإشكالية، ومدّدت ضخ المياه لساعة إضافية، لكنَّ أحدًا لم يتمكن من تعبئة الخزانات بالكامل".

لدى أبو أحمد تخوفٌ من استمرار الأزمة وتفاقمهما مع بدء موسم الصيف، ملفتًا إلى أنه يضطر في بعض الأحيان لشراء المياه الحلوة لتعويض حاجة البيت من المياه حال انقطاعها. يضيف: "هذا الحل مكلف جدًا، ولا يمكن أن يكون عمليًا في ظل الاحتياج المتزايد للمياه، لا سيما في فصل الصيف، ولعائلة كبيرة مثل عائلتي".

المشكلة ذاتها تواجهها أم شادي سليم، وهي أيضًا من سكان المنطقة غرب المدينة. تتحدث بانفعالٍ وتقول: "ليت الأمر يقف هنا، فالمياه التي تصلنا وهذا نادرًا ما يحدث، أشد ملوحة من مياه البحر، ولا تصلح لأي استخدام سوى غسل الأرض!".

تضطر أم شادي لشراء مياهٍ مُحلاة في كثير من الأوقات كبديلٍ عن نقص المياه، وملوحتها الشديدة في آن، "لكن هذا الحل مكلف جدًا، وعلى البلدية إيجاد حلٍ جذري للمشكلة الأساسية التي تضعني وعائلتي في حالة استنفارٍ دائم".

بلدية غزة، بدورها، ردّت على لسان مدير دائرة الإعلام فيها حسين عودة، الذي أكد لـ"نوى" أن الإشكالية في طريقها للحل، "ولم تعد بذات النسبة التي كانت عليها منذ سنوات".

وأضاف: "عملت البلدية على وضع حد للمشكلة منذ سنوات عبر التنسيق بين جدول الكهرباء، وساعات ضخ المياه في مختلف الأحياء"، مشيرًا إلى أن البقع السكانية التي ما زالت تعاني من هذه المشكلة صغيرة جدًا.

وأوضح عودة أن البلدية وضعت خطة لحل هذه الإشكالية وإشكالية ملوحة المياه في آن، من خلال الشروع بإمداد الأحياء بخزانات مياه كبيرة؛ لخلط مياه ميكروت مع مياه الآبار، والوصول لدرجة مياه ذات جودة مقبولة، مؤكدًا أن المشروع سيغطي كافة أحياء محافظة غزة، وسيكون قادرًا على إنهاء إشكالية ملوحة المياه، وانقطاعها بسبب عدم تزامن جدول الكهرباء مع جدول ضخ المياه.

ونوه إلى أن هذه الإشكالية لا تكون ظاهرة في جدول وصل 8 ساعات كهرباء في الأغلب، ولكنها تظهر في حال تقليص عدد ساعات الوصل إلى ست ساعات.

وكحلٍ مؤقت لدى أصحاب الشكاوى، نصح عودة بالاعتماد على خزانٍ إضافي أرضي، يتم تعبئته بالمياه حين ضخها، ثم دفعها للخزانات العلوية مع وصول الكهرباء.