في قطاع غزة.. حتى "الحمير" محاصرة!
تاريخ النشر : 2022-10-20 13:00

قطاع غزة:

تبدو الحجة سخيفة، أن تمنع إسرائيل توريد "الحمير" إلى قطاع غزة بذريعة "تعذيبها"، "إسرائيل" ذاتها التي تحبس أكثر من مليوني إنسان في سجن ضيّق لا تتجاوز مساحته 365 كيلو مترا؛ تحاصرهم منذ 16 عاماً، حصار تسلل إلى قلوبهم فأكل نبضات قلوب المئات منهم حتى توقفت عن الحياة، بهدف واضح: "التعذيب وممارسة القتل البطيء".

جاء الآن دور الحمير في الحصار، يقول المزارع حسن علي الذي يدور منذ أشهر لشراء حمار بسعر جيد لاستخدامه بالزراعة لكنه لا يجد إلا بسعر مرتفع، بعدما منعت سلطات الاحتلال توريد الحمير إلى محافظات غزة بعد تحريض مارسته منظمة إسرائيلية تعنى بحماية الحيوانات.

ويضيف "نحن المزارعون لا نستطيع الاستغناء عن هذا الحيوان في التنقل بين الأراضي ولبيع بعض المحاصيل، خاصة أنه غير مكلف"، مشيراً إلى أن الاعتناء فيه من ناحية المأكل واستئجار مكان خاص له بجوار منزله لا يكلفه مالاً بخلاف لو رغب بشراء وسيلة نقل أخرى كـ "التوكتوك".

في مزرعة تقع في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، يتحسّر صاحبها على خلوها من "الحمير" بعد منع توريد بذرائع واهية حسب وصفه، على عكس أوقات قبل المنع حيث كانت تعجّ بالزبائن لكثرة الطلب وعملية الشراء. 

يخبرنا هاني النادي من داخل مزرعته، أنه يعمل في تجارة المواشي منذ عقد ونصف، لكن فترة المنع هذه كبّدته خسائر فادحة لا تزال مستمرة، خصوصاً أنه قام بشراء 50 حماراً من الضفة الغربية لم يستطع إدخالهم حتى اليوم.

عن قصة المنع، يتحدث أن ادعاء "منظمة إسرائيلية" بأن الأشخاص في قطاع غزة يعذبون الحمير بطرق وحشية، أو يصدرونهم إلى الدول المجاورة لاستخدامهم في صناعات متعددة مثل مستحضرات التجميل، هو السبب الذي تذرع به الاحتلال برغم تأكيده أن هذا لا يحدث، وأن مزارعي القطاع بحاجة شديدة للحمير لاستخداماتها التي تسهل عملهم وتوفر عليهم مالاً ينفقونه بوسائل أخرى في عملية النقل والتنقل.

 ومنذ بداية العام الجاري، يفيد النادي بأنه استورد أكثر من 500 حمار، في حين بلغ مجموع ما استورده العام الماضي 700 حمار، مؤكداً أن نسبة كبيرة من الأشخاص يعتمدون بشكل كامل على الحمير في استخداماتهم اليومية المختلفة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية بقطاع غزة.

ويتابع النادي أنه مع الحصار الذي فرض على مزرعته في استوراد هذا الصنف من الحيوانات، أصبح عاطلاً عن العمل وانقطع عن الدخل عن أسرته المكونة من 9 أفراد، في أحلك ظروف يعيشها السكان هنا للسبب ذاته، الحصار الإسرائيلي المستمر.

ووصل سعر الحمار منذ منع توريده إلى القطاع، إلى أكثر من 2000 شيكل بعدما كان يبلغ 700 شيكل، "وكأن هذا ما ينقصنا" يضرب النادي بيديه ويختم.