قضية الطبيب محاجنة.. عنصرية الاحتلال في أبشع صورة
تاريخ النشر : 2022-11-29 17:22

أم الفحم :

 ماذا يعني أن تقدم قطعة حلوى لطفل مريض؟ سيكون هذا موقف إنساني حتمًا في أي مكان في العالم خاصة إن فعلها طبيب، لكن في دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت النتيجة، فصل الطبيب من عمله!

هذا ما حدث مع الطبيب الفلسطيني أحمد محاجنة أخصائي القلب والرئة والذي يعمل في مستشفى هداسا عين كارم في الداخل المحتل، وذلك بعد شهر من إيقافه عن العمل عقب هجمة إعلامية طالته وعائلته، بعد أن قدّم حلوى للطفل الأسير محمد أبو قطيش والذي يرقد في المستشفى إثر إصابته أثناء اعتقال قوات الاحتلال له.

في التفاصيل يقول الطبيب محاجنة:" "ما حدث معي أثناء جلسة الاستماع، هجمة عنصرية بامتياز، الهدف منها فصلي من المستشفى بغض النظر عن تفاصيل ما حدث مع الأسير الطفل محمد، وجهوا لي أسئلة لا علاقة لها بالموضوع وتمركزت حول عمل والدي وشقيقي كمحاميين يدافعان عن الأسرى في سجون الاحتلال، كما نعتوني بالمخرب موزع الكنافة والإرهابي".

وفي تفاصيل قضية "الحلوى" قال الطبيب محاجنة:" كان لدينا احتفال بمناسبة نجاح بعض الزملاء في المرحلة الأولى من التخصص، وتبقّى بعض الحلوى، وارتأينا أن يتم توزيعها على المرضى في القسم وكانوا أربعة من بينهم الأسير الطفل".

وتابع:" حينما قدمت عاملة النظافة الحلوى للطفل الأسير كنت في جولة طبيعية داخل الغرفة، وسألته عن حاله من ناحية طبية، وفي تلك الأثناء جاءني شرطي من المتواجدين في الغرفة وطلب مني بشكل فج ووقح رقم هويتي، الذي كان واضحًا في البطاقة التي أضعها على صدري، وبعد قليل من الوقت وأثناء عملي على جهاز الحاسوب بدأ بالتقاط صور لي، وأُبلغت فيما بعد بوقفي عن العمل لأبلغ أمس الأول بقرار فصل نهائي من العمل في المستشفى".

وتابع الطبيب محاجنة:" تمحور التحقيق حول من أول من قدم الحلوى للطفل، وكانوا مصممين أنني أنا من قمت بإدخال الحلوى للطفل، عدا عن أنهم اتهموني بأنني قلت عنه شهيد، علماً أن هذا المصطلح نطلقه على الأموات وليس الأحياء".

ما كان لافتاً والحديث لمحاجنة أن العديد من الأسئلة التي وجهت له تركزت على عمل والده وشقيقه كمحامين مدافعين عن الأسرى في سجون الاحتلال، ولفت الطبيب محاجنة أن هجمة عنصرية في المستشفى شنت عليه منذ أن عرفوا بأن والده وشقيقه يدافعان عن الأسرى أمام المحاكم الاحتلالية.

وقال:" الإعلام الإسرائيلي اتهمني بأنني التقطت صورة سلفي مع الأسير، بينما علقت إحدى الممرضات في مجموعة تابعة للمستشفى خسارة ما كنت أعرف أن أحمد مخرب)، هذه الهجمة العنصرية كانت للوصول لقرار بفصلي من العمل".

 وذكر محاجنة أن مدير المستشفى أثناء جلسة الاستماع وحينما كان المحامي يخبره بأن من واجب الطبيب أن يتعامل بعاطفة معينة مع المرضى في بعض الأوقات، كأن يساعد المريض إن كان بحاجة لمساعدة، أو يقدم له الطعام لو كان جائعًا كان رده أن هذا ينطبق على كل المرضى باستثناء الأسرى.

واقع رآه محاجنة أمر مستهجن ومرفوض فجميع المرضى سواءٌ وفقًا للمبادئ الإنسانية، ولا فرق بين مريض وآخر وهو المبدأ الذي تم تقديم الحلوى بناء عليه لجميع من كانوا في القسم بمن فيهم الطفل الأسير، الذي كان مكبلًا بالأغلال ومصاب في الصدر، وأكد محاجنة أنه في حال لم تصل نقابة الأطباء لاتفاق مع المستشفى فإن المحكمة هي الفيصل في قرار الفصل الذي تم بعنصرية مطلقة.

يذكر أن قضية تقديم الحلوى وقعت، بعد أربعة أيام من حادثة إطلاق النار التي تعرض لها الطفل الأسير في السادس والعشرين من الشهر المنصرم، وتعرض خلال هذه الفترة الطبيب محاجنة لحملة عنصرية شرسة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية واليمين الإسرائيلي ما أدى لاتخاذ قرار تعسفي عنصري بفصله من العمل.

وكانت إدارة مستشفى هداسا الإسرائيلي بالقدس قررت وبشكل نهائي فصل الدكتور أحمد محاجنة من مدينة أم الفحم بدعوى تقديمه الحلوى للطفل المصاب أحمد أبو قطيش أثناء وجوده بالمستشفى قبل عدة أسابيع، الذي تتهمه سلطات الاحتلال "بتنفيذ عملية "طعن" بمدينة القدس في أكتوبر الماضي.

واستنكرت رابطة الأطباء العرب في النقب في بيان لها توجّه إدارة هداسا لفصل الدكتور أحمد محاجنة دون أي حجة قانونية، حيث تنوي الإدارة فصل الطبيب بناء على الأقوال التي أنكرها جملة وتفصيلًا ولم تصدر منه".

وأشارت الرابطة أن "المتوقع من إدارة أي مستشفى حماية الأطباء خلال عملهم، وإيقاف عمل الدكتور محاجنة من قبل إدارة مستشفى هداسا حتى قبل سماع أقواله والاعتماد على أقوال من قام بتشويش عمله في القسم هو أمر مستهجن وغير مقبول. عمل الطبيب هو عمل أنساني، مهني لا يفرق بين أي مريض".