لوز غزة.. وخيبة أمل في موسم القطاف!
تاريخ النشر : 2023-03-20 13:48

قطاع غزة:

اللوز حلو لكنّ حصاده مر، وللمرار هنا في قطاع غزة نكهة مختلفة، تصاحب الناس في أدق تفاصيل عيشهم تحت الحصار الإسرائيلي، الذي يلتف حول أعناقهم منذ 17 عامًا، فلم يكن غريبًا أن تصل إلى اللوز! 

في كرمٍ مكسوٍ بالأخضر في بلدة خزاعة بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بدت وجوه العاملين شاحبة، فهذا الموسم يفترض أنه يبهج القلوب، وينعش الجيوب، إلا أن ما جرى كان عكس التوقعات.

يقول المزارع محمد أبو مصطفى: "إن موسم حصاد اللوز فاجأهم بشحّ الثمار، التي ينتظر الزبائن وصولها إلى الأسواق، وكذلك الشبان الذين يعملون على قطفها؛ لكسب القليل من المال، وتدبير أمور حياتهم.

ويضيف: "للمرة الأولى نرى الحصاد ضعيفًا بهذا الشكل، خلافًا للعام الماضي" ويرجع السبب لارتفاع درجات الحرارة التي أحرقت "النوار".

وانخفاض الناتج من المحصول هذا بالطبع سيؤثر مباشرة على المزارعين والعاملين في الأراضي بحسب أبو مصطفى، في وقت تعدُّ فيه زراعة اللوز مكلفة كونها تحتاج إلى عناية وأسمدة وأدوية ووقت وجهد حتى تمام النضج. 

ويتراوح سعر الكيلو الواحد من اللوز بين 10  و45 شيكلًا، بحسب نوعيته، والوقت الذي يقبل عليه الناس فيه، فتنخفض الأسعار على سبيل المثال لا الحصر في رمضان، كون العادي أنهم يطلبونه كمسليات تؤكل بعد طعام الغداء أو في أوقات السهر، لكن مع الصيام يفضل الناس تناول طعام الإفطار، وبعدها الحلويات وليس هذا النوع من المسليات.

من جهته، لا يخفي هيثم عيد (20 عامًا) خيبته لعدم وفرة اللوز لهذا الموسم، قائلًا: "تأملت بأن أحقق دخلًا يوميًا جيدًا من جني هذه الثمار؛ لادخارها، ودفعها رسومًا لجامعتي الفصل المقبل، لكن خاب أملي".

ويعمل هيثم منذ سنوات كعامل في الأراضي الزراعية بنظام "اليومية"، بمعنى: كلما احتاج مزارعٌ عمالًا لقطف الثمار مقابل أجر من المال يطلبونه، لكن الأجر يعتمد على كمية الحصاد ونوعيته إذا ما كان مثمرًا أم لا". 

ويتابع: "نحرث الأرض نحن كعمال، ونرش الدواء والأسمدة، ونُهيئ الأرض، ثم ننتظر النتائج بين مارس ونيسان".

ويبدأ موسم القطف عادة في مارس حتى نهاية أبريل. فترةٌ ينتظرها الشبان العاملين من "العام إلى العام"، لكنها أضحت غير مجدية، فخذلت توقعاتهم هذه المرة. تماماً كالناس هنا في غزّة الذين أصبحوا يتجرعون المرار وكأنه من فرضيات الحياة كي تكتمل!