شباب فلسطين لحلف المطبّعين: أقوياء بـ"لا" ولو "إلكترونيًا"
تاريخ النشر : 2020-09-13 20:05

فلسطين المحتلة | نوى:

"حلف التطبيع الذي يقف في مواجهتنا اليوم، يمتلك أدوات إعلامية قوية، هدفها شيطنة كل ما هو فلسطيني في الإعلام"، تقول الناشطة جمانة غانم من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، متساءلة: "كيف ننسى مسلسلات رمضان الفائت، التي تجاهز بالتطبيع وعلى رأسها مخرج 7؟".

ردًا على سؤال "نوى" الذي وجهته لمجموعةٍ من الناشطين والناشطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي: ما دور الشباب الفلسطيني في مواجهة التطبيع؟ تضيف جمانة: "إن إطلاق حملات مناهضة التطبيع ومناصرتها عبر المنصات الإلكترونية من خلال الشباب، أمر مهم جدًا، لا سيما وأنهم من خلالها يستطيعون مخاطبة الشعوب –التي لا تتبنى وجهة نظر حكوماتها في "إسرائيل" على الأغلب- فتكسب رأي الشارع وتضمن استمرار وهج القضية.

وتؤكد ابنة جنين أن "من السلبي جدًا، مهاجمة الشعوب التي تحكمها الأنظمة المطبعة، بل ومن الظالم أيضًا، والأولى –وفقًا لها- مخاطبة عقولهم بالمنطق بعيدًا عن لهجة العِداء، وتذكيرهم بخطة "إسرائيل" التي تطمح لدولةٍ ليست حدودها فلسطين وحسب، والمجازر التي ارتكبتها بحق الأبرياء من أجل تحقيق ذلك.

جمانة غانم: "حلف التطبيع الذي يقف في مواجهتنا اليوم، يمتلك أدوات إعلامية قوية، هدفها شيطنة كل ما هو فلسطيني في الإعلام"

تعقب: "كل من سيقتنع سيمارس رد فعله على الأرض بطريقته، مقاطعة بضاعة على سبيل المثال، وهذا سيكون له أثر اقتصادي ولو على نطاقٍ ضئيل"، مردفة: "نحن في منطقة متغيرة على الصعد السياسية، ولا أحد يدري ما تخبئه السنوات القادمة، فهل سيكون أبناء جيل الشباب بعد 10 سنوات من اليوم، مؤهلين لقيادة زمام الأمور، والثورات، والمناصب؟ من هنا لا بد من الانتباه لخطابنا الشعبي العام المناهض للتطبيع، بحيث يصل ويرسخ مبادئ القضية التي لا تسقط بالتقادم".

يوافقها الرأي حسين أبو سكران من قطاع غزة، الذي أكد أن "الشباب" هم المحرك الأساسي للقضايا الوطنية في أي دولة كانت، ويتساءل: "ما بالنا ونحن نتحدث عن فلسطين"، ملفتًا إلى أن "منصات التواصل الاجتماعي، هي الحل الأكثر وصولًا من أجل مناهضة فكرة التطبيع العربي، وحشد الرأي العام العربي مع الفلسطينيين في كافة أصقاع الأرض".

يقول حسين: "حمل جيل الشباب في فلسطين راية القضية منذ تاريخ النكبة، أي قبل أكثر من 70 عامًا، واليوم يتصدر المشهد عبر الحوارات الفكرية على منصات التواصل الاجتماعي، والمشاركة في الفعاليات والمناسبات التي تتعلق بالتطبيع والمقاطعة، حتى في ظل جائحة كورونا".

ويضيف: "من واجب الشباب الفلسطيني تجنيد كل طاقاته وأفكاره ووقته لمقاومة هذا النهج، وعدم القبول به كأمر واقع، فمجرد الاستسلام له يعني أن نتنياهو وترامب حققا رغبتهما بتجاوز القضية الفلسطينية والعمل على الدخول في أحلاف مع العرب بمعزل عن فلسطين".

ويشير إلى أن الكثير من الشباب في الوطن العربي تنقصه المعلومات، في ظل ما أسماه "حروب الذباب الإلكتروني"، التي غذت الكثيرين بمعلومات مغلوطة، ووجهت الرأي العام العربي لمواقف مضادة لفلسطين وشعبها، ملفتًا إلى أن ما يلزم في هذه المرحلة، هو إطلاق حملات مناهضة للتطبيع، منظمة، وخطابها موحّد.

