صحافيون وصحافيات فقدوا عملهم والحُجة جاهزة
تاريخ النشر : 2021-01-12 15:42

غزة:

مع انتشار الأزمات التي تعصف بالمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، بالطبع لن تكون – فضائية النجاح – آخرها، وفق توقعات الصحافيين والصحافيات، وإنما صارت الأزمات تتمدّد والحجّة جاهزة "انتشار الوباء وزيادة الأزمات المالية"، يتحسّس الصحافيون قلوبهم ويتساءلون "هل ستطالنا مجازر الفصل؟".

وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، بقرار إدارة جامعة النجاح الوطنية القاضي بإغلاق فضائية النجاح التابعة لها وكذلك مكتب مركز الإعلام في فروع القدس والخليل وقطاع غزة.

وأبلغت الإدارة 17 موظفًا في مركز الإعلام والفضائية بإنهاء عملهم اعتبارًا من 14 فبراير القادم، بعد استعصاء استيعابهم في دوائر الجامعة، مبررة "بسبب الخسائر الباهظة والفادحة التي تعرضت لها هذه القطاعات"، كما جاء في رسالة موجهة للعاملين المفصولين.

تغريد العمور وهي مديرة مكتب فضائية النجاح في قطاع غزّة، تعمل في الإعلام منذ عام 2004، تم إبلاغها بإنهاء التعاقد معها إلى جانب 16 صحافياً وصحافية يعملون في الفضائية.

العمور:سبب الفصل، كما ذكرت إدارة الجامعة هو "دراسة إدارية ومالية لمركز إعلام النجاح، وأنها قامت بإعادة هيكلة

تقول إن سبب الفصل، كما ذكرت إدارة جامعة النجاح الوطنية في بيانها المرسل والذي جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي "دراسة إدارية ومالية لمركز إعلام النجاح، وأنها قامت بإعادة هيكلة وبناء على ذلك يحق لإدارة الجامعة الاستغناء عن بعض الموظفين".

عن دور النقابة في مساعدة الصحافيين والصحافيات المفصولين، تخبرنا تغريد أنه "لن يتجاوز الأمر عن بيان استنكار كما حالات سابقة لصحفيين وصحفيات بذات الموقف" مطالبة بوجود نقابة فاعلة لها مواقف جدية تحمي حقوق الصحافيين والصحافيات وتقف سداً منيعاً أمام التغول والتعسف بحقوقهم.

"مجزرة الفصل" كما يطلق عليها العاملون في الإعلام جعلتهم متجمدين في أماكنهم بموقف المتفرّج، فلا حلول في الأفق وسط غياب دور النقابة التي تبرر السبب بعدم تقدّم شكاوى رسمية من قبل المفصولين، وفق ما يقوله الصحافي عبد الله مقداد.

عبد الله الذي يبلغ من العمر 36 عاماً يعمل بالصحافة منذ 2005، لكنه فصل من عمله كمراسل لأحد الوكالات قبل نحو عامين.

مقداد:بررت مؤسستنا سابقاً فصلي أنا وزملاء لي بسبب أزمة مالية تمر بها وكان هناك توجه للتقليص

ويتحدّث "لـ "نوى" "بررت مؤسستنا سابقاً فصلي أنا وزملاء لي بسبب أزمة مالية تمر بها وكان هناك توجه للتقليص، لكن السبب الأبرز يكمن بوجود خلافات داخلية في داخل المؤسسة مع بعض العاملين فاضطرت الإدارة للتدخل بإنهاء التعاقد معنا بشكل مباشر".

يتابع عبد الله أن إنهاء التعاقد مع زملاءه بفضائية النجاح كان متوقعاً بنظره، كون الجميع هنا يدرك أن الإعلام المحلي يمر بأزمة كبيرة في هذه الفترة وسقوط مؤسسات فلسطينية هو أمر وارد.

ولا يخفي لومه تجاه المؤسسات الحكومية والنقابية، وأبرزها مكتب الإعلام الحكومي ووزارة الإعلام بإنقاذ الإعلام الخاص غير الرسمي، مشيراً "ما لمسناه كان خلاف المسؤولية العامة، فكانت الحكومة تبسط يدها الثقيلة بفرض التزامات مالية على المؤسسات الصحفية في وضع صعب".

ويزيد عبد الله "صحيح أنه كان هنالك أخطاء إدارية ومشاكل مالية في المؤسسات الصحفية، لكن في الحقيقة كان عليهم عبء خارجي من المؤسسات الرسمية المفترض أنها داعمة لعملنا".

وفيما يخصّ نقابة الصحافيين الفلسطينيين، يرى الصحفي أنه بوسع النقابة فعل اللازم كونها جهة مؤثرة، وأما التذرع بعدم تقديم الزملاء شكاوى رسمية، فهذا أمر غير مبرر لتقاعس النقابة خاصة أن مسؤوليتها التدخل ومساندة الصحفيين وأن تكون جهة ضاغطة للمساهمة بتغيير الوضع الحالي للمؤسسات الإعلامية – بحسب الصحفي -.

سامر المسحال، صحفي فلسطيني يعمل في الخارج يؤكّد أن الأمان الوظيفي مفقود تماماً للزملاء الصحافيين في غزة.

ويضيف في منشور عبر صفحته في فيسبوك "كل فترة نتلقى خبر لإغلاق مؤسسة إعلامية بحجج واهية وغير مبررة. في كل مرة يحدث ذلك يجد زملائنا أنفسهم في وجه البطالة والوضع الصعب دون أدنى اعتبار لجهودهم وحقوقهم الوظيفية.

يتابع سامر أنه قبل سنوات تم تسريحه وبعض زملائه من مكتب "بي بي سي" بحجة تقليص الطواقم في غزة. وقبل ذلك تم فصل الزملاء في وكالة معاً وقناة العربية والتنكر لحقوقهم. وتبعهم الزملاء في قناة الكتاب. ثم قناة القدس، واليوم زملاء في فضائية النجاح بعد أن قررت جامعة النجاح إغلاق مكاتب القناة في القدس وغزة والخليل.

يصف الأمر بـ "المخجل والمؤسف"، فحقوق الصحافيين في غزة مهدورة والأمان الوظيفي للصحفي غير مكفول بالمطلق. غير أن نقابة الصحافيين لا تتدخل لأنها "عمياء" عن كل ما يحدث – وفق الصحفي -.

 ويعرب عن تضامنه مع الزملاء الذين تم تسريحهم اليوم من مكاتب قناة النجاح في القدس وغزة والخليل، قائلاً "يا خسارة جهودكم في مثل هذه المؤسسات".