"جوكر" المرحلة.. الـ"ديلِفَري" لم يعُد رفاهيةً بغزة
تاريخ النشر : 2020-09-09 22:38

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

يطلق الشاب جهاد أبو حطب (26 عامًا) على عامل "الديلفري" في هذا الوقت "العصيب" لقب "الطائر الحر"، كونه الوحيد المصرح له بالحركة والعمل خلال فترة حظر التجول، بغرض تلبية احتياجات المواطنين الأساسية.

وإن كان بعض المواطنين في قطاع غزة، لجأوا إلى عمّال خدمات التوصيل "الديلفري" كنوعٍ من الرفاهية مسبقًا، فإنهم اليوم باتوا يعتمدونه "مجبرين" لقضاء حوائجهم منذ تاريخ الرابع والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، حين اكتشفت أولى إصابات "كورونا" داخل المجتمع في قطاع غزة.

لا تجازف "هديل" بالخروج من بيتها لشراء احتياجات الأسرة، فتعتمد خدمة التوصيل السريع، الذي تقول إن "تكلفته رمزية" تحت وطأة الجائحة.

هديل أبو شعبان (27 عامًا) على سبيل المثال، لا تجازف بالخروج من بيتها لشراء احتياجات الأسرة، فتعتمد خدمة التوصيل السريع، الذي تقول إن "تكلفته رمزية" تحت وطأة الجائحة، "وفي الوقت ذاته، فإن السوبر ماركت الذي أتعامل معه، يعتمد خدمة التعقيم، وهذا ما يجعلني أشعر بالأمان في تعاملي معهم" تقول.

أما الثلاثيني محمد الشريف، فيصف "الديلفري" اليوم بالمنقذ للأسر الغزية، في ظل صعوبة الحركة من مكانٍ إلى آخر.

"ما يقلقني إزاءه هو عدم اهتمامه بجودة المبيعات، ففي الغالب تصلني البضاعة –لا سيما لو كانت من الخضار أو الفاكهة- رديئة".

يقطن محمد شمال قطاع غزة، "والمنطقة مغلقة تمامًا، بينما كل من يحاول النزول إلى الشارع يصبح تحت طائلة المسؤولية"، يقول: "لم يكن أمامي حلًا للحصول على طلبات المنزل، إلا الديلفري، لكن ما يقلقني إزاءه هو عدم اهتمامه بجودة المبيعات، ففي الغالب تصلني البضاعة –لا سيما لو كانت من الخضار أو الفاكهة- رديئة، أو معلبات قارب تاريخها على الانتهاء"، معلقًا بالقول: "لكن مجبرٌ أخاك لا بطل".

أما ما يخشاه بلال عاشور، فمختلفٌ قليلًا، "إذ لو أن عاملًا أصيب بالمرض، فإنه سينقله إلى عشرات العائلات، وهنا أكون كأنني أوصلت المرض لبيتي، ونسفت كل إجراءات السلامة التي التزمتُ بها منذ أول يومٍ من أيام الحجر" يقول.

مخاطرة

لؤي (30 عامًا) من سكان حي النصر بغزة، بدأ العمل كديلفري قبل شهرٍ تقريبًا، ووجد فيه "بابًا للزق" لا سيما في ظل إقبال المقتدرين عليها، يقول: "كنت أعمل في ورشة ميكانيكا بأجر بخس، لكنني اليوم أكسب جيدًا بفضل هذا العمل".

يستعين لؤي في مهمته الجديدة بدراجة أخيه النارية، "إذ فقدَ هو الآخر عمله في الدهان"، فاتفق معه على تقاسم مردود "الديلفري" هو بجهده، والثاني بدراجته.

يؤكد لؤي اتباعه كافة إجراءات السلامة، "لبس الكمامة، ورش المعقمات على الظروف والطرود أيضًا"، قائلًا: "أخاطر بصحتي، وأتعرض بشكل مباشر إلى الخطر سواء خطر الإصابة بالفايروس، أو خطر الحوادث المرورية، وهذا يجعل للمهنة ضريبة باهظة الثمن أيضًا".

"عدد المتعاملين كان محدودًا قبل حظر التجول، أما اليوم، فنستقبل مئات الطلبات لتوصيل الاحتياجات الأسرية المختلفة".

ويؤكد مدير شركة حمامة للخدمات اللوجستية والتوصيل جميل اليازجي لـ "نوى"، أن عدد المتعاملين مع خدمة الديلفري في قطاع غزة، كان محدودًا قبل حظر التجول، بل إن بعضهم كان يعده رفاهية، "أما اليوم، فنستقبل مئات الطلبات لتوصيل الاحتياجات الأسرية المختلفة، حتى أن عدد الموظفين أصبح لدى الشركة خلال فترة الطوارئ 70 موظفًا".

ولفت إلى أن بعض المواطنين، كان يساورهم القلق من سلامة عملية النقل، "في حين تعرض الكثير من موظفينا لإشاعات كبيرة منها أنهم أصيبوا بالكورونا، لكنهم استمروا في المخاطرة بأنفسهم من أجل خدمة المواطنين، وتوفير رزقهم" يقول، مشدّدًا على أن موظفي الشركة ملزمون بارتداء القفازات والكمامات، وتعقيم الطرود أولًا بأول، إذ يحمل كل واحد منهم المعقمات في صندوقه ويتسخدمها باستمرار".

تسهيلات خاصة

"حظر التجول، في مقابل منح التسهيلات لشركات وعمال الدليفري كانت سببًا في زيادة الإقبال عليهم"، يقول المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية بغزة العقيد أيمن البطنيجي لـ"نوى"، مضيفًا: "الداخلية اتخذت قرارًا منذ أول أيام الحجر بتسهيل عمل موظفي الدليفري، فالأمر ليس اختياريًا أبدًا، ولم نلجأ له من باب الرفاهية، بل هو خيارٌ وحيد من أجل توفير مستلزمات الأسر وتموين المنازل".

"لدى الشرطة أوامر بتسهيل مهمة عمال التوصيل، بشرط أن يحمل الصندوق خلف العامل اسم شركته واسمه".

ويردف: "منحناهم تسهيلات كبيرة، رغم أن هناك ضوابط لحركة الدراجات النارية في الشوارع من قبل وزارة النقل والمواصلات"، ملفتًا إلى أن الشرطة الموجودة على الحواجز والمفترقات لديها أوامر بتسهيل مهمة عمال التوصيل، بشرط أن يحمل الصندوق خلف العامل اسم شركته واسمه، بالإضافة إلى التزامه بكافة إجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة، وقفازات اليد، واتخاذ كل إجراءات السلامة لتوصيل الطرود بشكل سليم وآمن للمواطنين.