"كورونا" يقتحم "الدامون" ولا أخبار عن "منى"
تاريخ النشر : 2022-01-16 19:20

نوى | الدامون:

كان باردًا بقدر النار التي كانت تأكل قلوبهم وهم يتلقون مكالمته القصيرة تلك! ضابطٌ إسرائيليٌ يبلّغ عائلة الأسيرة الفلسطينية "منى قعدان" بإرجاء محاكمتها.. بسبب إصابتها بفايروس كورونا"!

منى، وأربع أسيرات أخريات أُصبت بالفايروس! ويجزم شقيقها طارق أن عائلات الأخريات بُلّغت بنفس الطريقة.

وبينما لم يعطِ الاحتلال أي تفاصيل حول حالة منى الصحية، تتساءل عائلتها حتى اللحظة: "كيف صحتها؟ هل ستُنقل إلى المشفى؟ هل مناعتها بحالٍ جيدة؟ هل الظروف التي تحيط بها مناسبة لشفاءٍ عاجل؟".

ومنى (50 عامًا)، هي ابنة بلدة عرّابة جنوب غرب جنين، والخامسة في الترتيب بين أخوتها. تعرض كل أشقائها للاعتقال، وتوفيت والدتها خلال احتجازها وشقيقها طارق في سجون الاحتلال عام 2011م.

واعتقل الاحتلال منى بتاريخ 12/4/2021م، بعد اعتقالها خمس مرات، في إحداها قضت ثماني سنوات خلف القضبان بذريعة نشاطها الاجتماعي والوطني، خاصة ذلك الداعم والمساند لقضايا الأسرى. وقد تم تمديد اعتقالها ليوم 13/1/2022م، حيث تقبع في سجن الدامون، لولا تأجيل المحاكمة بسبب إصابتها بـ"كورونا".

يقول طارق: "الاحتلال وحده ابتلاء، فكيف الحال في وضع الاعتقال والإصابة بكورونا معًا؟"، ويجيب بقوله: "بالتأكيد الوضع معقد، وهذا يزيد من ضغطها نفسيًا، ومن قلقنا نحن أيضًا".

تعيش عائلة منى حالةً من القلق والضغط النفسي منذ إبلاغهم بإصابة ابنتهم، ويحمل طارق ما يسمى بإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن حياتها، "لا سيما في ظل حالة الاستهتار بحياة الأسرى والأسيرات المرضى المتعمدة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

ويعود طارق إلى تاريخ اعتقالها الأخير في أبريل الماضي، إذ اقتحم عشرات الجنود منزلها، وأخضعوه لعملية تفتيش دقيقة، قبل احتجازها، واقتيادها إلى سجم "الجلمة"، "حيث تعرضت هناك للتعذيب والعزل مدة 27 يومًا انقطعت خلالها أخبارها، ولم يُسمح للمحامي بزياراتها والاطمئنان على أوضاعها" يضيف.

ومددت المحكمة العسكرية الإسرائيلية توقيف منى 7 مرات، في وقتٍ تعيش فيه عائلتها معاناةً كبيرة بسبب إصابتها بعدة أمراض، وإهمال علاجها.

من جهتها، تقول أمينة الطويل المتحدثة باسم "مركز أسرى فلسطين للدراسات": "إن أوضاع الأسيرات في سجن الدامون مقلقة للغاية، في ظل وصول فيروس كورونا إلى أقسامهن، وتسجيل إصابة 5 منهن مؤخرًا وفق تقارير صحفية".
وتضيف: "إصابة الأسيرات بالفايروس يعكس عدم الاهتمام، واللامبالاة، التي يتعامل بها الاحتلال مع الأسرى والأسيرات، خاصةً وأن العدوى تنتقل لهم عبر السجّانين، أو عبر قوات النحشون الإسرائيلية".

وتتحدث الطويل عن "افتراضية وجود إجراءات وقائية واحترازية داخل السجون، لا سيما مع تكدس أعداد الأسرى داخل الغرف"، مستدركةً بالقول: "لكن الاحتلال يتعمد إهمال حياتهم الصحية، من أجل الانتقام من الأسرى بطريقةٍ جماعية".

وتشير إلى أن الخطر الحقيقي على الأسيرات، يكمن في كون بعض الأسيرات صاحبات أمراض مزمنة، وكبيرات في السن، وبالتالي فإن إصابتهن بفايروس "كورونا" يشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، "بالإضافة إلى ما قد يسببه من انتكاسات صحية حقيقية تشبه الإعدام البطيء".

وكان اتحاد لجان المرأة، حمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة وصحة الأسيرات، في ظل تفشي فيروس كورونا.

وتمكنت المؤسسات المختصة من توثيق ومتابعة أعداد إصابات الأسرى والأسيرات بالفايروس منذ شهر نيسان من العام الماضي وحتّى اليوم، حيث وصلت إلى 409 إصابة، حيث سُجلت الإصابات الأخيرة بين صفوفهم في سجون: النقب، وعوفر، وريمون، والدامون.