الشباب وسؤال الديمقراطية: ما العمل؟
تاريخ النشر : 2020-10-05 08:17

اتسع النقاش حول الموضوع الحيوي الذي وقفت لديه في مقالتي، التي نشرت على صفحات "الأيام" بتاريخ: 27 أيلول 2010: "ما العمل؟ رؤية شبابية أم رؤى"؟ ليشارك العديد في الحوار؛ شخصياً، وعبر البريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي.
أستضيف بعض هذه المشاركات، مع الاختصار، ضمن "مساحة للحوار".
أكَّد المعقِّبون/ات على أن المستقبل هو للشباب، واتفق المعظم على أن الشباب ليسوا كتلة واحدة، وعلى أهمية إتاحة مختلف الفرص للشباب للمشاركة السياسية، دون وضع العراقيل أمامهم.
وتساءلت واحدة من الرسائل عن السبب الذي يدعو الشباب للانتظار حتى تتوفر فرصة لهم، مذكرة بأن جيل الستينيات لم ينتظر؛ بل بادر وفجَّر الثورة المعاصرة العام 1965.
أكَّد عدد من المعقبين/ات على أهمية التربية على المفاهيم الديمقراطية، منذ الطفولة، حتى تترسّخ القيم الديمقراطية في النسيج الاجتماعي الفلسطيني.  
*****
"هل هناك من يسمع النداء؟! الجميع عليه أن يجدِّد الدماء؛ بإفساح الباب على مصراعيه للشباب والشابات، وأولها الأحزاب والمنظمات".                                         
بسمة الناجي/ رام الله
*****
"المطلوب فتح مزيد من الحوارات بين الشباب، هم الذين سيقومون بحركة التحرر والمبادرات".                ميادة بامية عباسي / السنغال
*****
"نقرأ باستمرار شكوى الشباب عن "إقصائهم". هل انتظر جيلنا في الستينيات أن "يعطونا الفرصة" لإطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة؟! أوافقك على أهمية هاتين القضيتين ومعالجتك لها؛ الانتماء السياسي (والاقتصادي والاجتماعي) يتقدّم على سنوات العمر. كما أن التجانس والرؤية الموحّدة تتعارض مع الديمقراطية والتعددية، و"دع ألف زهرة تتفتح".  
غسان عبد الله / رام الله
*****
"أجاب المقال عن الكثير مما يطرح، مؤخراً، وفتح الأفق لتساؤلات تحتاج إلى عمل، وإجابات مصيرية.
أتفق تماما معك أن الشباب لا يعتبر فئة واحدة، وأن مشاركته السياسية ليست الحل السحري، مع عدم تجاهل الأهمية الكبرى لانغماسه بالعمل الوطني والتحرري. أفهم نقمة الشباب على قدامى المحاربين، فقد كنا يوماً شباباً، ومعظمنا أيضاً ناقم على ما آلت إليه الحالة الفلسطينية.
لابد من بوصلة وطنية، وتفاهم عقائدي مشترك في الحد الأدنى، وخطوط واضحة حمراء وخضراء تحكم توجهات الشباب، وأن تنبع هذه القواسم المشتركة من عدالة الرواية الفلسطينية، وإيمان الشعب بقضيته وحقوقه غير القابلة للتصرف.
أعتقد أننا تأخرنا كثيراً في إشراك قيادات شابة، وإعداد قيادات بديلة، وتأخرنا كثيراً في تأطير القوى الشبابية، لخدمة المشروع التحرري، وبناء وطن، كنا نظن أنه سيكون (غير شكل) وأحبطنا جماهيرنا، وخسرنا معظمها.
ولابد من وقفة جادة نقيِّم فيها ما سبق بجرأة وشفافية وشجاعة؛ لنصحِّح المسار؛ نعيد ترتيب بيتنا الداخلي، ونعترف بأخطائنا أولاً دون أن نجلد أنفسنا، أو نفقد الأمل، مع أن كل ما حولنا محبط، ولن يخرجنا من الإحباط سوى حماس الشباب وتفانيهم، ونعود نحن لقيم الثورة الأولى، وحماسنا، وانضباطنا".  
