"منتدى غزة للزراعة الحضرية".. الرياديات في أيدٍ أمينة
تاريخ النشر : 2023-02-22 11:15

عندما كانت زينب عابد، تبحث عن جهة تقدم لها منحةً تضمن استمرارية مشروعها الصغير، الخاص بإنتاج دقيقٍ خالٍ من الجلوتين، تعرفت على منتدى غزة للزراعة الحضرية، لتنطلق من هناك فكرة إنشاء جسمٍ يجمع رياديات قطاع غزة.

تقول  زينب عابد منسقة الملتقى لـ "نوى": "بدأت الفكرة قبل ثلاث سنوات، بـ 17 ريادية، أصبحن اليوم 200، يجمعهن الملتقى الذي لا يختص فقط بتقديم المنح المالية، بل بتعزيز صمود مشاريع المرأة الريادية أيضًا عبر طرق عديدة".

استفادت عابد وغيرها من الرياديات من حملة "بطاقة البيان سر الأمان"، التي أعلن عنها الملتقى، "وكان قبلها يتم تسويق منتجي على نطاق ضيق، لكنني ومنذ حصلتُ على رخصة للمنتج، أصبحت قادرة على تسويق منتجي بأريحية في السلال الغذائية، كما أصبحت أبيعه بشكلٍ لا يمكن لأحد فيه استغلالي" تضيف.

يهتم منتدى غزة للزراعة الحضرية بالسياسات الزراعية وتعزيز نظام الغذاء المحلي، متبعاً مناهج الزراعة الأسرية، والزراعة الحضرية البيئية، والسيادة الغذائية، والاستجابة بقيادة المجتمع وقت الأزمات، وفق ما أكدت آلاء أبو جياب منسقة المشاركة المجتمعية والمناصرة لـ "نوى"، ملفتةً إلى أن المنتدى يعنى بمناصرة حقوق الرياديات الزراعيات في قطاع غزة، "وهذا ما دفعنا لتأسيس ملتقى لهن يضمن استمراريتهن، وترك أثر إيجابي على مشاريعهن، ومناصرة حقوقهن، والتأثير في السياسات ذات العلاقة بالعمل الريادي، بالإضافة  لخلق فرص لتبادل الخبرات والمعارف والموارد" تتابع.

وعن الأهداف تزيد: "أولها تعزيز صمود المشاريع الريادية الصغيرة والصغيرة جدًا، من خلال توفير دعم صغير، يمكن الريادية من الانحناء حتى تمر الأزمة، لا سيما وأننا في قطاع غزة، نعاني من ظروف اقتصادية غير مستقرة، أدت في كثير من الأحيان لتوقف المشاريع الصغيرة، وإلحاق الكثير من الخسائر بأصحابها".

وترى أبو جياب أن الكثير من الظروف يمكن أن تكون سببًا في خسارة المشروع الصغير، "فما بالنا بالحصار والإغلاقات، وضعف القدرة الشرائية، وحاليًا التغير المناخي، وما يمكن أن يسببه من آثار على المشاريع الريادية الزراعية" تعقب.

كل ذلك كان دافعًا (والحديث لها) للسعي والعمل على تعزيز صمود الرياديات بكل الطرق الممكنة، وتعزيز صمود المشاريع الريادية الصغيرة، ومساندتها لتستطيع تخطي ومواجهة الأزمات الطارئة.

وتشرح أبو جياب آلية الانضمام للملتقى ومعاييره، التي يُعدُّ أهمها أن يكون المشروع قائمًا بذاته، وأن تكون الريادية حقيقية تُنتج وتعتمد على نفسها، ولا تنتظر التمويل لكي تبدأ، "والأهم أن تكون قادرة على تطوير أدوات التكيف الإيجابي مع الأزمات الطارئة، ومواجهة التحديات"، ملفتةً إلى أن دور الملتقى يكمن في العمل على تعزيز هذا الصمود، وتحقيق السيادة الغذائية، "حتى تنجح الريادية في تأمين غذاء أسرتها، لا سيما أنها قادرة على الإنتاج، وتحقيق الربح".

عمل الملتقى منذ تأسيسه على عدة مبادرات، كلها تصب في مصلحة الرياديات، وأهمها مبادرة التسويق التضامني. تشرح أبو جياب: "يواجه المنتج المحلي عدة تحديات رغم جودته، مثل منافسة المستورد، وغلاء المواد الخام، وضعف القوة الشرائية، وفي كثير من الأوقات عدم القدرة على إدخال الأجهزة والمعدات المطلوبة لتطوير المشروع بسبب الحصار"، ومن هنا "يأتي دور الملتقى في شراء المنتجات الريادية بسعر عادل، وذلك بعد فحص المنتجات والتأكد من جودتها بالتعاون مع وزارتي الزراعة والاقتصاد ، ومن ثم منحها لنساء أخريات مهمشات من خلال الجمعيات الأهلية في قطاع غزة.

وترى أبو جياب أن هذه الآلية -التي تتم اليوم في نطاق ضيق- تضمن الشراء من كل ريادية بما قيمته 300 دولار، "لكنها تمنح الريادية القدرة على الاستمرارية في ظل الأزمات الممتدة التي يعاني منها قطاع غزة" تستدرك.

يطمح المنتدى إلى أن تتحول هذه المبادرة إلى برنامج مستمر، يكون قادرًا على تقديم هذه الخدمة طوال الوقت للرياديات، بما يضمن تطور مشاريعهن، بالإضافة لاستيعاب رياديات جدد.

وفيما يتعلق بمبادرة "بطاقة البيان سر الأمان"، تؤكد أبو جياب أهمية البطاقة للمشاريع الريادية الصغيرة، باعتبارها هوية للمنتج وترخيص يمنح قوة للمنتج، ويمنح المشروع علامةً تجارية، لا سيما وأن غالبية المشاريع الريادية بحاجة لدعم قانوني للاستمرار في الإنتاج والقدرة على المنافسة.

وتلفت إلى أن بطاقة البيان، تعني أن وزارة الاقتصاد أصبحت تعترف بالرياديات ومشاريعهنَّ الصغيرة، ولم تعد البطاقة حكرًا على المشاريع الكبيرة.

حتى اليوم تمكن الملتقى من تسهيل اعتماد  60 بطاقة بيان لـ 60 منتج محلي، وينتظر في نهاية فبراير اعتماد 60 بطاقة أخرى، كما حصل على عدة استثناءات تتعلق برسوم بطاقة البيان، والعلامة التجارية،  والترخيص بعد عدة جلسات حوار سياسات مع وزارة الاقتصاد الوطني.