هل تراجعت السلطة عن طلب التصويت بمجلس الأمن حول صفقة ترمب؟
تاريخ النشر : 2020-02-11 08:40

رام الله:

نقلت مصادر إعلامية عن دبلوماسيين قولهم إن السلطة الفلسطينية تراجعت عن طلب التصويت في الأمم المتحدة على قرار حول خطة ترامب، المعروفة بصفقة القرن.

وقال الدبلوماسيون لوكالة الأنباء الفرنسية إن المشروع الذي قدمته اندونيسيا وتونس قد لا يحظى بدعم تسعة من أعضاء المجلس من أصل خمسة عشر، وهو الحد الأدنى المطلوب لتبنيه من دون أن يلجأ أحد الأعضاء الدائمين إلى حق النقض (الفيتو).

من جهته، صرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن ما يروج حول سحب مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز لمجلس الأمن عار عن الصحة ولا أساس له.

وأضاف عريقات، مساء الاثنين، "أن مشروع القرار موزع ولا زال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات ونضمن الصيغة التى قدمناها دون انتقاص أو تغيير لثوابتنا سيتم عرضه للتصويت، علمًا أن مشروع القرار لم يطرح بالورقة الزرقاء للتصويت حتى يقال إنه جرى سحبه.

وأكد أن مشروع القرار الذي ستقدمه المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز إلى مجلس الأمن يتضمن إدانة خطة ترمب والأفكار الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وجدد عريقات التأكيد على أن ما يروج حول سحب مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية و"عدم الانحياز" لمجلس الأمن عار عن الصحة ولا أساس له وهو جزء من حرب شعواء تشن على الرئيس محمود عباس وعلى القيادة الفلسطينية والمشروع الوطني.

وشدد على أنه "مهما كانت محاولات إدارة ترمب، فان ذلك لن يغير ما يمس بثوابتنا، ونحن هنا في نيويورك لا لشيء إلا للثبات على حقوق شعبنا، والقانون الدولي، وضد الغطرسة والهرطقة من إدارة ترمب، وسنبقى أوفياء لأبناء شعبنا وللشهداء والأسرى والجرحى".

وتابع: الرئيس سيلقى خطابه ولا صحة لإشاعات تأجيله، ونتمسك بثوابتنا لأننا أصحاب حق نستند إلى القانون الدولي، والسيد الرئيس سيتحدث باسم شعبنا وباسم كل أحرار العالم وكل من يقف إلى جانب شعبنا ويؤيد قضيتنا".

وتحدى عريقات إدارة ترمب أن تأتي بدولة واحدة تقول إنها توافق على "صفقة القرن" باعتبارها أساسا للمفاوضات، مشددا على أن هذه الإدارة غير مؤهلة لأن تكون وسيطا للمفاوضات.

ومن المقرر أن يوجه الرئيس محمود عباس، مساء غد الثلاثاء، كلمة وصفت بالهامة أمام مجلس الأمن الدولي لحشد الدعم الدولي لرفض خطة ترمب نتنياهو التصفوية.

وقال مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي: إن كلمة الرئيس ستكون في جلسة مجلس الأمن التي ستبدأ الساعة الخامسة من مساء غد بتوقيت فلسطين.           

وشدد الخالدي في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، مساء اليوم الاثنين، على ضرورة التركيز على كلمة الرئيس وما سيتبعها من مفاهيم ومضامين وشرح للموقف الفلسطيني، معتبرا أن الكلمة ستكون بمثابة مرجعية لأي عملية سلام مستقبلية.

وقبل يومين، حُذفت إدانة خطة "صفقة القرن" من نصّ مشروع قرار فلسطيني من المقرّر التصويت عليه في مجلس الأمن الدولي، جاء ذلك بعدما أدخلت تعديلات على مسوّدته الأولى، حسب وكالة "فرانس برس".

وتَعتبر مسوّدة القرار الجديد الذي عرض الجمعة على أعضاء مجلس الأمن الدولي أنّ “المبادرة التي طرحتها الولايات المتحدة في 28 كانون الثاني/يناير 2020 تحيد عن المعايير المتّفق عليها دولياً لحلّ دائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، والتي تنصّ عليها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وكانت الصيغة الأولى لمشروع القرار الذي قدّمه الفلسطينيون بواسطة تونس وإندونيسيا، العضوين غير الدائمين في مجلس الأمن، تتضمن إبداء مجلس الأمن “أسفه الشديد” لأنّ خطة السلام الأمريكية “تنتهك القانون الدولي”.

لكنّ تخفيف حدّة القرار الذي لا يزال يتضمّن إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ضمنها شرقي القدس ويؤكّد على دعم حلّ الدولتين على أساس حدود العام 1967، لا يجعله بمنأى من استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض ضدّه.

وحسب "فرانس برس" ففي صيغته المعدّلة يضيف مشروع القرار على النسخة السابقة فقرة تتضمّن “إدانة لكلّ أعمال العنف ضدّ المدنيين بما فيها أعمال الإرهاب، والأعمال الاستفزازية، والتحريض على (العنف) والتدمير”.

وحذفت من النص المعدّل الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط “في أقرب وقت”، واكتفت النسخة الجديدة من مشروع القرار بالتذكير بأنّ ذلك منصوص عليه في قرار صادر عن الأمم المتحدة في العام 2008.