ظروفٌ مُرّة في مدرسة "العودة"..المدير بلا غرفة!
تاريخ النشر : 2021-11-28 21:44

"نصف مدرسة، وفترتان دراسيتان، وإدارة تعليمية واحدة" هذا هو التوصيف الذي يجسد حال مدرسة "العودة" الثانوية للبنين في بلدة عبسان، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

هذا الحال قبلت به الهيئة التدريسية، وأولياء الأمور، وإدارة المدرسة، وأغلب ظنهم أنه "مؤقت" حتى إعادة بناء المدرسة الذي لن يستغرق وقتًا طويلًا، لكنهم –ودون استثناء- باتوا يعانون الأمرين بسببه للعام الثالث على التوالي.

تقول أم باسم مصبح، والدة أحد طلاب المدرسة لـ"نوى": "بدأت الإشكالية منذ ثلاث سنوات، مع التحذير من خطورة المباني القديمة المتهالكة على حياة الطلاب، وإقرار إزالتها على أمل أن يتم إعادة بناء الجزء المتهالك سريعًا، لكن عامًا تلى العام، ولم يحرك أحدٌ ساكنًا (..) نسمع كل فترة عن وجود ممول، ثم لا نرى بناءً".

المدرسة التي وضع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حجر أساسها في العام 1959م، بُنيَ جزءٌ إضافي عليها بعد قدوم السلطة الفلسطينية، ليُهدم قبل ثلاث سنوات المبنى القديم، ويُحشر 600 طالب في تسع غرف صفية، على فترتين دراسيتين. بينما يشترك مدير المدرسة، ونائبه، وسكرتير المدرسة، والمرشد النفسي الغرفة ذاتها، وفق ما ذكر الأستاذ حسين الغلبان نائب المدير لـ"نوى".

وأكد الغلبان، أن الإدارة اضطرت إلى تقسيم الدوام على فترتين لقلة عدد الفصول الدراسية، التي تحتاج إلى ترميمٍ أيضًا، ملفتًا إلى أن الإدارة  تضطر للدوام من الساعة السادسة صباحًا، حتى نهاية الدوام المسائي، "لأن المدرسة في الأساس فترة واحدة".

معاناة يعيش فصولها طلاب المدرسة وإدارتها، في وقت لا يوجد في ساحة المدرسة ما يمكن أن يقي الطلاب حر الصيف أو برد الشتاء، حتى أن الطابور اليومي، والإذاعة المدرسية، يتمّان على أرضٍ ترابية، "فيما يفتقر المكان لمساحةٍ مهيأة للأنشطة الطلابية".

يتابع الغلبان: "كذلك الأمر بالنسبة للمختبرات، إذ لا يوجد مختبر للحاسوب، ولا للعلوم، ولا مكتبة، وما يزيد الطيب بلة في المدرسة، أنها أرضيتها تتحول إلى وحل مع هطول الأمطار، فيما يضطر الطلبة للبقاء في صفوفهم المكتظة طوال اليوم".

وبالعودة لأم باسم مصبح، التي تبقى على توترها وخوفها طوال فترة الدوام المدرسي، خاصة في ظل جائحة كورونا وأمراض الشتاء التي تجد ضالتها في الأماكن المزدحمة، فإنها تتساءل: "هل يعقل أن ننتظر 3 سنوات  دون أن ينظر أي مسؤول لوضع 600 طالب في هذه المدرسة، التي لا تتوفر فيها الظروف الملائمة لتقديم العلم أو تلقيه؟".

وتطالب مصبح المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، بالقدوم إلى المدرسة للوقوف على معاناة الطلاب عن قرب، والعمل على الإسراع  في بناء المدرسة، لتعود فترة دراسية واحدة.

وتشكو مصبح من أن ابنها الذي يدرس في الصف العاشر، لم يعد يطيق المدرسة بعد أن أصبح دوامه مسائيًا فيها، "فهو في أغلب الأحيان يصل المنزل عند الغروب، ولا يجد الوقت لمتابعة دروسه، ناهيك عن وضع الطلاب النفسي، المرتبط بحال المدرسة، وهو الأمر الذي ينعكس على تحصيلهم الصفي" تزيد.

وتردف: "حتى أن المرشد النفسي في المدرسة، يضطر للجلوس مع الطلاب على درج المدرسة بحثًا عن توفير الخصوصية للحالات التي يقوم بمتابعتها".

المعاناة ذاتها يعايشها صلاح أبو صلاح، وهو ناشط مجتمعي، وعضو مجلس أولياء الأمور في المدرسة، مع ابنه الذي انتقل هذا العام إليها.

يقول لـ "نوى": "شعرت بالصدمة في أول زيارة للمدرسة بعد تعدد الشكاوى من قبل ابني حول افتقار المدرسة لأدنى المقومات التعليمية، هنا لا يتوفر حتى مظلة تحمي الطلاب من الحر والبرد، بعد أن كانت من أهم المدارس وأقدمها شرق خانيونس".

ويبدي أبو صلاح استهجانه من حالة اللامبالاة تجاه واقع المدرسة الذي لا يخفى على أحد، منذ هُدم الجزء المهترئ فيها عام 2019م، وعدم بنائه مرة أخرى رغم الحديث عدة مرات عن وجود تمويل للبناء!

ويطالب أبو صلاح رئيس الوزراء د.محمد اشتية ووزير التربية التعليم د.مروان عورتاني ، ووزير الاشغال د.محمد زيارة رئيس لجنة العطاءات المركزية بالحكومة بالاسراع في اعادة طرح عطاء بناء المدرسة للمزايدة من جديد

بالرجوع إلى مدير دائرة الإنشاءات في وزارة التربية والتعليم العالي، المهندس جمال عبد الباري، فقد أكد أن الوزارة طرحت مناقصة لإعادة بناء المدرسة قبل ستة أشهر، لكن الخلل كان في أوراق  المقاولين، ملفتًا إلى أن تمويل المدرسة متوفر، "وسيتم استثماره في إعادة البناء خلال ثلاثة أشهر على أبعد تقدير".