رفيقان قتلهما الاحتلال في رام الله
تاريخ النشر : 2022-10-03 14:31

الضفة الغربية:

"نوارة عيني، أخذوا نور عيوني" كلمات تدمي القلوب تفوّهت بها أم خالد دباس (عنبر)، الذي قضى برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الإثنين في مخيم الجلزون برام الله. 

أخذت تبكي. تحاول استيعاب صدمتها بفقدان نجلها من دون جدوى، على الحزن أن يأخذ حقّه. فالفقد قصّة مرعبة تعيشها الأمهات في فلسطين المحتلة، ليست سهلة كما قالت أم باسل بصبوص الذي استشهد مع خالد في الوقت ذاته، لكنّها تقول "ابني ليس الأول ولا الأخير. كل شهداء فلسطين هم أبنائنا".

وتضيف "تلقيت خبر استشهاد باسل بصدر رحب" ربّما ليس من باب القوة، بل من باب الاعتياد على الأسى غير الطبيعي هنا، فلا الاحتلال طبيعي ولا إجرامه طبيعي. إنه أمر قبيح، أن تنتزع روح ابنها برصاصات مباشرة خلال تصديه لاقتحام بلدته، وأن يعيش ابنها الآخر في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عشر سنوات مستمرة.

خالد "البسّام" كما بدا بصور تداولها الناشطون عبر مواقع التواصل، حبيب أمّه وكل فلسطين. كذلك رفيقه في الموت باسل ابن المخيّم البار، الحنون، راح الحنون. كان طيّب القلب وصاحب قلوب أمه وشقيقاته – وفق وصفه والدته -.

تقول أم خالد إن آخر حديث دار بينهما كان حول الزواج، كانت تدعمه وتخبره كم تحلم بأن تراه عريساً، خرج عند منتصف الليل مع باسل، آخر رسالة بعثها لأمه أن تنام وعند عودته سوف يتصل بها لتفتح له باب المنزل. لكنه راح من دون عودة. راح مع صديقه ورفيق دربه باسل إلى مثواهما الأخير – تزيد -.

وفي التفاصيل، أكد مسؤول مركز الجلزون الإعلامي مهدي حمدان في تصريحات صحفية لـ"العربي الجديد"، أن دوريات من جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تنصب كميناً في منطقة ضاحية "التربية والتعليم" في المخيم، وكان الشبان الثلاثة في مركبتهم، يمرون من المكان، فأطلق جنود الاحتلال عشرات الرصاصات باتجاههم، حينها استيقظ الأهالي على صوت الرصاص، ولم تُعرف الأسباب بعد.

وأشار حمدان إلى أن الشبان تركوا ينزفون نحو 45 دقيقة، ثم اقتحمت دوريات الاحتلال المنطقة واعتقلت الشبان وهم مصابون، ليعلن عن استشهاد اثنين منهم بعد ذلك، واحتجاز جثمانيهما، وتم خلال الاقتحام سحب مركبة أولئك الشبان ومصادرتها.

وكانت مصادر أفادت باعتقال ثلاثة شبان من مخيم الجلزون بعد إطلاق النار على مركبة يستقلونها، قبل أن يعلن جيش الاحتلال استشهاد اثنين منهم لا يزال يحتجز جثمانيهما وإصابة الثالث بجروح خطيرة.