عقدان في الملاعب لم يشفعا لـ"نيللي" بمونديال قطر!
تاريخ النشر : 2022-11-20 12:09

غزة:

منذ بداية عملها في الإعلام الرياضي قبل 22 عامًا، كانت الإعلامية الرياضية الفلسطينية نيللي المصري تحلم بفرصة تغطية كأس العالم، "لكن لما اقتربت اللقمة من الفم، انفقع بالون الحلم، وتبخّر الأمل" تقول بأسف لـ"نوى".

هي فرصةٌ انتظرَتها لسنوات بفارغ الصبر، رسمت خلالها سيناريوهات عظيمة لتغطية مميزة، حتى وصل بها الأمر إلى تحديد زوايا التقارير التي تودُّ تسليط الضوء عليها، بما يهم المتابعين الفلسطينيين والعرب، "ولما جاءت الفرصة، ذهبت أحلامي في مهب الريح" تضيف.

نيللي المصري هي أول إعلامية رياضية في قطاع غزة، وأول من دخل الملاعب من الإناث. صاحبة خبرةٍ كبيرة في المجال الرياضي انطلاقًا من نشأتها في بيتٍ يهتم بالأنشطة والألعاب الرياضية المختلفة، فوالدها هو الكابتن إسماعيل المصري لاعب كرة القدم المرموق منذ ستينيات القرن الماضي، ومدرب نادي غزة الرياضي، أحد أعرق الأندية الفلسطينية حاليًا، ناهيكم عن حصولها شخصيًا على العديد من الجوائز في المجال.

ولتفاصيل أكثر، فقد توجه عدد من الإعلاميين الرياضيين من قطاع غزة، مؤخرًا إلى قطر، لتغطية المونديال الذي يقام لأول مرة في دولة عربية، وبعيدًا عن المتطوعين الذين أجريت لهم اختبارات وسافروا، فإن الوفد الإعلامي خلا من مشاركة الصحافيات، فما بالنا ونحن نتحدث عن صحفية تمتلك عُمْرًا من الخبرة المهنية في هذا المجال؟

تشرح نيللي الوضع بقولها: "لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قناة إعلامية تفتح للتسجيل لكل الصحافيين في العالم، كل دولة على حِدة، سجلت بحكم عضويتي في الموقع الإعلامي، لكن لم يصلني أي رد لا بالقبول، ولا بالرفض. كان الاتحاد قد أرسل كود لكل اتحاد رياضي ولم أعلم به، من جهة ثانية، كانت قطر أعلنت عن رابط لم يصلني أصلًا".

خرج صحافيون رياضيون من الضفة الغربية، وآخرون من قطاع غزة، ونيللي الإعلامية الأنثى التي تعدّ الأقدم بينهم، لم يعرها أحد أي اهتمام، ورغم الندبة التي تركها هذا التجاهل في قلبها، إلا أنها حاولت تجاهل الأمر.

ما أعاد القضية إلى الواجهة، كان عدة منشورات، تبنّاها صحافيون وصحافيات، تساءلوا بشكل عفوي عن تجاهل "صحافية بارزة مثلها" من بين الوفود، في الوقت الذي أشاروا فيه إلى وجود آخرين لا يعرفهم أحد، أو ربما لم يمضوا من الوقت في تغطية الأحداث الرياضية ربع ما أمضته هي.

تعقّب نيللي: "فوجئت بالمنشورات التي تتساءل حول عدم مشاركتي، ووجدت متعاطفين جعلوني أشعر أن ثمة من يقدّر الجهود. بالنسبة لي أرى أن اتحاد الإعلام الرياضي يفترض أن يعطي حصصًا متساوية بين الضفة والقطاع، لكن هذه هي تبعات الانقسام. نحن من نذوق ويلاته، ونلوك ظلمه".

نيللي التي بات التواجد في الملاعب، ومراجعة أهداف اللاعبين، وضربات الجزاء، وقرارات الحكّام، وحتى ردود أفعال الجمهور، جزءًا من حياتها. أرادت هذه المرة أن تشارك في تغطيةٍ عالمية، تُسهم في إحداث نقلة نوعية في أسلوب تغطيتها، وحتى المتابعة المباشرة لمنتخبات تلعب بتكتيكات مختلفة، ومدربين على مستوى مختلف، وحكّام من كل القارات.

تزيد: "التغطية بمنظور جندري دومًا مختلفة، التغطية هناك لا تتوقف على نقل نتائج المباريات فهذا أمر تعلنه شاشات الفضائيات، ويتابعه الجمهور مباشرةً على الهواء. مشاركتي هناك كانت ستغيّر كثيرًا في نظرتي لطريقة لعب المباريات ومجرياتها"، مردفةً بالقول: "أيضًا كانت فرصة لي لتوسيع دائرة علاقاتي الدولية، وإضافة لذلك هناك تفاصيل مشاركة السيدات كمشجعات من كل دول العالم، عادات الشعوب، نظرة الناس للشعب الفلسطيني، كلها تفاصيل كانت تهمنّي وجزء من خطط تحضّرت لها، لكنها بكل أسف لن تتم أبدًا".

ومع امتعاض المصري مما حدث، واعتقادها أن النظرة الذكورية تقف خلف عدم مشاركتها، لكنها ما زالت تحلم بأن تتمكن من المشاركة في المرة القادمة من كأس العالم، إضافةً إلى فرصة قريبة لتغطية كأس العالم للسيدات في استراليا نهاية العام الجاري، وهذه المرة لديها أمل بأن يتم إنصافها للذهاب والمشاركة.

بكل ما أوتِيَت نيللي من قوة اعتادتها على مدار أعوام، ستعمل على متابعة مجريات مباريات كأس العالم، وتغطية متابعة المجتمع الفلسطيني له، خاصةً وأن كأس العالم ليس حدثًا رياضيًا فحسب؛ بل هو مناسبة اجتماعية أيضًا تعكس واقع كل مجتمع، وهي ستعمل على نقل واقع المجتمع الفلسطيني.