تقنيات صينية لتربية النحل في "جنين"
تاريخ النشر : 2022-06-21 11:51

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

تتنقل آثار حنايشة (27 عامًا)، بخفةٍ بين خلايا منحلها المقام على أرضٍ مزروعةٍ بالأشجار والزهور في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.

مع إشراقة شمس الصباح، ترتدي ملابس حماية "النحّال"، وتجهز احتياجات يوم العمل الشاق من الداخون، والعدة، والعتلة، وغيرها وتبدأ العمل.

تشعل الداخون بواسطة "كراتين البيض" لتكشف الخلايا من الأضعف إلى الأقوى، ومع كل حركة، أو دقيقة انتظار يلهج قلبها بدعواتٍ كثيرة بزيادة إنتاج العسل في "قطفة" يونيو/ حزيران الجاري، لا سيما وقد اتخذت كافة الاحتياطات اللازمة من أجل ضمان جودة عسلٍ أكبر هذه المرة.

عند الجني، تبدأ آثار –وهي خريجة قسم الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان بجامعة النجاح- بفحص المنتج في منحلها "مبدئيًا"، ثم تورّد منه عينة ترسلها إلى وزارة الزراعة الفلسطينية من أجل إجراء الاختبارات الخاصة، وتأكيد الجودة، ومنحها الإذن بتسويقه وبيعه، "وهذا الإجراء  يُتّبع سنويًا" تقول لـ "نوى".

وفي تفاصيل حكاية آثار مع تربية النحل، فقد بدأت  عندما تلقت تدريبًا مكثّفًا على مدار عام ونصف في جمعية مربي النحل التعاونية في مدينتها، لتنطلق بعدها بأفكار لتطوير مشروعها "مناحل الآثار"، وتسافر –بدعم الجمعية ذاتها- إلى الصين، حيث هناك تستخدم التكنلوجيا المتطورة للغاية في إنتاج العسل، وتربية النحل أيضًا.

تضيف: "وجود جمعية تستقبل العنصر النسائي وتدعمه، سهّل عليّ  عملية الاستمرار في المشروع وتطويره بما يُحقق طموحي بالحصول على مصدر دخل جيد، أستطيع من خلاله تحقيق الكفاية الاقتصادية".

ولم تكتفِ آثار ببيع العسل الخام، إذ سرعان ما ذهبت  نحو تصنيع المنتجات الخاصة بالتجميل والغذاء من العسل ، كالشمعة العسلية التي تقوم بمعالجة الحروق حتى لو كانت  من  الدرجة الثالثة،  والكريمات التي تُعالج حبوب الشباب، وكريمات أخرى تُعالج التشققات.

وهي الآن ماهرة في إنتاج نوع خاص بها من الصابون، تعتمد صناعته على شمع العسل بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى حليب الإبل مع زيت الزيتون. تعقب: "وتعدُّ من أكثر المنتجات طلبًا في السوق المحلي مقارنةً مع الطلب على الكريمات الأخرى، و ما عزّز ذلك النتائج الإيجابية التي تظهر على مستخدميها".

اليوم، تعطي آثار -الحاصلة سلسلة طويلة من الدورات في تربية النحل- دورات تدريبية  في مجالها، وتدريبات أخرى تقدمها في آلية إنتاج العسل، وإنتاج حبوب اللقاح، والعكبر، والغذاء الملكي، وتصنيع الكريمات الشمعية المختلفة.

وفيما يخص تسويق العسل ومنتجاته العلاجية والتجميلية، فقد ابتكرت آثار  أساليب حديثة، ولم تعتمد على التسويق بالصورة التقليدية التي تقتضي وضع العسل في الوعاء الزجاجي وحسب، فقدمت أفكارًا مختلفة خاصة بالتوزيعات للمواليد،  والأفراح، وحفلات التخرج، وغيرها، وهو الأمر الذي لاقي استحسان الزبائن.

وترى آثار أن المشكلة الأساسية التي تواجه النحالين في فلسطين، هي منافسة العسل الإسرائيلي للعسل الفلسطيني خاصةً من ناحية السعر. وتقول: "المواطن الذي يجهل قيمة العسل الفلسطيني الطبيعي، يتجه إلى أنواع أخرى أقل سعرًاحتى لو كانت أقل جودة، وهذا لضعف ثقافته في ما يتعلق بجودة الإنتاج المحلي".