زنازين الاحتلال التي تقيّد صاحبة الجلالة
تاريخ النشر : 2021-05-06 18:22

غزة:

"عن أي حريات صحفية يتحدثون ويدعون، وهم يواصلون اعتقال الصحفيين على خلفية عملهم" الصحفي تتساءل والدة الأسيرة الصحفية بشرى الطويل المعتقلة إدارياً منذ ستة أشهر.

أتى صوتها قوياً رغم شدة شوقها لابنتها التي تدفع ثمن نقل صورة جرائم الاحتلال الإسرائيلي وكشف انتهاكاته بحق الفلسطينيين، تقول الأم:" ليست المرة الأولى التي تُعتقل فيها بشرى على خلفية عملها الصحفي، وهي التي اعتادت منذ نعومة أظافرها التعبير عن هموم الناس، خاصة الأسرى في سجون الاحتلال".

اعتقلت بشرى عدة مرات كان أولها عام 2011 وهي في الثامنة عشر من عمرها، لتتوالى عمليات اعتقالها فيما بعد  وفي أكثر المرات يصدر بحقها اعتقال إداري  لعدم وجود قضية ولائحة اتهام واضحة.

لم تفكر والدة بشرى ثنيها عن متابعة عملها الصحفي  رغم خوفها الشديد عليها في كل مرة تتعرض فيها للاعتقال، لكن قناعتها وإيمانها بأن ما تقوم به ابنتها رسالة سامية؛ جعلتها ترفض الانصياع لترهيب الاحتلال ومحاولاته إسكات صوت الحق باعتقال الصحافيين والصحافيات.

تدرك والدة بشرى أن الاحتلال يتعمد استهداف الصحفيين والتنكيل بهم بكافة الطرق، سواء بالاعتقال أو الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص، أو المنع من السفر، فالاحتلال يعي أن الصحفي قادر على كشف زيفهم، ما يجعلهم يحاولون كسر شوكة كل إنسان واعٍ قادر على التأثير.

لم تتمكن أسرة بشرى من زيارتها طوال فترة اعتقالها وحتى اليوم بحجة جائحة كورونا وفق ما يدعي الاحتلال، ولا تجد والدتها سوى الإذاعات المحلية وتحديداً إذاعة الأسرى لتخرج بشكل شبه يومي موجهة رسائل لابنتها في سجون الاحتلال.

 وحلقة الوصل الثانية هي الرسائل الشفوية المتبادلة بين بشرى وعائلتها من خلال المحامين الذين لم يتوقفوا عن زيارة الأسرى في سجون الاحتلال.

في كل مرة تحاول والدة بشرى بث رسائل ترفع من معنوياتها، لإيمانها بأن الحالة النفسية للأسير وقدرته على التعايش مع  ظروف الاعتقال تمكنه من تمضية  فترة الأسر بسلام وإفشال مخططات الاحتلال بكسر وهدم نفسية الأسرى

وترى والدة بشرى أنه من المهم الضغط لإلغاء الاعتقال الإداري الذي تنفرد دولة الاحتلال بتطبيقه دون العالم كله.

قبل ثلاثة أيام فقط احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، بينما سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تدّعي الديمقراطية وفي حقيقتها كيان غاصب، ما زالت تعتقل صحافيين وتصدر بحقهم أحكامًا بالسجن الإداري، تقول والدة بشرى التي توجّه رسالة لابنتها بهذه المناسبة :"كوني كما عهدتك  ثابتة على مواقفك ومبادئك التي لا تزحزحها المعاناة".

معاناة أشّد تعيشها عائلة الأسير الصحفي علاء الريماوي الذي يواصل لليوم الخامس عشر الإضراب عن الطعام، فتوجه زوجته ميمونة عفانة في اليوم العالمي لحرية الإعلام رسالة لكل المؤسسات المعنية بحرية التعبير، ونقابة الصحفيين ومؤسسات حقوق الإنسان، وهيئة شئون الأسر للتحرك السريع والضغط باتجاه الإفراج عن علاء وكافة الأسرى الصحفيين الذي يعتقلوا على خلفية عملهم الصحفي.

تقول لـ نوى عبر الهاتف:" علاء كان يمارس عمله الصحفي بكل مهنية وحرفية ولكنه وغيره من الصحفيين يمكن أن يتحولوا لمعتقلين في أي لحظة لأن الاحتلال لا يتورع عن ملاحقة الصحفيين واعتقالهم والمطلوب في هذا اليوم الضغط على إسرائيل للإفراج عن علاء وكافة الصحفيين المعتقلين ووقف ملاحقة الصحفيين وانتهاك حقهم بالتعبير.

وعن ظروف اعتقال علاء تقول :" منذ أعلن الإضراب عن الطعام تم عزله ووضعه في زنزانة لا تصلح للحياة، ويتم التنكيل به ومحاولة كسر عزيمته بشتى الطرق، فيطرقون باب زنزانته دون توقف لحرمانه من النوم، ناهيك عن تنظيم حفلات شواء  بجوار زنزانته لدفعه إلى كسر إضرابه، كما تم منعه من شرب الماء  لأكثر من 24 ساعة".

وكما والدة بشرى تدرك زوجة الأسير علاء الريماوي أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال ملاحقة الصحفيين والتنكيل بهم ثنيهم عن مواصلة  نقل الصورة الحقيقية لبشاعة الاحتلال، ودفعهم للتوقف عن أداء واجبهم الصحفي

تقول :"في اليوم العالمي لحرية الصحافة يقف علاء بالصف الأمامي يقاوم بأمعائه الخاوية،  للدفاع عن جميع الصحافيين لا عن نفسه فقط، فأي صحفي يممكن أن يكون مكان علاء في الأسر ولا ننسى أن هناك 14 أسير صحفي في سجون الاحتلال".

وتدعو الصحفيين لمواصلة رسالة الصحافة السامية مهما كان الثمن لإعلاء صوت الحق وإظهار كل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال

وتطالب الاتحاد  الدولي للصحفيين الضغط على الاحتلال وملاحقته في المحاكم الدولية، لمحاكمته على جرائمه  وإجباره على التوقف عن ملاحقة الصحفيين، لما في ذلك من انتهاك صارخ لحرية التعبير والرأي، في الوقت الذي تصادر فيه حصانة الصحفي ويواجه انتهاكات بشتى الأشكال.

ووفقاً لنقابة الصحفيين نفذت قوات الاحتلال 183 جريمة وانتهاك بحق الحالة الصحفية الفلسطينية في فلسطين، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر نيسان الماضي، من بينها 67 حالة احتجاز طواقم، ومنعها من التغطية، صاحبها 22 حالة اعتداء جسدي بالضرب والركل.

وأوضحت لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين، في تقرير لها أن من بين هذه الانتهاكات 15 حالة اختناق بالغاز السام المدمع، مع اصابة 10 من الصحفيين بشكل مباشر بالجسد، عبر استهدافهم بقنابل الغاز والصوت، مع ارتفاع واضح في حجم الاعتقالات، التي وصلت لـ14 معتقل منذ بداية العام، عدا عن 12 استدعاء للتحقيق في مراكز الاحتلال الأمنية.