سمر أبو العوف تروي حكاية غزة بالصور
تاريخ النشر : 2021-02-09 20:32

غزة - شبكة نوى :

لم تكن الصحافة الفلسطينية سمر أبو العوف تفكّر بالجوائز؛ حين سارت مسافة طويلة سيرًا على الأقدام من أجل التقاط صورة لواحدة من القصص التي اعتادت البحث عنها في شوارع وأحياء قطاع غزة، لتفوز الصورة بالجائزة الثالثة من بين 27 ألف صورة شاركت من مختلف دول العالم في مسابقة "لحظات" ناشيونال جرافيك لعام 2020.

عن قصة الصورة تخبرنا سمر أنها تتحدث عن الحلاق الفلسطيني سامح القصاص الذي استثمر فترة الإغلاق ومنع صالونات الحلاقة من العمل واستقبال الناس، بتجهيز معدات الحلاقة وبعض الكراسي في الشارع للحلاقة لأطفال منطقته والأقارب وسط إجراءات وقائية، إذ لاقى رواجاً في منطقته بسبب الإغلاق وضرورة حلاقة الشعر.

وفي الحقيقة، فهذه ليست الصورة الوحيدة لسمر التي تأهلت للفوز بل صورتين من بين 50 صورة تم اختيارهم، وبقيت الصورتان أيضًا ضمن 10 صور متبقيات للفوز النهائي وفي النهاية حصدت صورة الحلاق المرتبة الثالثة.

منذ 10 سنوات، تعمل المصوّر بمهنة الصحافة. تركض خلف القصص في الشوارع والميادين، وفي الحروب كذلك، هذه التي تصفها بأنها "تدمي قلبها" كلّما عايشتها، غير أن أكثر لحظات تؤثر بها هي لحظة توثيق الفقدان ووداع الشهداء الذين يقضون على إثر العدوانات المستمرة على قطاع غزّة.

"مسيرة ليست هيّنة، ولكلّ صورة قصة، لكل صورة حكاية تلمس قلبي وفي الحروب تحديداً، دائماً ما كانت عيني تسبق فتحة العدسة لالتقاط الصورة" تقول سمر التي حصلت على 17 جائزة خلال سنوات عملها.

وتضيف "أكثر صورة أثّرت بي حقيقة، حصدت جائزة الصليب في نهاية ٢٠٢٠، قصّة تحكي عن الأمل في جائحة كورونا، بتسليط الضوء على الممرضات في قسم العمليات، كيف يهوّنون على الحوامل في لحظات المخاض، نساء يرتعبن من إمكانية الإصابة بفايروس كورونا، ويرتعبن أكثر من فكرة إصابة أطفالهن المواليد، "ولادة في الجائحة، ممرضات يهوّن على النساء الحوامل".

وواحدة من الممرضات التي سلّطت عليها سمر عدستها كانت أم لثلاثة طفلات، وأرملة فقدت زوجها في حادث سير قبل أعوام، تسكن منطقة خزاعة الحدودية شرق خانيونس، تخاطر بنفسها من أجل ممارسة عملها. كل فترة وأخرى تجري فحوصات "كوفيد – 19" تحجر نفسها بعيداً عن بناتها ثم تعاود لقاءهن بعد التأكد من أن النتيجة سلبية – كم هو الأمر مرهق – تصف سمر.

التحديات التي تواجهها المصورات الصحافيات في قطاع غزّة كثيرة، تتحدث سمر عن بعضها وأبرزها يكمن في قلة فرص العمل، أمر يدفعها للسعي نحو العمل بأمور ليس لها علاقة بعمل الصحافة لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتها، حتى تستطيع تدبير أجرة مواصلات تساعدها على الوصول لقصة صحفية تقوم بتغطيتها.

تتابع أن "العمل بالقطعة" يرهق الصحافيين والصحافيات العاملين بنظامه، كون المقترحات التي يرسلونها للوكالات لا تقبل جميعها والوضع في القطاع صعب بالنسبة للمعيشة.

كذلك الحصار الذي يؤثر على نقص المعدات أيضاً ما يفاقم معاناة العاملين في الإعلام، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار هذه المعدات أيضاً، خاصة ان سمر أم ولديها مسؤوليات وأولويات عن شراء عدسة جديدة أو كاميرا.

أن تحلّق خارج فلسطين، أن تلتقط صوراً لقصص إنسانية من سوريا واليمن وجنوب أفريقيا ومصر، هذا ما تتمنّاه المصوّرة، وأن تحصل أيضاً على جوائز عالمية أخرى يلمع بها اسم فلسطين وقطاع غزّة الذي تغني الصور فيه عن الكتابة أحياناً، فهذه حياتنا، "نحبّ الحياة ونكافح من أجل العيش" تقول.

الصورة الفائزة