اتفاقيات التطبيع وتضليل الشعوب لخدمة حملة ترامب الانتخابية...
تاريخ النشر : 2020-09-20 15:26

حفل توقيع اتفاقية التطبيع الذي جمع ممثلي البحرين والإمارات مع اسرائيل في البيت الأبيض في ذِكْرَى توقيع اتفاقية اوسلو، يأتي كجزء من الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، فهو يسوق الاتفاق بـ "التاريخي"، حتى ان وسائل الإعلام المختلفة بدأت تتناقل مصطلح التاريخي دون دراية كافية. الاتفاق التاريخي هو ما يجب ان يضمن إنهاء الاحتلال وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم السيادية والإنسانية. في رسم خريطة الصراع لا غنى عن تحديد الأطراف الأولية، وبالتالي بدون فلسطين على الطاولة، لا شيء تاريخيا.

كما ان ترامب يسوق الاتفاق بأنه اتفاق "سلام" والحقيقة ان الدول الموقعة لم تختبر تجربة الصراع او الاشتباك فيما بينها قط، أما هذا الاتفاق فهو اتفاق تطبيعي وليس اتفاق سلام.

أي سلام تتحدث عنه والدول الموقعة في البيت الأبيض لها يد في الصراعات القائمة اليوم في دول المنطقة، والأدهى ان هذه الدول تبعد آلاف الأميال عن إسرائيل. وهنا وجب التذكير انه وقبل 30 عاما أظهر الفلسطينيون إرادة وعزمًا على السلام واعترفوا فوق ذلك بحق إسرائيل في الوجود، بينما لم يعترف الإسرائيليون حتى هذه اللحظة بحق الفلسطينيين في دولة ذات سيادة!

الحديث عن حل الدولتين خلال حفل التوقيع يدعو للتساؤل بجدية عما إذا كان القادة العرب الذين وقعوا الاتفاق قد أتيحت لهم الفرصة لقراءة صفقة ترامب للقرن! استغرب فعلاً ان نص الاتفاق الموقع أشار الى رؤية ترامب للسلام، وبنفس الوقت تحدث وزير الخارجية الإماراتي عن حل الدولتين! لقد وقعت البحرين والإمارات على اتفاق يؤكد على رؤية ترامب!

لم يكتفِ ترامب، وها هو يروج للمزيد من الصفقات مع الدول العربية الأخرى تحت غطاء اتفاقيات التطبيع التي يسميها بـ (السلام) مُستغلاً سطحية معرفة الجماهير بالتفاصيل ليصنع الرأي العام كما يحلو له خدمة لحملته الانتخابية ليس إلا.

ما نشهده هو حملة علاقات عامة لمشروع ترامب للصفقات وهو جزء من حملته الانتخابية. الكثيرون في الولايات المتحدة ترتكز مصادر معرفتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا يعمل ترامب على تضليلهم واقناعهم بأنه يصنع التاريخ ويحقق السلام في الشرق الأوسط متناسياً الطرف الأساسي في المنطقة ومُقنعاً العالم ان إيران هي مصدر الخوف والإرهاب وليس اسرائيل.

يتم إكراه العرب وممارسة الدبلوماسية القسرية عليهم مرة أخرى من قبل الولايات المتحدة ويجب التذكير بأن إسرائيل لم تحدد حدودها بعد!

بينما تبقى حدود اسرائيل غير معلنة ولا محددة، ما زالت طريق هؤلاء القادة العرب الى البيت الابيض عبر القدس.

- د. دلال عريقات: استاذة التخطيط الاستراتيجي وحل الصراع، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الامريكية.

_____________

نقلًا عن صحيفة القدس