قتل صاحب الأهداف المميزة.. أحمد دراغمة شهيداً
تاريخ النشر : 2022-12-24 22:09

نابلس:

تتكرر حكايا الموت في هذه البلاد، يتفاقم الشعور بالخوف يومياً من الفقد دون أدنى فرصة للراحة، تصرخ الأمهات ويرثي الآباء فلذات أكبادهم في جنازات مهيبة، جنازة كان آخرها "الهداف ابن فلسطين" أحمد دراغمة.

أحمد وهو لاعب كرة قدم عاش في طوباس وهداف فريق ثقافي طولكرم، استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مدينة نابلس، لتأمين اقتحام المستوطنين مقام يوسف، عقب اندلاع مواجهات عنيفة وإطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز، والرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، في الثاني والعشرين من ديسمبر للعام 2022.

"قتل صاحب الأهداف المميزة"، تحت هذه العبارة لم يكف الفلسطينيون عن نشر مقاطع ترصد أهداف أحمد خلال مباريات كرة القدم، كان نجماً بعيونهم، وبطلاً سيمثل فلسطين لو لم يغتله الاحتلال! 

سوف لن يلعب بعد اليوم، ولن يحرز أهدافاً في أي من الشباك، سوف يفتقده اللاعبين وخصومه، كما منزله الذي باتت جدرانه باردة على أفراد أسرته، الفقد قتّال! هذه حقيقة قالتها أمه المكلومة، أم لم تنتظر يوماً أن يختبر صبرها بقتل أحمد الذي توّحد حلمها مع حلمه بأن يصبح هدّاف فلسطين ويعرفه العالم بالخارج هكذا، يعرفه حياً وليس ميتاً برصاص الاحتلال.

واغتيال اللاعب أحمد دراغمة يأتي بعد أيام على انتهاء مباريات كأس العالم الذي أقيم في قطر، "على عينك يا تاجر" فعلتها إسرائيل – هكذا يقول ناشطون -، معتبرين أن ما جرى وكأنه تحد لكل من نشط بإبراز القضية الفلسطينية خلال المونديال. 

تقول الصحفية شذا حنايشة عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك إنه "في الوقت الذي يحتفل العالم فيه بنجم كأس العالم، قتل الاحتلال نجم فريق فلسطيني وهدّافه، قتل شاب مثل الوردة، قتل عيون أب فلسطيني وقلب أم فلسطينية".

وتضيف "بتسألوا ليش ما في فريق كرة قدم فلسطيني بوصل العالمية؟ لأنه ما بنلحق لأنه الاحتلال بقتلهم قبل ما يوصلوا، شو هالوجع الي عايشين فيه؟".

فيما نشر الناشط عدي ياسين: "هذا لأننا نحن من عليه دفع الثمن، نحن من عليه أن يموت، أن تسلب أحلامنا منا، أن نمنع من الحلم، أن نفنى، هذا ما يريدونه منا، لا يريدون بشراً يهنئون بديارهم وأرضهم، لا يريدون ذلك بل يسعون لجعلنا عبيداً عندهم، نعمل لبناء دولتهم المزعومة تحت شروطهم، بلا انسانية أو كرامة".

ويتابع "أما حلم أحمد، وكأس فلسطين الذي كان يريد أن يظفر به، والفوز بالمباريات، وتسجيل الأهداف، وإسعاد الناس، فلا يريدونه وترجموا رغبتهم هذه بقتل الحلم، فقتلوا أحمد، انتهت أحلام أحمد كما انتهت من قبله أحلام سعيد عودة ومحمد أبو هشهش ومحمد غنيم وأيمن الكرد وجمال غانم والعشرات غيرهم، ولكن ستبقى أحلام أبناء الشعب الفلسطيني تناطح عنان السماء، فلن نهزم ولو طال الزمان، وإن مصيرهم الزوال ولا يخلف الله وعده".

وكان قد أصيب عدد من الشبان بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط في اليد والرأس، إضافة الى 19 حالة اختناق بالغاز، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدينة نابلس لتأمين اقتحامات المستوطنين.

ومن الجدير بالذكر أنه باستشهاد الشاب دراغمة يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 224 شهيداً، بينهم 53 في قطاع غزة، بحسب وكالة وفا.