حصار قطاع غزّة.. لا دواء ولا حتى "بامبرز" للأطفال
تاريخ النشر : 2021-06-05 02:15

شبكة نوى | قطاع غزة:

حتى البامبرز مفقود؟ تساؤل يراود أمل التي أخذت تتجوّل من صيدلية إلى أخرى تبحث عنه لطفلها، تتجول في الشوارع وتتأمّل ركام المنازل التي دمرها الاحتلال في العدوان الأخير على قطاع غزة.

العدوان والحصار، عاملان أساسيان يتسببان بأن يلعن الإنسان عيشه هنا، العدوان الذي يأتي في كل مرة يقتل أرواح الناس التي قضت آمنة في منازلها، ويدمّر أرواح الناجين، أو بالأحرى من يعتقدون أنهم نجوا – تقول أمل -.

منذ أربعة أسابيع، يغلق الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري في وجه تسويق وتصدير منتجات غزّة، بالإضافة إلى منع استيراد الكثير من الأصناف.

وأغلقت إسرائيل المعبر التجاري بداية العدوان الذي شنّته على قطاع غزة، في 10 مايو/ أيار الماضي، واستمر لمدة 11 يوماً، ومؤخراً، سمحت بإدخال العديد من أصناف البضائع إلى غزة عبر "كرم أبو سالم"، لكنها تمنع تصدير البضائع الفلسطينية من خلاله.

تضيف أمل "لم أتخيل يوماً أن تحفى قدماي وأنا أبحث عن البامبرز"، وكل ما كان يدور ببالها أنها ستلجأ إلى الطرق البدائية بوضع فوط بدائية تستصلحها من بعض الملابس القديمة.

ترى الأمر مأساوي، حين تدرك أن الاحتلال يفعل كل ما بوسعه التضييق عليك من أجل أن تكره البلاد وتلعنها، وهذا ما حدث معها فعلاً حتى باتت تمشي وتردد بالشوارع "أكرهك يا غزة وأكره كل ظروفك".

في صيدليات غزّة، يمرّ الحصار ليظهر المزيد من المآسي والأوجاع، يُسمع أنين الناس بأوجاعهم الجسدية والنفسية حين يغيّب الاحتلال أصناف عديدة من الأدوية، ولماذا؟ لأنها ضريبة العيش تحت الاحتلال.

تخبرنا منال مطر وهي صيدلانية، أن "الإسبيرين" على سبيل المثال لا الحصر وهو صنف أساسي ومطلوب بشكل يومي، انقطع من الصيدليات بسبب منع الاحتلال دخوله، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل إن بدائله أيضاً ممنوعة من الدخول.

دواء "بروجيست" لتثبيت الحمل، وأنواع مختلفة من الحليب وأدوية تخص هرمونات الحليب والبامبرز أيضاً، دخلت في قائمة الأصناف التي يمنع الاحتلال توريدها إلى القطاع.

"حتى الدواء مفقود؟ ماذا نفعل الآن؟ برأيك هل يمكن أن نجد بمكان آخر أم أنه فقد بكل القطاع؟" لا تنفك الناس عن توجيه هذه الأسئلة لمنال.

تضيف "الناس منزعجة فلا بدائل لهذه الأدوية، والحصار اشتد في فترة ما بعد العدوان، في فترة يعانون فيها من نفسيات مثقلة بالهموم، هموم من ماتوا بينهم وهموم من ظلوا أحياء ينتظرون جولة جديدة من العدوان".

وتتابع أن من أكثر الفئات المتضررة هي فئة كبار السن، فهؤلاء يصعب عليهم تغيير أصناف الدواء بعد اعتيادهم على شيء معين، كذلك الأمر بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة.

الأدهى في هذه القصة، أن أسعار الدواء المتوفرة قد ارتفعت بسبب تشديد الحصار، قصة تسبب مشاكل بين الناس والصيدليات، لم تستوعب الناس ما يجري، فالناجين من العدوان لم يصدقوا، يترددون ويتجادلون حول الأسعار ثم يفرّون بخيبتي أمل، الأولى حصار الأدوية والثانية ارتفاع أسعار البدائل – إن توفرت – إنها المأساة بعينها – تختم منال -.