رياضة ركوب الدراجات الهوائية.. حلم رانيا الذي تحقق
تاريخ النشر : 2021-04-25 13:46

غزة:

أخيرًا؛ بات بوسع النساء في قطاع غزة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية والتي كانت حكرًا على الذكور بسبب الانتقادات التي تواجهها الفتيات إذا مارسن بعض التقاليد التي هي مباحة أصلًا.

"بالفعل كان حلمي وحلم غالبية الفتيات في قطاع غزة، وحتى النساء الأكبر سناً أكاد أجزم أنهن يتمنين ممارسة هذه الرياضة التي طالما كانت حكراً على الرجال" تقول الشابة رانيا الداعور من مدينة غزة صاحبة مشروع "تنفسي بعمق" لرياضة الدرجات الهوائية.

تتابع:" لا أصدق أن ما يفصلني عن افتتاح مشروعي الخاص برياضة ركوب الدراجات الهوائية للنساء سوى انتهاء شهر رمضان المباركـــ، منذ طفولتي وأنا أتمنى تحقيق هذا الحلم، لا أنسى شعوي بالغيرة كلما شاهدت أشقائي الذكور يركبون الدراجة الهوائية وينطلقون إلى الشارع بينما لا أملك أي حق بذلك".

تضحك وهي تتذكر كيف كانت تحاول ممارسة عشقها لركوب الدراجة في شرفة المنزل التي لا تتجاوز مترين:" كنت أحاول ممارسة ركوب الدراجة مستعينة بجدار البلكونة، لم أكن أملك الخبرة التي تؤهلني لذلك، كان إحساس بالحرمان فقط لأنني لا أملك مكان يمكنني ممارسة رياضتي المحببة فيه ".

تحمل الشابة الداعور 29 عامًا شهادة البكالوريوس التعليم الأساسي، لكن عدم قدرتها على الالتحاق بسوق العمل وتفشّي البطالة التي فاقت 54% بين الخريجين والخريجات في قطاع غزة، جعلها تتجه للتدريبات الخاصة بريادة الأعمال، وهنا بدأت الفكرة تتبلور في رأسها حتى أصبحت واقعًا.

"لاقت الفكرة استحسان الجميع، ليكون مشروعي هو الفائز من بين 40 مشاركة في التدريب، كونه ريدي ويحل مشكلة موجودة، فكانت له الأولوية في الدعم والتمويل من قبل الإغاثة الكاثوليكية"، تقول رانيا.

لم يقف الأمر عند الحصول على تمويل صغير؛ فالمسألة أكبر من ذلك، لذا توجهت رانيا برسالة إلى رئيس بلدية غزة للسماح لها بافتتاح مشروعها في أحد الملاعب الرياضية بمدينة غزة، وبعد عدة لقاءات تمت الموافقة على منحها غرفة لوضع الدراجات وتغطية مدخل الملعب من أجل ضمان خصوصية النساء.

لم تحظ الداعور بأي فرصة عمل منذ تخرجها؛ لكنها تضع كل آمالها على نجاح مشروعها الذي يتيح للناس ممارسة حقوق طبيعية، ثمة مخاوف راودتها قبل البدء ولكن مع الإعلان عن المشروع حتى جاءت ردود الفعل مختلفة.

تقول: "كانت لدي مخاوف من رفض وانتقاد المجتمع لممارسة النساء رياضة ركوب الدراجات، لكن الانتقادات التي وجهت لي ولمشروعي كانت من منطلق أن هذا حق طبيعي للنساء في الشارع ولماذا يتم منحهن التنفس داخل قفص كما ورد في أحد التعليقات".

تعلّق:" في بداية الأمر استأت من هذه التعليقات التي اعتبرتها مثبطة، ففي الوقت الذي لا تملك الغالبية العظمى من النساء المقدرة على ممارسة الرياضة في الشارع، ليس عيباً أو انتقاصاً عندما نمنحها هذا الحق داخل ملعب يحقق لهن الخصوصية"

وترى الداعور أن هذا الأمر يعود للمرأة نفسها فمن ترغب بممارسة الرياضة في الشارع لن يمنعها أحد، وفي المقابل هناك آلاف النساء يتمنين ممارسة تلك الرياضة بحرية وخصوصية يحققها الملعب المغلق.

الإشكالية الكبرى التي واجهت رانيا أثناء العمل على تنفيذ المشروع؛ عدم توفر الدراجات الخاصة بالإناث في قطاع غزة، وصعوبة شرائها من خارج فلسطين، نظراً للتكلفة العالية سواء في أسعارها أو عملية شحنها، وفي محاولة للتغلب على هذه الإشكالية والحديث للداعور:" بدأت أبحث في أسواق قطاع غزة المختلفة، حتى وجدت عدد من الدراجات (مخراز)- أي مستعملة".

لم تغطِ المنحة سوى شراء عشر دراجات تبدأ بهن رانيا مشروعها، ما جعلها تضع خطة لجدولة وتقسيم الوقت لتتمكن أكبر عدد من النساء من ممارسة هذه الرياضة والتي ربما تكون لأول مرة في قطاع غزة.

وترى الداعور أن مشروعها سيكون نقطة انطلاق للكثيرات من أجل تنفيذ خطوات جريئة بممارسة رياضة ركوب الدراجات في أي مكان يخترنه وفق قناعتهن الخاصة، وتطمح أن يكون بداية لسلسلة فروع في كل محافظات قطاع غزة، لتحصل كل النساء على فرصة ممارسة رياضة الدراجات الهوائية.