عباس: الحل الاقتصادي وحده لن يُحقق سلامًا
تاريخ النشر : 2020-02-11 20:04

نيويورك:

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الحل السياسي أولاً ثم يتبعه الحل الاقتصادي سيجلبان السلام؛ إن خطة ترمب لا يمكنها تحقيق السلام والأمن لأنها ألغت الشرعية الدولية وتنكرت للحقوق الدولية المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأضاف عباس خلال كلمةٍ له في جلسة مجلس الأمن حول "صفقة القرن" إن الرفض الواسع للصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ولأنها الغت قانونية مطالب الشعب الفلسطيني بحقه المشروع بتقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله بدولته وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان ومصادرة أراضي وضم للأراضي الفلسطينية.

وذكر أن صفقة القرن تحمل في طياتها الاملاءات والأبرتايد وتكافؤ الاحتلال بدلاً من محاكمته على ما ارتكبه من جرائم خلال عقود.

وقال: "جئتكم من قبل 13 مليون فلسطين لأطالب بالسلام ونسعى لدولة عصرية مستندة للشفافية والمسائلة ومحاربة الفساد فنحن من أهم الدول التي تحارب الفساد".

وأضاف عباس: "نحارب العنف والإرهاب في كل العالم ولدينا 83 بروتوكول مع 83 دولة لمحاربة الإرهاب وأول هذه البرتوكولات مع الولايات المتحدة وكندا وروسيا واليابان.

وعبر عن شكره للإسرائيليين، قائلاً: " شكرا للإسرائيليين الذين عبروا بطرقهم عن رفضهم لـ"صفقة القرن" وبعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي".

وأشار إلى أن "السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا زال ممكنًا وقابلاً للتحقيق، قائلاً: "جئتكم من أجل شراكة دولية لتحقيق السلام العادل والدائم الذي لا زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي".

وقال: "لا أدري من أعطى ترمب هذه النصائح البغيضة؛ فهو ليس هكذا ولا أعرف هذه التصرفات من أين جاءت، متنكرًا تصريحات جاريد كوشنر أن الفلسطينيين يُضيعون فرص السلام، متسائلاً: "أين هي الفرصة التي أضعناها لصنع السلام"؟

ولفت إلى أن "إسرائيل" واصلت الحرب والحصار على غزة بمساندة الإدارة الأمريكية، داعيًا الرباعية الدولية لعقد مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وقال: "لا تضيعوا الأمل، فأنا أمدّ يديّ للسلام مجددًا قبل ضياع الفرصة الأخيرة لصنع سلام حقيقي تنعم بآثاره الأجيال الحالية والمقبلة.. لـ"نعيش سوا" فشعبنا لم يعد يتحمل استمرار الاحتلال لأرضه".

وأضاف عباس: "ليس لدينا سوى خيار واحد وحيد؛ لنكن شركاء وجيران، كلُ في دولته المستقلة وذات السيادة فلنتمسك معا بالخيار العادل قبل فوات الأوان، فصراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية".

واختتم بالقول: "أنا على استعداد للبقاء في مقر الشرعية الدولية لبدء المفاوضات وعلى الفور "ولن نلجأ للعنف والإرهاب مهما كان الاعتداء علينا فنحن مؤمنون بالسلام ومحاربة العنف".

وقال: "القدس الشرقية لنا والغربية لهم" وملتزمون باتفاق أوسلو بكل تفاصيله وبنوده بما فيها الاعتراف بإسرائيل".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة "إننا ملتزمون بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لتسوية النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة وتحقيق رؤية الدولتين على أساس خطوط ما قبل 1967".

أما المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط بالأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف فقال: "في الأيام التي تلت مقترح ترمب شهدنا حوادث عنيفة في القدس والضفة وغزة وحال استمرارها ستعقد الوضع على الأرض".

وأضاف ملادينوف: "ندعم حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وحان الوقت للاستماع لمقترحات للمضي قدما والتوصل لإطار وساطة لإعادة إطلاق المفاوضات ويجب تفادي الترسيخ المتواصل بالوضع الراهن".