رندة النابلسي/ نابلس - لشبونة
*****
"تناول المقال موضوعاً ملحاً وخطيراً في لحظتنا الراهنة. حتماً هناك رؤى شبابية مختلفة، لا رؤية. كل رؤية أو منهج أو توجه (كل أيديولوجيا هي حزمة من التصورات/ المحددات) السياسية/ الاقتصادية والاجتماعية..الخ. هذا يعني أن كل تنظيم له نظريته التي يسعى لتطبيقها، وله أنصاره ومؤيدوه، ويسعى إلى تأطير فئة الشباب تحديداً ليتسنى له تنفيذ برامجه، ودعم توجهاته السياسية. السؤال: لمن الأكثرية؟ ويتبعه سؤال أهم: هل قيادة الأكثرية بالضرورة هي الأصلح؟
هناك فئتان تنتسبان لأحزاب أو تنظيمات سياسية، هي محكومة بتعليمات تلك التنظيمات حتى لو تناقضت أحياناً مع القناعات المبدئية لهؤلاء الأشخاص، وفئة من غير المؤطرين، وهؤلاء منقسمون لفريقين؛ الأول يشارك في العملية السياسية تحت مسمى (مستقلين)، وهم موضوعياً أصحاب رؤى مختلفة، والثاني من غير المؤطّرين، هم أكثرية، تتنوّع رؤاهم، أو لا (رؤاهم) السياسية والاجتماعية والحياتية، وفقاً لدرجة التعليم، وما هو أخطر مستوى الوعي. أعتقد أن (الوعي) هو معركتنا الأولى".                       
صفية النجار / غزة
*****
"نظرة مستقبلية للعمل السياسي الوطني؛ ولكن هل يسمح الختايرة بإعطاء دور للشباب؟ اقتراحي ألاّ نعوِّل على شباب الداخل؛ لأنه مهترئ من جميع النواحي، هدّوا حيلنا على مدى ٣٠ سنة من الخداع، الشباب الفلسطيني الموجود بالخارج أقدر على ممارسة العمل السياسي، والسؤال: هل حقيقة أن دول العالم مع الحق الفلسطيني؟ الحق لا يعطى، وإنما يؤخذ بالقوة، وما السلطة إلاّ مرحلة لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني لأرض شعب حرّ، وتلميع صورتنا أمام الغرب بالمقاومة السلمية، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فقدنا وخسرنا كثيراً ما بعد المفاوضات، الكيان الصهيوني يعمل ويصنِّع ويتوسع بأيدي شبابنا العمال، وشبابنا ضاع بالانتظار، لا يهمه حالياً إلاّ كيف يحصل على لقمة العيش".          
نداء شحبري / نابلس                                                                                                       
*****
عبر الحوار برز المزيد من الأسئلة، التي تحتاج تأملاً، ونقاشاً واسعاً:
هل الشباب الفلسطيني الموجود في الشتات أقدر على ممارسة العمل السياسي من الشباب في فلسطين؟ وهل تقزَّمت هموم الشباب داخل الوطن لتتركَّز في تحصيل لقمة العيش؟ وهل المقاومة السلمية عديمة الجدوى؟ وهل قيادة الأكثرية هي الأصلح؟
أؤمن أن هناك هموماً عامة؛ تواجه الشباب الفلسطيني أينما وجدوا، وأخرى خاصة، تختلف حسب مكان إقامتهم، ورغم الصعوبات المختلفة التي يواجهونها؛ إلاّ أنهم قادرون على ممارسة العمل السياسي المقاوم، بأشكاله المتعددة. أما المقاومة السلمية فلا شك أن لها أثراً إيجابياً؛ وطنياً ودولياً، وسوف يكون لها أثر أكبر، حين تُنَظّم ضمن خطة وطنية شاملة، لا تلغي أشكال المقاومة المتعددة.
وأعتقد أن قيادة الأكثرية ليست بالضرورة هي الأصلح، المهم أن يتاح للجميع مبدأ تداول السلطة، عبر آليات العمل الديمقراطي، وأن يتم تدريب المواطنين/ات على المبادئ الديمقراطية، وأهمها المشاركة، كي يحس الجميع أن الوطن ليس مزرعة لأحد، وأن العمل لأجله مسؤولية الجميع، وأن المواقع القيادية هي تكليف ومسؤولية.
*****
وبعد، هل تأخرنا في إعداد قيادات بديلة، وفي تأطير القوى الشبابية، لخدمة المشروع التحرري؟
هل عزف الشباب عن العمل السياسي، وأطر العمل الجماهيري المتاحة، ولماذا؟
هل عمل الشباب ضمن وسائل نضالية متعددة بديلة؟
أسئلة برسم الإجابة.

[email protected]
www.faihaab.com