عهدٌ تحت سماء "البقعة": "أرضي حتى آخر نفَس"
تاريخ النشر : 2022-09-24 17:57
صورة تعبيرية

الخليل:

في صدر منطقة "البقعة" شرقي الخليل، يقف المواطن عارف جابر كل صباحٍ، ليُشهد السماء أنه راضٍ عن نفسه، وما يقدمه "فداءً" للوطن هناك منذ ما يقارب 20 سنة.

هناك تقع أرضه الممتدة على مساحة (25 دونمًا)، حيث لا زرع يكتمل نضجه بسبب اعتداءات المستوطنين المستمرة، "وكلما هممتُ باستصلاحها، تلوح جموعهم لتقتلع وتخرب وتدمّر كل شيءٍ خلسةً عن عيون الصباح" يقول.

"البقعة" تعدٌّ الماعون الغذائي الرئيسي لأهل الخليل، وهي في نفس الوقت شوكة في حلق المستوطنتين القريبتين (كريات أربع) و(جفعات هرسينا)، اللتَان حاولتا كثيرًا التمدد على حسابها، وحساب أراضيها منذ زمنٍ بعيد.

وفقًا لجابر، فإنه أزال من أرضه نحو 30 بؤرة استيطانية منذ العام 2000م، عندما وقف إلى جانبه نشطاء المقاومة الشعبية، وشبّان المنطقة، ودافعوا عن أرضه باعًا وذراعًا، وساهموا في طرد عائلات المستوطنين التي تستعد لبناء مساكنها هناك في كل مرة.

ورغم الشكاوى المتكررة التي قدمها للمحاكم الإسرائيلية، بخصوص الاعتداء على أرضه، واقتلاع مزروعاتها، وهدم سورها بشكل متكرر، والانتهاكات المستمرة بحقه من ضربٍ مبرح، وإطلاق نار، "لم يتمخض عدل القضاء الإسرائيلي الظالم إلا عن مزيدٍ من التمادي" يعلق بتهكم.

وكانت بلدية الخليل -كما يؤكد- عرضت عليه شراء الأرض مقترنةً بأرضٍ قريبة لوالدته بمساحة (18 دونمًا) من أجل إنشاء مشروع الطاقة الشمسية، "لكن حتى الآن لا خطوة عملية على الأرض" يستدرك.

وهنا، يلفت إلى أن الموافقة على البيع لم تكن سهلة، فأرضه خصبة، وإن تركها المستوطنون وشأنها فستُنتج محاصيل بجودةٍ ممتازة، لكن الانتهاكات اليومية بحقها جعلت الخيارات أمامه ضعيفة، وأقواها "البيع لبلدية المحافظة". 

يعقب: "عرض علي كثيرون شراءها، لكنني خشيت بيعها لهم لئلا يستسلموا ويتركوها لقمةً سائغة في فم الاستيطان، وقلت في نفسي: لعل بيعها لجهة رسمية، يحميها أكثر".

يطالب عارف المجتمع الدولي بالتنبه لما يحدث في الأراضي الفلسطينية، من انتهاكات استيطانية، وسرقة للأراضي التي تعب الفلسطينيون في زراعتها ورعايتها، ولا سيما القريبة من المستوطنات، "والإنصات المبني على العدل لصوت الضحايا من الفلسطينيين، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع طرفي القضية، فأراضينا لن نتركها ولو كلفنا ذلك حياتنا" يختم.