عبد العفو بسّام من القدس المحتلة، هو الآخر يرى أن الدور الأكبر في مواجهة التطبيع يقع على عاتق الشباب، "أكثر من وسائل الإعلام وأكثر من خطابات الحكومات الرسمية"، وقد بدا ذلك جليًا خاصةً خلال العقد الأخير، حيث أدركت الحكومات ذلك، وهذا يفشي عن سر كثرة الاعتقالات وتكميم الأفواه التي طالت فئة الشباب، بسبب قدرتهم الكبيرة على مواجهة أي قرارات وسياسات تفرضها الحكومة.

ويكمل: "كشاب فلسطيني أعيش في مدينة القدس، أتابع أمور التطبيع بشكل كبير لأن الأمر يمسنا بشكل مباشر، فكل حملات التطبيع تتحدث عن القدس والمسجد الأقصى، الأمر الذي يرفضه الأهالي بالمطلق، وليس أدل على ذلك من طريقة استقبالهم لأي مطبع يتجرأ على الدخول إلى المدينة".

ولا شك (والحديث لعبد العفو) أن حملات مناهضة التطبيع، تشفي غليل الفلسطينيين وتقويهم، وحملة "بحرينيون ضد التطبيع" على سبيل المثال سطرت موقف فخر للشعب البحريني، عندما أبدى المشاركون فيها معارضتهم لقرار التطبيع بشكل مباشر، "على عكس دول أخرى طبعت وكان هنالك صمت من قبل شعوبها، وهجوم على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية".

عبد العفو بسام: أنا أؤمن بقوة "السوشال ميديا"، وقوة الشباب وتأثيرهم في صناعة الوعي، مثلما يعمل المطبعون على غسل الأدمغة وقلب المفاهيم وهدم المبادئ، يمكن لحملات الدعم والمناداة بالحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني أن تفعل العكس".

ويتابع حديثه: "أنا أؤمن بقوة "السوشال ميديا"، وقوة الشباب وتأثيرهم في صناعة الوعي، مثلما يعمل المطبعون على غسل الأدمغة وقلب المفاهيم وهدم المبادئ، يمكن لحملات الدعم والمناداة بالحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني أن تفعل العكس".

بدورها، ترى هدى العف من مدينة غزّة، أن الشباب في صدارة المواجهة اليوم، "بل وفي طليعة من يرفض علنًا، والأقدر على قول لا، حتى وإن لم يجد نتيجةً فوية لمواقفه تلك"، قائلةً: "إنهم يقومون بدور يسجله التاريخ، بإطلاق المظاهرات، وتوقيع العرائض، وفي الوقت الذي قالت فيه حكوماتهم كلمتها، قالوا هم كلمتهم في رفض التطبيع، ورفض الخيانة، ورفض طعن الشعب الفلسطيني في ظهره".

وتعتقد هدى بأن الطعنات العربية المتتابعة للفلسطينيين، بدءً من إعلان التطبيع الإماراتي، ثم البحريني في أقل من شهر، يهدف إلى تعويد الشعب الفلسطيني على الصدمة، "بمعنى أن تكون الصدمات متتابعة يتبعها الشعور العام بالخذلان، وبالتالي إضعاف موقفه العام"، عند هذه النقطة تصمت، وتكمل: "أول فعل لمقاومة هذه الخطة على الصعيد الداخلي الفلسطين هي ألا نضعف، كل لا نحقق أهدافهم".

وتقول: "دور الشباب اليوم يتعاظم بالرفض لواقع التطبيع بصوتٍ عالٍ، لا أن تؤخذ الحياة بالهزل، لأن الكوميديا السوداء طغت على كل شيء، كما أنها تدعم كل فعلٍ يشير إلى رفض التطبيع حتى لو بالكلمة وبالوقفة".

وفيما يتعلق بالنتائج، تؤكّد أن الاحتجاجية وإعلاء الصوت بالرفض، أمام الاتفاقيات التي أصبحت أمرًا واقعًا ولن يتم التراجع عنها، "إنها تعني أن تسجل اسمك في قائمة الذين لم يرتضوا ولم يبرروا، ويكفي أن تكون نتيجتها المقاومة فقط، أن تقاوم فعل التطبيع فقط".