قرار بعودة التعليم الوجاهي يثير جدلاً بين أهالي الطلاب
تاريخ النشر : 2021-01-13 13:41

"لن أرسل ابنتي للمدرسة، لا أعرف ما الحكمة من عودة الطلاب للمدرسة للدوام يومين أسبوعياً لمدة شهر" تقول غدير جعفر تعليقاً على قرار وزارة التربية والتعليم العودة إلى التعليم الوجاهي، إذ يأتي القرار بعد محاولات الأم التأقلم مع التعليم الالكتروني بصعوبة وثقل، على إثر الإعلان عن دخول فايروس كورونا في مارس / آذار المنصرم إلى قطاع غزّة.

وتضيف "اليوم مع اقتراب انتهاء الفصل الدراسي تقرر الوزارة فجأة العودة للمرحلة الابتدائية، رغم أن الحالة الوبائية للجائحة لم تشهد تراجع، والإصابات والوفيات مستمرة".

وجهة النظر ذاتها يتبناها الكثير من أولياء الأمور وحتى بعض من يعملون في الهيئة التدريسية ممن عبروا عن رأيهم صراحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم: "دوام كل طالب ثمانية أيام خلال الشهر، أنهوا الفصل ربنا يهديكم".

تساءلت عبر صفحتها: "للأذكياء فقط، ما هي الحكمة من دوام الاطفال من الصف الأول إلى السادس يومين في الأسبوع في نهاية الفصل"

وعبرت أخرى وهي مدرسة وأم في ذات الوقت عن رفضها للقرار بطريقة ساخرة إذ تساءلت عبر صفحتها: "للأذكياء فقط، ما هي الحكمة من دوام الاطفال من الصف الأول إلى السادس يومين في الأسبوع في نهاية الفصل" منشورات تبعها تعليقات بامتعاض شديد ورفض للقرار ووصفه بأنه "غير مدروس".

هداية محمد وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية قررت عدم الالتزام بقرار "العودة الآمنة" الذي أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم مؤكدة أنها تتابع أطفالها من المنزل اتباعاً لقرار الوزارة السابق بالتعليم عن بعد، ومتابعة كافة الواجبات والتعيينات عبر صفحات المدرسة وهو ما يجعلها ترى عدم وجود مبرر للتعليم الوجاهي، والمخاطرة بإرسال أطفالها للمدرسة في وقت لم تنحسر فيه الجائحة، ولم يطرأ أي تغيير في مواجهة الوباء في قطاع غزة.

وكانت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، أعلنت مساء الخميس الماضي، قرار استئناف الدراسة للمرحلة الابتدائية (الصفوف من الأول إلى السادس)

من جهته، فقد صرّح مدير عام الإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم د. محمود مطر، إن قرار استئناف العملية التعليمية يخضع لقرارات مركزية تتعلق بخلية الأزمة في غزة، ووفق اجراءات وقائية وبروتوكولات تتبع لوزارة الصحة.

وذكر د. مطر خلال حديث لإذاعة محلية، أن الفصل الدراسي بدأ متأخراً، وهناك تباين بين المدارس في الجزء المقطوع من المحتوي الدراسي.

ولفت أن الوزارة أعدت مادة تعليمية مركزة من الكتاب المدرسي وبطاقات التعليم الذاتي لتوجيه أنظار المعلمين نحو هذه المهارات وتدريسها خلال الفترة المقبلة".

وتابع: "بدأنا بعودة المرحلة الابتدائية لتقصير حجم الضرر لأن هذه الفئة من الطلاب منقطعة عن الدارسة من شهر مارس الماضي، بالإضافة إلى أن هذه المرحلة لم يتم تضمينها ضمن الصفوف الافتراضية".

محمد الأسطل وهو مدرس حكومي كذلك رفض إرسال ابنته، الطالبة في الصف السادس إلى المدرسة في ظل الأوضاع الصحية التي تعصف بالناس، ولا يرى الأسطل أي أهمية لعودة الطلاب في الوقت الحالي بينما كان من الأفضل أن يتم إنهاء الفصل الدراسي الحالي بأي شكل، وتأجيل المادة الاستدراكية التي تم إقرارها لبداية الفصل الثاني، والحفاظ خلال الفترة الحالية على أقل تجمعات، سواء للأطفال أو الكبار، لنتمكن من تجاوز الأزمة وبدء الفصل الدراسي الثاني بجدية وقوة.

رشا عبد الباسط، أم لها منظور مختلف غزاء القرار، فهي مضطرة لإرسال طفلتها التي تدرس في الصف الخامس، مبررة "لا نملك أي وسيلة تواصل إلكتروني، في بيتنا، وظروفنا المالية لا تسمح لي باشتراك انترنت، أو حتى شراء حزمة يومية، وهذا ما يجعلني آمل أن تتمكن طفلتي من خلال العودة للمدرسة من متابعة دروسها أو على الأقل ما يمكنها من الانضمام للفصل الدراسي الثاني".

أمر طرحته المعلمة راوية حماد التي تدرّس المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس شرق خانيونس، منبهة أن كل صف دراسي يوجد به عدد من الطلبة غير قادرين على متابعة صفحة المتابعة المدرسية، فبادرت مع زملاء وزميلات لها بإنشاء مجموعة للحد من حجم الخسارة التي يمكن أن يمنى به التعليم.

وتؤكّد المعلمة أن أمهات الطلبة أخبرنها بعدم قدرتهن على توفير أجهزة هواتف نقالة أو كمبيوتر، أو حتى اشتراك انترنت، وفي حال توفر جهاز فإنه لا يمكن تغطية متطلبات كافة الطلاب في الأسرة الواحدة من خلاله، وهو ما يجعلها ترى أن هذه الخطوة هامة لمنح هذه الشريحة من الطلبة الفرصة لاستكمال الفصل الدراسي.