في اليوم العالمي لسلامة الغذاء.. ماذا عن غزة؟
تاريخ النشر : 2022-06-07 22:56

بحذرٍ شديد تنتقي مها وافي الخضار التي تشتريها من السوق، وكثيرةٌ هي الأسئلة التي توجهها لصاحب المحل الذي تدخله في محاولةٍ لطمأنة نفسها حول سلامة الخضار والفواكه التي تشتريها، وما إذا كانت خالية من متبقيات المبيدات الحشرية.

قد لا يتقبل الباعة ذلك، لكنها تصر على أن من حقّها معرفة ما إذا كانت تقدم لعائلتها طعامًا يليق بآدميتهم أم لا. وحتى فيما يتعلق بمحلات الدواجن "فالأمر يستحق البحث عن الخيار الأنسب، عندما يكون مرتبطًا بصحة العائلة" تقول لـ"نوى".

وافي التي تعمل مسعفة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قابلت خلال عملها الكثير من المرضى المصابين بأمراض سرطانية، وكانت تتلمس أوجاعهم وآلامهم، في وقتٍ لا تكف فيه عن قراءة التقارير التي تؤكد ارتباط هذه الأمراض بفوضى المبيدات التي يمكن أن يستخدمها المزارعون، ناهيك عن المضادات الحيوية التي تستخدم بكثرة بين مربي الدواجن.

ويصادف السابع من يونيو/ حزيران من كل عام، اليوم العالمي لسلامة الأغذية، ويأتي احتفال هذا العام (2022م) تحت شعار: "أغذية أكثر أمانًا، لصحة أفضل".

وحول آليات الرقابة التي تتبعها وزارة الزراعة لضمان التزام المزارعين بمعايير الجودة العالمية للمنتجات الزراعية، أوضح أدهم البسيوني الناطق باسم وزارة الزراعة أن جملة من السياسات تتبعها الوزارة في هذا الخصوص، منها ما يتعلق بالسياسات التشريعية الخاصة باستيراد البذور والمبيدات الحشرية، والنظم الصحية وفق إجراءات الحجر الزراعي، وتبدأ من الحجوزات المسبقة، ومعرفة الدول التي تورد هذه المنتجات، والتأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية.

وعلى صعيد المبيدات الحشرية أكد البسيوني أن الوزارة تتبع إجراءات مشددة بمطابقتها لدليل المبيدات الفلسطيني الذي يتم تحديثه سنويًا بناءً على الدراسات العالمية، والالتزام بكل الإجراءات الصحية التي تتبعها المنظمات العالمية الزراعية.

وشدد البسيوني أن عملية استيراد المبيدات أو البذور تتم وفق إجراءات مشددة، "ففور وصولها معبر كرم أبو سالم يتم نقلها لمركز الوسم الزراعي لفحص عينات من جميع الشحنات، وبعد ظهور النتائج ومطابقتها للمواصفات، يتم إعطاء كل عبوة وسمًا، وعلامةً مائية، بمجرد وضعها على كاميرا الجوال تظهر كافة المعلومات الخاصة بها وبمحتوياتها، وبعدها يتم توزيعها على محلات التجزئة".

ولفت البسيوني إلى أن بعض المبيدات تكون مقيدة الاستخدام وأشهرها "نيم كور"، ولا تُعطى للمزارع إلا بإذنٍ من وزارة الزراعة، بعد أن يتقدم بطلب للحصول على هذا المبيد، عبر تعبئة نموذج يوضح المساحة المزروعة والكمية المطلوبة ومحاذير الاستخدام وشرط الاحتفاظ بالعبوة الفارغة لمتابعات طواقم وزارة الزراعة الميدانيين.

وأكد أن هذه النوعية من المبيدات يحظر استخدامها للمزروعات قصيرة العمر، مثل البندورة، والخيار، وخلافه، لأن مدة الأمان الخاصة بها طويلة، وقد تصل لـ 90 يومًا، "لكن يمكن استخدامها في تعقيم التربة قبل الزراعةـ، أو في المشاتل والحقول المستدامة ما بعد الحصاد، للقضاء على الديدان الثعبانية".

ونبه البسيوني إلى أن هذه المبيدات في حد ذاتها ليست خطيرة، شرط استخدامها وفق الضوابط المرفقة، وهو ما تحرص الوزارة على ضمانه من خلال تشديد إجراءات حيازته، مردفًا بالقول: "إن معظم ما نراه في الأسواق ناتج عن خلل في مواصفات الجودة، وطريقة التحزين، والعرض، وفي الحقيقة إن المزارع في غالبية الأوقات بريء من اتهامات المواطنين، إذ يتعلق الأمر بمهارات الشراء للثمرة الطازجة ذات الجودة العالية، وطريقة تخزينها السليمة من قبل ربة البيت غالبًا".

وطمأن البسيوني المواطنين بأن غالبية منتجاتنا الزراعية ذات جودة عالية منافسة، خالية من أي متبقيات للمبيدات الحشرية، مؤكداً أن ما يتم تصديره للخارج هو من ذات المزارع التي تسوق محلياً ولم يسبق أن تم إعادة صادرات زراعية بسبب متبقيات مبيدات حشرية.

ولفت البسيوني إلى أن الوزارة ومديرياتها، تعمل بشكل متواصل على توعية وإرشاد المزارعين من خلال طواقمها التي تحاول تغطية كل الحقول عبر الزيارات الميدانية وفق الإمكانيات اللوجستية، التي تحد أحياناً من إمكانية الوصول لكل المزارعين، مبينًا أن لجنة التفتيش بالوزارة تعمل بشكل مشترك مع مباحث التموين وحماية المستهلك بشكل مستمر ومتواصل في الأسواق، من أجل ضمان حماية المستهلك، وسلامة الغذاء الذي يتناوله.

وتعد سلامة الأغذية مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين، بدءًا من المزرعة ووصولًا إلى المائدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية "إن ما يقدر بنحو 600 مليون شخص -أي ما يقرب 1 من كل 10 أشخاص في العالم- يصاب بأمراض بعد تناول طعام ملوث، ويموت 420,000 كل عام لنفس السبب.

وتسبب الأطعمة غير الآمنة التي تحتوي على بكتيريا، أو فيروسات، أو طفيليات، أو مواد كيميائية ضارة أكثر من 200 مرض أقلها الإسهال، وأخطرها السرطان.