غزة.. أضِف لقائمة الكوابيس "زلزال"
تاريخ النشر : 2023-02-14 11:19

قطاع غزة:

منذ وقوع الزلزال المدمر في الجنوب التركي وشمالي سوريا، لا تعرف منال سبيلًا للنوم! تتأمل جدران منزلها المتهالك، فيُخيَّل إليها أنه سيسقط على رأسها. "فما بالنا لو حدث زلزال؟ يا إليهي ستسقط غزة كلها على رؤوسنا" تقول. 

مشاهد الزلزال المدمر كانت صادمة. كيف تحوّلت مدن بأكملها إلى ساحة من الخراب؟ آلاف الضحايا يناجون السماء لإنقاذهم من تحت ركام منازلهم، وأي قدرات هذه التي يمكنها التغلب على الكارثة؟ عيونٌ تحدّق بالشاشات، ومقاطع فيديو "مرعبة" تلاحق الجماهير حتى في كوابيسهم!

تخبرنا منال وادي: "لا تمر علينا الكارثة بهوان، بل إن المصاب جلل، ضرب قلوبنا جميعًا. حط الرعب في قلبي وأنا التي خفت مرارًا من انهيار المنزل نتيجة قصفٍ ما، لكنني أعيش اليوم هوسًا مضاعفًا".

في العدوان الإسرائيلي على القطاع، تدرّب الناس بشكل تلقائي على إخلاء المنزل في خمس دقائق عند أي صاروخٍ قريبٍ يقع بالقرب منهم، لكنهم لم يتلقوا أي تدريبات على الإخلاء في دقيقة، "هل سنأخذ شنطة الحرب معنا؟ أم حتى هذه سنتركها؟" كان هذا حديث هاتفي في سيارة أجرة أجراه السائق، عقّب عليه الركاب فور انتهائه.

"يا زلمة بننام وبنصحى واحنا نفكر بالزلزال صرنا"، قال أحدهم، لترد مسنةً بسخرية: "لم نمُت بالحرب، بدنا نموت بالزلزال؟!"، مضيفة: "لو حدث زلزال في فلسطين سنموت مرة واحدة، معظم منازلنا بنيت في القدم وتصدعت بسبب القصف والصواريخ التي سقطت على غزة".

عاد السائق ليستلم زمام الحديث، فأكمل: "لم أعد قادرًا على السيطرة على خوف أبنائي الذين يرقبون أي صوت صراخ بالخارج. يهرعون بالقول: إنه زلزال، بينما في السابق كانوا يصرخون: "قامت الحرب!". 

من ناحية ثانية، في محاولات إبعادهم عن التلفاز ومشاهد الزلزال، يكتشف أنهم يتابعون المقاطع التي تلتقط للضحايا وعمليات الإنقاذ عبر شاشة الهواتف، يتبادلونها عبر مواقع التواصل، ويبحثون على "غوغل" عن كيفية حدوث الزلازل، ونصائح تجنب خطرها!

ومن الجدير ذكره، أن فلسطين تعرضت سابقًا لعددٍ من الزلازل، كان أبرزها: "زلزال الكرمل"، الذي وقع في العام 1759م، ونتج عنه تسوماني بالساحل الفلسطيني الشمالي، وأدى لإلحاق أضرار بعدة مدن، ودمر قرى بشكل كامل.

فيما وقع زلزال صفد عام 1837م، وراح ضحيته قرابة الـ5000 ضحية، وأدى لتدمير مناطق واسعة، وزلزال نابلس عام 1927م، ووقع يوم 11 يوليو، وبلغت شدته 6.2 على مقياس ريختر، وتسبب بمقتل 192 شخصًا، وإصابة نحو 920.

وتتعرض فلسطين منذ عام 2004م لهزات أرضية متتالية، وهو ما يزيد احتمالية تعرض المنطقة إلى زلزال كبير بأي وقت، ومن المتوقع ألا تزيد قوة الزلازل في المنطقة الفلسطينية على 7 درجات بمقياس ريختر، بحسب مجلة "آفاق البيئة والتنمية".

بدوره، ينصح مدير المركز الوطني لهندسة الأرض والزلازل بجامعة النجاح جلال الدبيك، بالاهتمام بنوعية بناء المباني الجديدة، لأن "الزلزال لا يقتل وإنما البناء"، كما يوصي بأهمية التخطيط الجيد للأراضي والتوزيع العمراني بشكل مناسب.