الفلسطيني عودة حمايل يشهر كواشين أرضه في وجه بومبيو
تاريخ النشر : 2020-11-19 22:32

رام الله

على بعد تلة من مستعمرة " بسغوت" الإسرائيلية المقامة على أراضي " جبل الطويل" شرق مدينة البيرة، وقف الحاج عودة محمد حمايل يحمل " كواشين الطابو" التي تثبت ملكية أرضه التي تسعى المستعمرة للسيطرة عليها منذ ثلاث سنوات.

وكان حمايل (90 عامًا) الذي يحمل الجنسية الأمريكية منذ السبعينيات، يحتج على زيارة وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو للمستعمرة الأربعاء. وقال:" نحن أيضًا أمريكان، عائلتي لا زالت تعيش في الولايات المتحدة، وندفع ضرائب ولنا حقوق لا يجب الاعتداء عليها".

يقول حمايل إنه يمتلك 18 دونمًا في "حوض المتربة" الذي يبعد أقل من 100 متر عن منازل مدينة البيرة في حدودها الشرقية والذي تزحف مستعمرة بسغوت باتجاهه، رغم دعاوى قضائية عديدة رفعها ضد المستعمرة منذ عام 2017.

ولم يتمكن حمايل من الوصول إلى أرضه منذ ثلاثين عامًا بسبب الخطر الاستيطاني، وقال إنه وأشقاءه كانوا يعتاشون من فلاحتها حين كانت مزروعة بالعنب والتين والتفاح والحبوب.

وصباح الأربعاء شارك العشرات من أهالي مدينة البيرة وبينهم عدد كبير من حملة الجنسية الأمريكية، في احتجاج على زيارة بومبيو للمستعمرة الجاثمة على أراضيهم.

وقال الناشط البيراوي جاد الطويل إن المستعمرة تتربع على موقع استراتيجي وتمتد بين منطقة القدس ومدينتي رام الله والبيرة، وتحتل مساحات شاسعة من الأراضي من المنطقة الخلفية لمخيم قلنديا شمالا باتجاه مستعمرة بيت إيل.

وحسب الطويل، بدأ إنشاء المستعمرة منذ أواسط السبعينيات بإقامة " بركسات " عسكرية، تطورت تدريجيًا إلى بناء استيطاني سكني بعد خلق أمر واقع بوضع اليد على أراضي البيرة الشرقية المعروفة بـ" جبل الطويل"، لكنها عادت للتوسع في السنوات الأخيرة لتطال أراضي منطقتي المتربة وحوض وادي العين.

يقول الطويل إن عشرات العائلات من مدينة البيرة خسرت أراضيها، وتضررت من اعتداءات المستوطنين وخاصة في فترات الانتفاضة والتصعيد الأمني الاسرائيلي.

وخلال الانتفاضة الثانية كانت مستعمرة " بسغوت" مقرا لاستهداف النشطاء الفلسطينيين بالقصف المدفعي، وأدى ذلك إلى استشهاد عدد من أبناء المدينة والمخيمات المحيطة بها.

وقال الناشط أمجد الطويل إن أرض جبل الطويل فلسطينية عربية، ووصف زيارة وزير الخارجية الأمريكي بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي والشرائع الإنسانية، إذ أن ملكية هذه الأرض الخاصة مسجلة حسب الأصول لمواطنين أمريكيين من أصل فلسطيني.

وأشار الطويل إلى قضية رفعها عدد من أبناء المدينة منذ ثلاث سنوات في المحاكم الكندية لإثبات ملكية أراضي جبل الطويل.

وسيقوم بومبيو بزيارة مصنع نبيذ يعتمد إنتاجه على حقول العنب المزروعة من قبل المستوطنين الإسرائيليين على أراضي خاصة يملكها أبناء مدينة البيرة، ومعظمهم فلسطينيون يحملون الجنسية الأمريكية و يعيشون في الولايات المتحدة.

وحسب بلدية البيرة، فإن أراضي المستوطنة كانت في الأصل مخصصة لإقامة حي سكني لعائلات كويتية كانت تقيم في المدينة قبل عام 1967، وتستخدم كمصيف لهم. وهو مشروع كان سيتم بدعم ورعاية مجلس أمانة القدس وهي البلدية التي كانت قائمة قبل عام 1967.

وبقيت أرض المشروع مسجلة باسم أمانة القدس عندما تم ضم شرقي القدس إلى جزئها المحتل عام 1967، قامت بلدية القدس التابعة للاحتلال بتأجير هذه الأرض لأحد الشركات الإسرائيلية ( تسمى همنوتا ) وتتبع المنظمة الصهيونية العالمية، والتي باشرت بسرقتها والبناء غير المشروع على أراضيها.

ومنذ السبعينيات، بدأت المستعمرة تتمدد وتتوسع على حساب أراضي يملكها مواطنون فلسطينيون يحملون الجنسية الأمريكية حسب كافة الوثائق وقيود البلدية الرسمية والتي مازالت بحوزتهم وتؤكد ملكيتهم لهذه الأراضي والمسجلة رسميا كأملاك خاصة بهم ومقيدة بأسمائهم أو أسماء مورثيهم.

وقالت البلدية إن مستعمرة (بسجوت) بالذات، كانت وما زالت تشكل عائقا أمام التوسع العمراني لمدينة البيرة والحد من الاعتماد على قطاع الزراعة الأساسي في المدينة وعبئًا على بنيتها التحتية.     

‎ويقول الأهالي إن المستوطنة التي يزورها بومبيو ما زلت تصدّر اعتداءات يومية من المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي، على هذه الأراضي الفلسطينية من خلال إنشاء المباني المخالفة أو شق الطرق أو زراعة لأشجار العنب المعد لتصنيع النبيذ.

وقال بيان صادر عن فعاليات مدينتي رام الله والبيرة إن الزيارة دلالة واضحة على محاولات فرض سياسة الأمر الواقع لاعتداءات المستوطنين وبحماية من الحكومة الإسرائيلية وجيشها وبدعم من حليفتها الإدارة الأمريكية المتعاقبة لفرض أمر واقع يمنع التواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

‎وقال أصحاب الأراضي من حملة الجنسية الأمريكية في رسالة إلى بومبيو "إن زيارتك اعتداء على ملكيات مواطنين أمريكيين أقسمت على خدمتهم والدفاع عن حقوقهم، عندما توليت هذا المنصب ويتوقعون منك الدفاع عن حقوقهم وملكيتهم الشرعية والرسمية والقانونية لهذه الأراضي وحفظ وصيانة أملاكهم حسبما نص عليه القانون والدستور الأمريكي".