ذوو الإعاقة ليسوا بخير.. ورود "فُصلت" ومحمد "غير لائق"
تاريخ النشر : 2022-12-04 11:05

 أن تكون من ذوي الإعاقة؟؟ يعني أن تعاني منذ اليوم الأول لأي احتكاك بالمجتمع، الذي لا يقدر جهودك ولا يضع نفسه مكانك، يعني أنك في كل حركة وموقف، تبذل مجهود مضاعف، تناضل وتقاوم لتثبت أنك قادر على أن تكون منتج وبناء، لكنك بحاجة بعد كل ما بذلت من مجهود وواجهت من مصاعب لفرصة، فرصة هي حق طبيعي كفله القانون، لكن لائحة قانونية أقرت في قطاع غزة قبل ما يقارب عام جاءت لتنسف وتقوض كل محاولاتك لأن تكون إنسان طبيعي، كامل متكامل، لا ينقصك شيء" يقول محمد الفقعاوي.

يضيف بأسى :" في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة  يحتفل الجميع بشعارات براقة نحو حقوقنا وقدراتنا لكن الحقيقة أن حقوقنا منتهكة ففي الوقت الذي لم ألقي بالاً في أي يوم من الأيام للإعاقة التي ولدت بها، وكنت راضٍ ومتعايش معها، وكانت دافع لأن أناضل وأجتهد متجاهلاً كل الضغوط المجتمعية، وفي اليوم الذي ظننت أنني سأبدأ مشواري في تحقيق الذات وتقدمت للوظيفة الحكومية ( كمساعد محاسب مالي، واجتزت الامتحان جاءني الرد الذي زلزل كياني،و دمر كل سنوات عمري الماضية ووضعني للمرة الأولى أمام إعاقتي فأنا في نظرهم لدي نسبة إعاقة تعيق أداء المهام الوظيفية لوظيفة مساعد محاسب مالي)!!.

لا يعرف محمد ماذا يفعل، وكيف يمكنه الحصول على حقه في التوظيف كأي خريج جامعي، سيما وأنه اجتاز الامتحان، ويتساءل، هل وضعت اللوائح لتقييد وصول ذوي الإعاقة للوظيفة؟؟

وأقرت لجنة متابعة العمل الحكومي لائحة تفسيرية لقانون توظيف ذوي الإعاقة، تحمل رقم 2 /111 لسنة 2020، فيما يخص تحديد الإجراءات الخاصة بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في الوظيفة الحكومية، وغير الحكومية، بهدف تنظيم الإجراءات الخاصة بتوظيف ذوي الإعاقة، وضمان مشاركتهم في الوظيفة العمومية، وهو ما يراه محمد وكثيرون أمثاله ممن خاضوا تجربة التقدم لوظيفة حكومية مجرد ذر للتراب في العيون.

 تفاصيل هذه اللائحة في تقرير سابق لشبكة نوى

هذا عن محمد الذي اجتاز خلال سنوات عمره الكثير والكثير من الاختبارات وقابلته الكثير من العثرات، تمكن من عبورها بقوة الإرادة إلى أن جاءته الضربة القاضية!!

أما ورود تلك الطفلة التي لها من اسمها نصيب، فهي كما الوردة، جميلة، مرحة، كل ما هنالك أن لديها إعاقة حركية بنسبة 1% كما تقول والدتها، وما أن خطت بأقدامها خارج المنزل نحو أولى المؤسسات التعليمية التي تهيئ الطفل للمدرسة حتى أتتها الصفعة بكل قسوة ودون أدنى رحمة بطفولتها البريئة.

إذ اكتشفت والدتها بمحض الصدفة أن مدرسة الروضة تجلسها خلف الباب بجانب سلة القمامة!!

وفي التفاصيل تقول الوالدة لـ نوى:" بعد أيام من انتظام ورود في روضة كانت تتمنى أن تنضم لها برفقة شقيقها، بدأت الطفلة تستيقظ في منتصف الليل وترجوني ألا تذهب إلى الروضة، شعرت أن في الأمر شيء سيما وأنها كررت الرجاء على عدة أيام متتالية، وكانت تبكي كثيراً قبل أن تذهب إلى الروضة".

تضيف:" لكنني لم أكن أتخيل أو يأتي في خاطري أن تكون مدرستها بهذه القسوة والبعد عن الإنسانية، فقد ذهبت إلى الروضة وتوجهت نحو الفصل وهناك قبل أن أدخل بدأت أبحث بعيوني عن ورود حتى ألوح لها من بعيد، لكنني لم أراها بين الأطفال، دخلت الفصل ونظرت خلف الباب وكانت الصدمة أن ورود تجلس بجانب سلة القمامة".

تتابع بغضب:" حاولت المدرسة أن تبرر لي الأمر بحجج واهية، أما مديرة الروضة فقررت فصل ورود بحجة أن الروضة لا تستطيع التعامل مع حالتها".

تزيد:" طفلتي ذكية ولا تنقص إعاقتها الحركية البسيطة من عقلها شيء، هم حتى لم يعتذروا لطفلتي التي كسرو خاطرها، ولم يعبأوا بتأثير الأمر عليها

وقد خرجت ورود في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تروي ما حدث معها، وتنهي حديثها بكلمة " من حقي أن أتعلم" وبالفعل من حق ورود أن تتعلم ومن حقها أن تكون فعالة في المجتمع، دون أي إقصاء بقصد أو بدون قصد.

ما حدث مع  ورود ومحمد وآخرون لم تصلنا حكاياتهم، يؤكد أن ذوي  الإعاقة ليسوا بخير في قطاع غزة.