غضب فلسطيني من جامعة الدول العربية
تاريخ النشر : 2020-09-09 23:11

غزة:

"كانت هناك بعض المطالب الفلسطينية التي لم تتحقق". بهذه الكلمات لخّض الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي فشل الدول العربية في التصويت على مشروع قرار فلسطيني لإدانة التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعقب اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم برئاسة وزراء الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خرج بيان الجامعة ليقول إن الاجتماع الوزاري لم يتوصل لتوافق حول مشروع القرار الفلسطيني لرفض الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة.

الموقف العربي المفاجئ جاء صادمًا للفلسطينيين، فسرعان ما شن القيادي في حركة فتح حسين الشيخ هجومًا على الجامعة، وكتب على حسابه على تويتر "الجامعة العربية تمخّضت ولم تلد شيئًا، أشبعت الجميع في المنطقة والإقليم إدانات إلا إسرائيل".

وأضاف الشيخ إنه السقوط المدوّي تحت شعار السيادة الوطنية لتبرير الانبطاح، مضيفًا :"سقطوا إلا فلسطين بقيت كما كانت وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها.. انتصر المال على الكرامة".

بدورها دانت حركة حماس موقف الجامعة، وقالت في بيان لها إن ذلك يؤكد تخلّي الجامعة عن دورها وواجبها تجاه فلسطين وقضيتها عبر تبرير عقد اتفاقات مع العدو، بينما الاحتلال يتمادى في قمعه وإجراءاته.

وأشار البيان إلى ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد ومواصل الاستيطان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وقانون القومية الذي يستهدف الفلسطينيين في الداخل المحتل، ناهيك عن جرام القتل والتدمير المستمرة، واعتبرت حماس موقف الجامعة نسفًا لمبرر وجودها الذي قام على أساس الدفاع عن القضايا العربية في مواجهة المخاطر الخارجية وفي مقدمتها احتلال فلسطين، وتنازُلا منها عن الدور الذي أوكل إليها".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيضًا دانت موقف الجامعة العربية وقالت في بيان لها  إنّ عدم اعتماد المشروع الفلسطيني "تأكيد إضافي على خواء وسقوط مؤسسة الجامعة العربية، وتحوّلها عملياً إلى أداة استخدامية من قبل دول التبعية والخيانة لتمرير ودعم سياساتها المناقضة لمصالح شعوب الأمة العربية وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين".

واعتبرت أنّ موقف المجلس الوزاري للجامعة العربية "انحياز وقح لدولة الإمارات العربية، وتشجيعٌ لها ولدول أخرى بالسير قدماً في التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني وعقد ما يسمى باتفاقات السلام معه".

ودعت الجبهة قيادة منظمة التحرير وكافة فصائل العمل الوطني إلى مواجهة موقف الجامعة العربية بسياسات نقيضه، تتخلص فيها من الاتفاقيات المعقود مع الكيان الإسرائيلي وسحب الاعتراف به، وتتمسك بكامل حقوقنا التاريخية في فلسطين.

وطالبت منظمة التحرير ببناء علاقات مع الشعوب العربية وقواها الوطنية والتقدمية بدلًا "عن الرهان على الأنظمة العربية وعلى الجامعة العربية التي أعلنت اليوم بيان نعيها".

من جانبه قال الدكتور أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمن العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إن الجامعة العربية اليوم تعطي الضوء الأخضر لمزيد من اتفاقيات التطبيع المجاني والهرولة نحو الاحتلال .

وأضاف إن إسقاط مشروع قرار فلسطيني رافض لاتفاق التطبيع بين الإمارات و"إسرائيل"، قُدم للجامعة العربية، بمثابة مباركة لهذا الاتفاق والتخلي بشكل غير مباشر عن مبادرة السلام العربية.
وتابع :" القضية الفلسطينية العادلة التي يدعمها العالم أجمع في وجه آخر احتلال، يتخلى الأشقاء العرب عن دعمها والوقوف لجانب شعبها الذي مازال يعاني ومن ويلات وجرائم الاحتلال".

ونوه إلى أن الجامعة العربية سجلت سابقة تاريخية لسلام مجاني ووقفت مع الاحتلال ضد الشعب العربي الفلسطيني الذي سلبت أرضه وشرد شعبه، وهي اليوم تثبت أنها لا تملك قرارها واستقلاليتها، بل يحكمها المال السياسي والضغوط الأمريكية، لذلك فشلت في هذا القرار .

الجبهة العربية الفلسطينية أيضًا استنكرت موقف الجامعة العربية، وقالت في تصريح صحفي لها إن هذا الموقف لبعض الدول يكشف عن النية المبيتة لدى بعض الأنظمة العربية للالتحاق بقطار التطبيع مع الاحتلال وتجاوز إرادة الشعوب العربية والمبادرة العربية للسلام التي تبنتها جامعة الدول العربية، مؤكدة ان هذا الموقف يعكس مدى حالة التردي التي وصلت لها أمتنا العربية وسعي بعض الأنظمة فيها إلى تكريس حالة التشتت والتفتت التي تعيشها أمتنا وضرب مفاهيم التضامن العربي والقضايا العربية المشتركة.

وأضافت الجبهة أن هذا الفشل الذريع للجامعة العربية تحت ذريعة عدم وجود توافق يساهم في إفقاد الجامعة أي قيمة في التصدي للمخاطر التي تحدق بالأمة ومعاقبة من يكسر الاجماع العربي ومواجهة المؤامرات التي تسعى إلى تجاوز إرادة جماهير الأمة، موضحة أن هذا الموقف يتطلب من كافة القوى الحية في الوطن العربية التعبير عن رفضها وإعلاء صوتها ضد التطبيع مع الاحتلال والتأكيد أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية.