"كورونا" الذي شوّهَ ملامح استقبال "العيد"!
تاريخ النشر : 2020-05-21 10:54

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

"هذا العيد سيكون مختلفًا" تقول سلمى أحمد (15 عامًا) لشبكة "نوى"، "هذا العيد، سأرتدي ملابسي الجديدة، لكنني لن أهرع إلى يد جدتي لتقبيلها، واستلام العيدية منها، فكورونا الذي غيّر كل تفاصيل حياتنا سيمنعني".

تؤكد سلمى أنه ومنذ الإعلان عن أولى حالات الإصابة داخل مراكز الحجر في قطاع غزة قبل شهرين تقريبًا، اتخذت جدتها كافة إجراءات السلامة، كامرأة كبيرةٍ في السن، فمنعت أحدًا من مصافحتها أو تقبيلها حتى لو كان من أقرب المقربين، "من باب وقايتها ووقايتنا أيضًا".

"حتى أمي لم تصنع الكعك هذا العام برفقة عمّاتي مثلما جرت العادة، وأيضًا من باب الوقاية".

تعلق الفتاة بحزن: "لا أظن أن بهجة العيد ستكون كما الأعياد السابقة، لن نخرج مع صديقاتنا لتناول الآيس كريم، ولن نستقبل الكثير من أقاربنا في بيتنا، حتى أمي لم تصنع الكعك هذا العام برفقة عمّاتي مثلما جرت العادة، وأيضًا من باب الوقاية".

على عكس ذلك تمامًا، بدا الأمر في منزل أم محمود الفالوجي، التي صفعت "كورونا" بظهر يدها، عندما قالت: "لن أجعل هذا العيد يختلف بأي تفصيلة، صنعتُ الكعك برفقة بناتي في أجواءٍ مليئة بالفرح، وسأقدمه لضيوفي بشكله الاعتيادي".

ورغم أنها لا تخفي خشيتها من فكرة "زيارة الأقارب" لبيتها في ظل انتشار فايروس كورونا، إلا أنها مطمئنة بعض الشيء كون "الأمر مسيطرٌ عليه داخل قطاع غزة، والإصابات منعدمة خارج مراكز الحجر الصحي" على حد تعبيرها.

"عن نفسي سأكتفي بالمهاتفة، لكنني لن أمنع أحدًا من زيارتي، وسأقدم العيدية لأطفالي، وسأجعلهم يستشعرون فرحة العيد".

وتردف: "عن نفسي قد لا أزور أحدًا، سأكتفي بالمهاتفة، لكنني لن أمنع أحدًا من زيارتي أبدًا، وسأقدم العيدية لأطفالي، وسأجعلهم يستشعرون فرحة العيد بالشكل الطبيعي".

وعلى الرغم من أن وزارة الأوقاف والشئون الدينية بغزة، أعلنت تح المساجد لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان، وصلاة عيد الفطر المبارك وفق إجراءات احترازية ووقائية كبيرة، إلا أن سامر مقبل (21 عامًا) سوف لن يقصد الجامع لأول مرةٍ في عيدٍ في حياته "خشية استهتار المصلين بإجراءات السلامة والوقاية، وتراخيهم بخصوصها داخل المسجد".

يقول لـ "نوى": "هذا العيد سيكون مختلفًا ولا شك، كنا نستقبل بعضنا في مثل هذه الأيام بالعناق والمصافحة وتبادل التهاني وجهًا لوجه، لكننا في هذا العيد لن نفعل ذلك"، مردفًا: "لن أقصد المسجد لصلاة العيد، فلن أستطيع أن أرد يدًا تمتد لمصافحتي هناك بعد الصلاة، الأمر محرجٌ للغاية".

"لن أقصد المسجد لصلاة العيد، فلن أستطيع أن أرد يدًا تمتد لمصافحتي هناك بعد الصلاة، الأمر محرجٌ للغاية".

صاحب أحد محال الأحذية في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، وطلب أن ندعوه أبو أحمد، قال: "كورونا لم يؤثر فقط على الجانب الاجتماعي والتعليمي وطبيعة العلاقات بين الناس، بل كان له أثره الصعب على الواقع الاقتصادي، موسم العيد هذه العام ضُرب تمامًا، ورغم اكتظاظ الشوارع بالمشترين أو بالأحرى المتفرجين، فإن عجلة الشراء تسير ببطء شديد على عكس كل عام".

رغم أهمية فكرة "كسوة العيد" لدى المواطنين في قطاع غزة، ورغم أن أبو أحمد عقّم محله بشكل كامل، وأجبر العاملين لديه على ارتداء الكمامات والقفازات للأيدي بشكلٍ مستمر منذ ظهور فايروس كورونا، إلا أن عملية البيع لا تتم بالشكل المطلوب "هناك خوف لا يجب أن ننكره، في الوقت الذي نجد فيه استهتارًا حقيقيًا من قبل المواطنين بكورونا".

"هناك خوف لا يجب أن ننكره، في الوقت الذي نجد فيه استهتارًا حقيقيًا من قبل المواطنين بكورونا".

حكومة قطاع غزة، أعلنت منذ ظهور الحالات الأولى داخل قطاع غزة (في مراكز الحجر تحديدًا)، عن مجموعةٍ من الإجراءات الاحترازية لضبط الحركة وتفشي المرض، فأغلقت الجامعات والمطاعم وكافة الأماكن العامة التي تجمع عددًا كبيرًا من الناس "وقد تم تكثيف هذه الإجراءات في العشر الأواخر من رمضان" على حد قول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف.

وأضاف لـ "نوى": "هذا العام، اختلفت تفاصيل الرقابة على التجار قبل موسم العيد، فبالإضافة إلى التأكد من أخذ أصحاب المحال التجارية كل احتياطات السلامة، وتعقيم محالهم، وتوزيع الكمامات والمعقمات على العمال عندهم، نحاول التأكد من عدم تلاعبهم بالأسعار، أو احتكارهم للبضائع، وهو الأمر الذي يحدث بسبب استغلال كورونا".

"كل الإجراءات الاحترازية، لا تشكل ضمانةً للوقاية، ما لم تكن منوطةً بالتزام المواطنين النابع من قلوبهم بها".

يردف: "لن نستطيع أن نمنع الناس من المصافحة أو زيارة بعضهم في الأعياد، فكل الإجراءات الاحترازية، لا تشكل ضمانةً للوقاية من الفايروس في قطاع غزة، ما لم تكن منوطةً بالتزام المواطنين النابع من قلوبهم بها"، متابعًا: "غزة لم تغادر دائرة الخطر بعد، فهي تحيط بدولٍ عربية تتزايد بها الإصابات كل يوم".